الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفلسطيني محمود عباس

أكد خبراء إسرائيليون أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ونظيره الفلسطيني، محمود عباس يمران بـ"مرحلة طلاق دبلوماسي"، مبينين أن القاهرة تحاول إجبار عباس على التنحي، لصلح خصمه محمد دحلان، الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع المخابرات المصرية، وفق تعبيرهم.

وقال الكاتب في موقع "أن آر جي"، آساف غيبور، إن شهر العسل الذي ساد بين السيسي وعباس انتهى، وإنهما يمران بمرحلة الطلاق الدبلوماسي. وأضاف أن السيسي أرسل إلى رام الله قائمة سوداء تضم شخصيات فلسطينية غير مرغوب في دخولها أراضيه، في محاولة من الرئيس المصري للتأثير على مجريات التطورات الفلسطينية، من خلال إعادة دحلان، الخصم اللدود لعباس، إلى المسرح السياسي الفلسطيني. وأضاف أن الرئيس الفلسطيني يعتبر طريق دحلان مغلقًا، لذلك لم يستجب لطلبات السيسي، مما جعل الأخير يعلن يأسه من عباس.

وذكر يوني بن مناحيم، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية في موقع المعهد الأورشليمي لشؤون الدول، أن مصر تتعامل مع عباس على أنه "حصان خاسر". وأشار إلى أن المخابرات المصرية أقنعت القيادة السياسية باتخاذ خطوات قاسية ضد عباس ورجاله، لأن هذا الجهاز الأمني يرتبط بعلاقات وثيقة مع دحلان، ويرى في الأخير منفذًا للمصالح الأمنية المصرية.

ويرى بن مناحيم أن المخابرات المصرية تقرأ جيدًا الوضع الصعب الذي يعيشه عباس، لا سيما عقب انتقال السلطة في الولايات المتحدة الأميركية إلى دونالد ترامب، الذي أعلن تأييده الرسمي لإسرائيل وحكومة بنيامين نتنياهو، بينما لم تتم دعوة عباس للقاء ترامب في البيت الأبيض، حتى الآن.

وأوضح الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" أن عباس أسهم في إضعاف حركة التحرير الوطنية الفلسطينية "فتح". واعتبر أنه نجح في عزل عباس، بعد حصوله على دعم عدد من الدول الغربية "المعتدلة"، لتنصيبه رئيسًا مقبلاً للسلطة الفلسطينية، رغم معارضة عباس، الذي طرد عددًا كبيرًا من قيادات فتح في الضفة الغربية وقطاع غزة، بسبب قربهم من دحلان، ودعمهم له، وفق تعبيره.

وأضاف بن مناحيم أن عباس يفضل بقاء الوضع الحالي كما هو، لأنه الأقل سوءًا، وأن هدفه الأساسي العثور على خليفة مناسب له، يحفظ أمن عائلته ومصالحها الاقتصادية. وعبر عن اعتقاده بأنه، رغم إخفاقاته السياسية وتراجع شعبيته في الشارع الفلسطيني، فإن عباس ليست لديه نوايا للاستقالة، بل سيواصل الإمساك بزمام السلطة.

ولفت إلى أن مصر تحاول الضغط على عباس وإجباره على الرحيل، من خلال اتخاذ جملة خطوات لزعزعة استقرار سلطته، وفرض دحلان عليه، معتبرًا أنه يجب عدم الاستهانة بالدور الذي تلعبه مصر في هذا الملف.