نابلس - فلسطين اليوم
اعتاد أصحاب داخل أحد المنازل الواقعة في مدينة نابلس، المزين أرجاؤه بالتراث الفلسطيني، التجمع حول مائدة مستديرة لتناول الطعام وتبادل الأحاديث بشأن آخر التطورات العلمية والطبية التي تأثرت بها، آنذاك، الطفلة الصغيرة، ثبات الخطيب، فتعلقت بدراسة الطب لتسير على خطى والديها، تحققت أمنيتها، وزاد طموحها الذي أعطها القدرة لتصبح أول فلسطينية حاصلة على براءة اختراع لدواء لمرضى آلزهايمر.
ودرست "ثبات" العلوم الحيوية في إحدى الجامعات الفلسطينية، واستكملت دراستها حتى حصلت على الماجستير، ولم تقف تطلعات الطالبة الصغيرة، آنذاك، عند ذلك الحد، فسافرت إلى بريطانيا لاستكمال دراستها حتى حصلت على درجة الدكتوراة في تخصص علوم الأعصاب التطبيقية من جامعة أبردين في بريطانيا.
ووصفت الدكتورة ثبات، الأعصاب بأنها "عضو صغير ومعقد يتسم بالقدرة على التحكم في مشاعر الإنسان وحياته"، والقسم الذي جذب انتباهها، فسرعان ما لبت رغباتها بدراسته، حيث وقع اختيارها بعد ذلك على التخصص في دراسة مرض ألزهايمر، لم يكن اختيار الدكتورة العشرينية، عشوائيًا، حيث تخطت نسبة المصابين بهذا المرض إلى 70% ليصبح من أمراض العصر، فأسبابه غير مفهومة وعلاجاته يقف تأثيرها عند حد التخفيف من أعراضه.
اقرا ايضا الرياضة تُحافظ على لياقة الذاكرة وتقي من "الزهايمر"
التحقت "ثبات" مع فريقها البحثي وعكفت على دراسة التغيرات المختلفة للمصابين بألزهايمر والخلايا العصبية، لتجد أن نقص مادة "ريتينويك أسيد" هي العامل الرئيسي المسبب في الإصابة بمرض العصر، شغف وإصرار نما بداخل الدكتورة العشرينية على إيجاد التركيبة الكيميائية المناسبة.
أجرت "ثبات" محاولات كثيرة مع فريقها البحثي في الجامعة البريطانية، فكان الحل هو التعاون مع فريق بحثي آخر من جامعة أخرى يكون هدفهم هو العمل على التركيبات الكيميائية، والتوصل إلى البديل المناسب الذي يتلاءم مع مرض ألزهايمر، عمل مكثف بين الفريقين للوصول إلى هدفهم، وبالفعل نجحوا في ذلك، وتوصلوا إلى تركيبة كيميائية لكنهم مازالوا في مرحلة التجارب على الحيوانات، ورغم ذلك عملوا على تسجيل براءة الاختراع حماية الملكية الفكرية، و5 سنوات هي المدة المتبقية لهم حتى التأكد من صحية التركيبة الكيميائية الجديدة، فهم الآن في مرحلة تجربة الفئران، وفي حال نجاح التجارب، ويمكن إعطاء التركيبة لإحدى شركات الأدوية لتصنيع العقار طرحه بالأسواق.
تعمل "ثبات" أيضًا باحثة بالجامعة البريطانية ذاتها، لكنها قررت أيضًا العودة إلى وطنها، لإفادة بلدها بعلمها وتطوير الأبحاث الطبية، وأيضًا التواصل مع فريقها البحثي في بريطانيا.
قد يهمك ايضا التمارين الرياضية تحمي الدماغ من الإصابة بـ"ألزهايمر"