الفنان المصري يوسف شعبان

نهاية حزينة سطرها الفنان المصري يوسف شعبان لمشواره الفني الحافل، بعدما أعلن غاضباً اعتزاله الفن وابتعاده عن الوسط بسبب ما يجري.يوسف شعبان الذي شارك في بطولة أكثر من 250 عملاً فنياً، تحدث عن الأسباب الخاصة بقراره، مؤكداً أن الأجيال الفنية السابقة ساهمت في أن تكون مصر هي هوليوود الشرق، وذلك بدافع الحب تجاه مصر، مشيراً إلى كون جيله حاول قدر المستطاع أن يدعم هذا الأمر.

فيما تغير الوضع بالنسبة للجيل الحالي، معتبرا أن كل فرد بات يساهم في تدمير مصر، بسبب ما حدث من انهيار أخلاقي في الفن، معتبراً أن الموضوعات التي يتم طرحها في الأعمال صارت تأتي من صفحات الحوادث، ولم يعد هناك قصة أدبية تقدم.

"جيل بحاله اتحكم عليه بالإعدام" هكذا رددها الفنان المصري الذي ولد بحي شبرا في القاهرة عام 1936 وتخرج في كلية الحقوق، وذهب يذكر بعض الأسماء والتي كان من بينها علي بدرخان والمخرج عمر عبدالعزيز والمخرج أحمد يحيى.معتبرا أن هذا الجيل من المخرجين عمل هو معهم حينما كانوا مساعدين لكبار مخرجي #السينما_المصرية، وعندما تولوا المسؤولية صاروا امتدادا لهذا الجيل، ولكنهم في الوقت الحالي تم إبعادهم بقرار لا يعرف هو من المسؤول عنه.

حزن يوسف شعبان الذي تألق في عدد كبير من الأفلام أبرزها (ميرامار – أم العروسة – مراتي مدير عام) كان واضحا، وبالتحديد من الجيل الحالي، حيث رأى أن جيله استلم الراية ممن سبقوه وأكملوا العمل الخاص بهم، بينما الجيل الحالي لا يعطي أي دليل على استلامه للراية من الجيل السابق.

واعتبر شعبان الذي كان ظهوره الأخير في السينما من خلال الجزء الثاني من فيلم "المشخصاتي"، أن الأعمال التي تقدم في الوقت الحالي لا تشرف أي مصري، بعدما صارت شركات الإنتاج تتسابق من أجل توزيع أعمالها على الدول العربية، وهو عكس ما كان يحدث في السابق، حينما كان الخارج هو من يطلب الأعمال المصرية ويسعى خلفها وضرب يوسف شعبان المثال بالهند التي تنتج 700 فيلم في العام، بينما تكتفي مصر بعدد قليل جدا من الأعمال، التي تصور المصريين على كونهم بلطجية.

ولام شعبان كثيرا مَنْ يتحدثون عن حصولهم على الملايين، وهو أمر أثار غضبه، خاصة أنه يرى أن الله يمنح الفنان الموهبة من أجل خدمة الآخرين وليس من أجل التباهي عليهم.

كل هذه الأمور جعلته في النهاية يقول "مقدرش أشتغل في مناخ بهذا الشكل"، مشيراً إلى تلقيه اتصالاً من الفنان محمود الجندي الذي تضامن معه فيما ذكره، وأكد له أنه اتخذ قراراً مشابهاً لقراره وأعرب شعبان عن دهشته من غياب وزير الثقافة عما يجري على الساحة، خاصة أن السينما في السابق كانت مصدراً هاماً للدخل.