المغربية سعاد عيّادة

بعد أن تولّت نجاة فالو-بلقاسم، وهي من أصول مغربية، منصب وزيرة التربية الوطنية في فرنسا، خلال سنوات حكم الرئيس السابق فرانسوا هولاند، قرر وزير التربية الوطنية في حكومة إيمانويل ماكرون، جان ميشيل بلانكير، يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تعيين سعاد عيادة، وهي من أصول مغربية أيضاً، على رأس المجلس الأعلى للبرامج.

وأثار هذا التعيين ذهول الكثيرين، إذ لا يُعرف عنها الشيء الكثير، في أوساط النقابات والمدرّسين، عدا أصولها الأجنبية وتخصصها في الروحانيات الإسلامية.

لم تكن سعاد عيادة، 47 عاماً، معروفة في فرنسا خارج الأوساط الجامعية، إلى درجة أثارت بعض السخرية، عقب إعلان صحيفة "لوموند" الخبر في البداية، ظانة أن الأمر يتعلق برجل، قبل أن تصحح خطأها.

يتعلق الأمر بباحثة متميزة حاصلة على الدكتوراه، وعلى شهادة التبريز في الفلسفة في سن الثالثة والعشرين، وهو ما أتاح لها أن تمارس التدريس في مدارس ثانوية وفي الأقسام التحضيرية، في أكاديميات "ليل" بشمال فرنسا، و"كريتاي" في جنوب شرق باريس، قبل أن يتم تعيينها مفتشة تربوية إقليمية في الفلسفة في أكاديميات ليون وغرونوبل وباريس وأورليان وتور، ثم مفتشة عامة في التربية الوطنية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، قبل أن تحل محلّ الجغرافي ميشيل لوسوت، الذي قدّم استقالته الصاخبة، في 26 سبتمبر/أيلول 2017، على رأس "المجلس الأعلى للبرامج".

والسؤال الذي يراود كثيرين هو هل ستستطيع سعاد عيادة أن تفرض نفسها على رأس المجلس الأعلى للبرامج، وهي المتخصصة في الفلسفة والروحانيات الإسلامية، والتي أصدرت سنة 2002 مؤلَّفاً عن الفيلسوف العربي ابن سينا، وكتابا ثانيا بعنوان "إسلام التجليات: دين أمام امتحان الفن"، وهو في الأصل رسالة دكتوراه في الفلسفة أنجزتها في جامعة "رونيه ديكارت" في مدينة بواتييه، إضافة إلى مقالات عديدة عن استيتيقا الإسلام والفنون الإسلامية، وعن ماسينيون، وعن "السياسي في ظل الديني".