الدكتور يونس عمرو

تحدث رئيس جامعة القدس المفتوحة عضو المجلس الثوري أ. د. يونس عمرو، في ندوة نظمتها حركة الشبيبة الطلابية ومجلس الطلبة بفرع الجامعة بيطا، وذلك يوم الإثنين الموافق‏29‏/01‏/2018م، حول آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية والأوضاع التي تمر بها القضية الفلسطينية.

حضر الندوة التي عقدت في مقر الفرع أعضاء المجلس التشريعي: أبو علي يطا، وموسى أبو صبحة، وزهران أبو قبيطة، وأمين سر إقليم يطا والمسافر بحركة فتح د. كمال مخامرة، ومدير فرع يطا د. محمد الحروب، ومدير فرع دورا د. جمال بحيص، ومدير فرع الخليل د. عبد القادر الدراويش، ورئيسا بلديتي: يطا محمد الشواهين، ودورا د. نعمان عمرو، ورؤساء المؤسسات الرسمية والخاصة ومؤسسات المجتمع المحلي، وقادة الأجهزة الأمنية جنوب الخليل، وحشد كبير من طلبة الفرع، وممثلون عن عشائر يطا.

في بداية حديثه، رحب أ. د. عمرو بالحضور واستذكر الشهداء، وعلى رأسهم الشهيد ياسر عرفات، مشيرًا إلى أن جامعة القدس المفتوحة كانت حلم القادة العظام حينما استفحلت إجراءات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا بتقطيع أوصال الوطن وإغلاق المؤسسات، وجاءت القدس المفتوحة وتطورت حتى وصلت مرحلة التعليم المدمج الذي يزاوج بين التعليم الإلكتروني والتعليم المفتوح، إلى أن وصلت مرحلة اكتمال الوسائط التعليمية بإطلاق فضائية القدس التعليمية، وهذا النظام المدمج تأخذ به كبريات الجامعات في العالم هروبًا من التكلفة العالية للتعليم.

وقال إن جامعة القدس المفتوحة لم تهمل النشاطات المجتمعية والوقوف إلى جانب أبناء شعبها، وستواصل القيام بالدور الوطني المنوط بها، إضافة إلى الدور التعليمي. والجامعة اليوم تسعى للوصول إلى امتلاك مبانٍ خاصة بها في مختلف فروع الجامعة، مقدمًا شكرًا لكل من أسهم في تشييد فرع يطا، داعيًا الجميع إلى استكمال البناء في فرع يطا، مؤكدًا أن إدارة الجامعة مستعدة أن تدفع حصتها في استكمال الأبنية.

وحول المستجدات السياسية الأخيرة، قال أ. د. عمرو: "ليس مع الشعب الفلسطيني أحد إن لم يكن مع نفسه، فشعبنا يتعرض لاحتلال إحلالي استيطاني، وهو احتلال يستخدم كل الوسائل في التآمر على أبناء شعبنا، لكن الله قيّض لنا قيادة حملت الأمانة من الشهيد أبو عمار إلى فخامة الرئيس محمود عباس، الذي يتبع تكتيكًا سياسيًا أورثه تهمة غريبة الشكل هي الإرهاب الدبلوماسي".

وأشار إلى أن رئيس دولة فلسطين يعمل حاليًا على نقل معاناة الشعب الفلسطيني للعالم ويحارب دبلوماسيًا لفضح رئيس الإدارة الأميركية دونالد ترامب وإفشال إعلانه بنقل السفارة الأميركية إلى القدس واعتبارها عاصمة لدولة الاحتلال، معبرًا عن رفض الشعب الفلسطيني لهذا الإعلان جملة وتفصيلاً.
ووصف وعد ترامب بأنه أخطر على شعبنا الفلسطيني من وعد بلفور الذي منحت بموجبه بريطانيا فلسطين لليهود، لذلك يجب أن يدرك ترامب وإدارته العنصرية المنحازة للاحتلال أن شعبنا الفلسطيني سيقاوم هذا القرار بكل ما أوتي من قوة، ولن يسمح له بأن يمر مهما كلف شعبنا مقاومة ذلك القرار، فنحن حاليًا في مرحلة المقاومة الشعبية لهذا القرار ويمكن أن تنتقل لمرحلة أخرى.

وبين أن شعبنا الفلسطيني الكنعاني تعرض لعديد من الاحتلالات، وكلها زالت وذهبت، وحقّت كلمة الرئيس أبو مازن "إننا هنا باقون ولن نرحل بل سيرحل الاحتلال، وإعلان ترامب للقدس عاصمة للاحتلال لا يعني أي شيء، وشعبنا وقيادته سيواصل التحدي والصمود، فلا توجد لليهود علاقة دينية بها، بل علاقتهم بها علاقة احتلال حربي".

وتحدث عمرو عن بعض الاستخدامات الخاطئة على ألسنة الإعلاميين والمثقفين، مثل مصطلح (قدس الأقداس)، مؤكدًا أنه مصطلح يهودي يفضَّل عدم استخدامه لوصف مدينة القدس المحتلة.

وقال أ. د. عمرو: "إن صراعنا مع الاحتلال حاليًا على موطئ القدس، وعلينا أن نواصل الصمود فوق أرضنا، وألا نغادرها مهما كانت الظروف، ثم على أبناء شعبنا أن يتكاثروا للتغلب ديمغرافيًا على اليهود، فنحن بحاجة لدعم المقدسيين لتثبيتهم فوق أرضهم؛ فالمقدسي مهم كما الأقصى مهم، لأن وجود الأقصى بلا مقدسيين وبلا مصلين قد يتحول إلى متحف مثل جامع غرناطة، وربما تهدمه إسرائيل وتبني مكانه الهيكل، لذلك علينا دعم صمود المقدسيين بالمال أولاً وبالمعنويات ثانيًا، ثم بالمحامين لنؤمن للمقدسي كل احتياجاته حتى يبقى على أرض القدس".

ثم دعا الجميع إلى الالتفاف حول القيادة في مساعيها لدعم صمود شعبنا والتصدي لإعلان ترامب، وكذلك دعا حركة حماس لتمكين الحكومة في قطاع غزة من القيام بعملها وكان افتتح الندوة رئيس مجلس الطلبة بفرع يطا علاء مخامرة، مرحبًا برئيس الجامعة وبالحضور المشاركين في الندوة، مؤكدًا أن "القدس المفتوحة" ستبقى جامعة الكل الفلسطيني، وجامعة منظمة التحرير، وجامعة الشهيد ياسر عرفات، وجامعة الشهداء والأسرى والجرحى الأبطال الذين حافظوا على العهد.

ورحب مخامرة بالحضور جميعًا باسم مجلس اتحاد الطلبة وحركة الشبيبة الطلابية، شاكرًا رئيس الجامعة على مشاركته في هذه الندوة ثم تحدث مدير فرع يطا د. محمد الحروب، مرحبًا بالأستاذ الدكتور يونس عمرو، وبالحضور جميعًا، مؤكدًا أن القدس المفتوحة منارة للعلم وشوكة في حلق المحتل، فهي تصل إلى أبناء شعبنا في مختلف أماكن وجودهم في المناطق المتاخمة لهذا المحتل المغتصب.

وأضاف إنه يجب على أبناء شعبنا مواصلة الصمود في وجه الاحتلال، وقال: "لن نترك أرضنا في جنوب الخليل، ولن يرعبنا المحتل، وستواصل جامعة القدس المفتوحة توفير التعليم لأبناء شعبها في يطا ومسافرها".

وعقب انتهاء الندوة، استمع الحضور بمن فيهم أ. د. عمرو لفقرة فنية وطنية ملتزمة قدمها مجلس شباب محافظة الخليل، كذلك لوقفة فنية أخرى للطالبة مجدولين أبو عرام.

وفي الختام، كرمت المؤسسات والشخصيات رئيس الجامعة بدروع تكريمية، وكانت على النحو الآتي: مجلس اتحاد الطلبة، وحركة الشبيبة الطلابية، وإدارات فروع يطا ودورا والخليل، وإقليم حركة فتح في يطا، ورئيس بلدية دورا د. نعمان عمرو، والقائم بأعمال رئيس بلدية يطا أ. محمد شواهين، ورئيس بلدية الكرمل أ. توفيق أبو ملش، ورئيس بلدية السموع أ. حاتم محارق، والمكتب الحركي لأسرى مدينة يطا، والأخوة في التوجيه السياسي يمثلهم العقيد إسماعيل غنام، ولجنة التثقيف الوطني، والعقيد ماجد أبو هاشم مدير الأمن الوقائي.