غزة ـ فلسطين اليوم
قال رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله: "لقد أردنا أن تتكامل المشاريع الثقافية والتنموية في البلدة القديمة بنابلس للحفاظ على هويتها وتاريخها، مع جهود تطوير بنى وخدمات الحكومة، فنحن على يقين تام، بأن زخم ومحتوى عملنا الحكومي يجب أن يتناسب مع تاريخ ومكانة هذه المحافظة الحيوية".
جاء ذلك خلال افتتاحه يوم أمس الجمعة المركز الثقافي الاجتماعي والرياضي في البلدة القديمة بمدينة نابلس، وأعلانه عن دعم مقداره 20 ألف دولار لصالح المركز، بحضور مستشار الرئيس د. نبيل شعث، ومحافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب، ورئيس بلدية نابلس عدلي يعيش، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وأضاف رئيس الوزراء في كلمته خلال الافتتاح: "يسرني ويشرفني أن اجتمع وإياكم في هذه المحافظة الصامدة، وفي رحاب بلدتها القديمة، قلب نابلس التاريخي، التي فيها تتعايش الحداثة مع الأصالة، وتشكل نموذجا للحضارة والعراقة، كما للصمود والتحدي والإصرار".
وتابع الحمد الله: "اشارككم اليوم، افتتاح “المركز الثقافي الاجتماعي والرياضي”، الذي يعتبر حاضنة مجتمعية أساسية لسكان البلدة القديمة في نابلس، وبيئة فاعلة لضمان نمو مجتمعي سليم ومتوازن لبناتها وأبنائها، ففي ظل المعاناة الإنسانية التي تعيشها بلادنا، جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي على أرضنا واستهداف شعبها بالقتل والاعتقال والتنكيل، ما أحوجنا إلى كل بنية ومشروع، به ننهض بقدرات أطفالنا وشبابنا وكافة فئات مجتمعنا، وننتشلهم من الإحباط الذي تريد إسرائيل أن نقع فريسة له".
وأردف رئيس الوزراء: "أنقل لكم جميعا، اعتزاز فخامة الأخ الرئيس محمود عباس، بأبناء شعبنا في البلدة القديمة في نابلس وفعالياتها ولجانها الشعبية ومنسقيها، الذين لم يدخروا جهدا للنهوض ببلدتهم وحمايتها وتطويرها، وأؤكد لكم على أننا جادون في تكثيف عملنا في البلدة القديمة لتلبية احتياجات أهلها وتنشيط أسواقها وإحياء السياحة فيها، وسنتعاون مع المجتمع المحلي والمؤسسات الأهلية الفاعلة والمنظمات الدولية، للمزيد من النهوض بها ومواصلة تنفيذ مشاريع تأهيل وترميم بيوتها ومحالها وتلبية احتياجات شعبنا فيها والحفاظ على الإرث التاريخي الغني الذي تحمله البلدة القديمة في نابلس، كما البلدة القديمة في الخليل والقدس".
وأوضح رئيس الوزراء قائلا: "لقد عملنا على تأهيل وتطوير وتوسيع مدارس البلدة، والوصول بخدماتنا الطبية إلى المواطنين فيها في إطار عمل حكومي حثيث ومتواصل لتطوير قدرات وتجهيزات المستشفيات والمراكز الطبية في محافظة نابلس عموما، وواصلنا تنفيذ البرامج والتدخلات للتمكين الاقتصادي وخدمة الأسر الفقيرة والمحتاجة والفئات المهمشة في كل مكان، وفي إطار مؤسستنا الأمنية، انصب الجهد على اجتثاث الفوضى والفلتان والجريمة وبسط الأمن والأمان وتعزيز هيبة القانون. حيث ارتكزتْ خطة عمل الحكومة على خدمة المواطن أينما كان وعلى دعم صموده وثباته".
واستطرد الحمد الله: "إننا نعمل أيضا، في مسار متواز، على بلورة خطة لحماية المباني التاريخية والأثرية في نابلس، وإدراجها على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي. وعملنا من خلال وزارة السياحة، على تأهيل تل بلاطة وتشغيل خان الوكالة والإشراف على ترميمه، بالشراكة مع بلدية نابلس وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وسارعنا إلى ترميم المقابر الرومانية وتطوير المتحف السامري ومتحف بئر الحمام، وواصلنا عمليات التنقيب والحفريات لإبراز أصالة وحضارة المدينة".
واستدرك رئيس الوزراء: "إن تدخلاتنا هنا في البلدة القديمة، إنما يبرز تداخل وتناغم عملنا المؤسسي والدبلوماسي. ففي الوقت الذي نسخر فيه الإمكانيات والطاقات لتلبية احتياجات أبناء شعبنا في كل مكان وتوفير مقومات الحياة الكريمة لهم، نعمل على الوصول بقضيتهم إلى كافة المحافل الدولية وترسيخ هوية وتاريخ مدننا وقراها وبلداتها القديمة، نعم إننا نتصدى لمخططات الاقتلاع والترحيل ومحاولات الإقصاء وطمس الهوية، بالمزيد من التشبث بالأرض وبالبناء وبحماية إرثنا وتاريخنا وحضارتنا".
ووجه الحمد الله التحية إلى أبناء شعبنا الصامدين في نابلس وفي بلدتها القديمة، وقدم الشكر للمحافظة وعلى رأسها عطوفة المحافظ اللواء اكرم الرجوب، وتوجه بالشكر الجزيل من بلدية نابلس وكافة هيئات الحكم المحلي واللجان الشعبية في البلدة القديمة ومنسقيها، معتبرا أنه “بجهودهم جميعا، إنما نستجيب لاحتياجات أبناء شعبنا، ونزيد صمودا ومنعة، ونحافظ على هويتنا وبقائنا".
واختتم رئيس الوزراء كلمته: "اسمحوا لي أن أشكر المجتمع المحلي، مؤسساته وأفراده، والباحثين والأكاديميين والجهات المانحة، على الجهود الكبيرة التي يبذلونها للحفاظ على أصالة المكان وتاريخه، وترميم وتأهيل المنازل والمحال والأحياء. فالبلدة القديمة هنا هي متحف نابلس وكنزها. وسنتابع أعمال ونشاطات “المركز الثقافي والاجتماعي والرياضي” وسنواصل جميعا عملنا الوطني المسؤول للنهوض بالبلدات القديمة في نابلس والخليل والقدس الشريف وحماية إرثها وهويتها وتاريخها".