القاهرة - فلسطين اليوم
مرونة وذكاء خريج دبلوم الصنايع، وحبه لأشكال التماثيل المختلفة، جعلته يتحول من عامل إلى مدير صيانة لأحد الفنادق السياحية، مستغلا أدوات بسيطة في صناعة تماثيل دقيقة تخطف أنظار الزائرين.منذ 11 عامًا، يعمل علي فوزي خريج دبلوم الصنايع، في أحد الفنادق الشهيرة بالغردقة، كعامل مثله مثل غيره من زملائه خريجي المدارس الفنية "كنت شغال عامل في الأول ولما شوفت منظر تماثيل الرمل ذهلت، وحبيت اشترك مع المصممين".بعد معاناة كثيرة عاشها الشاب العشريني، بحثًا عن لقمة العيش الحلال، التحق في 2006 بالعمل في أحد الفنادق بالغردقة، واقتصرت وظيفته على عمل بعض الإنشاءات في الفندق "كنت عامل عادي بشتغل في الإنشاءات نشيل طوب وحجارة".ذكاء ومرونة "فوزي" لفت نظر مدير الصيانة الإسباني في الفندق بعد نجاحه في إعادة إصلاح أحد التماثيل الصغيرة مشوة الوجه، ليقرر المدير بعدها ضمه إلى المسؤولين عن أعمال الصيانة في الفندق."الشغل عجبني جدًا، ويعتمد على خفة الأيد وسرعة الحركة"، هكذا وصف صاحب الـ 28 عامًا، طريقة العمل في صيانة الفنادق ونحت التماثيل، بعدما أصبح مدير الصيانة في نفس الفندق، بعد انتهاء عمل المدير القديم وعودته إلى إسبانيا.
"المطر بوظ تمثال عندنا، وأنا عملته من أول وجديد"، وفقًا للشاب العشريني، الذي نحت تثمال "سبايدر مان" بالمياه والرمل، مستخدمًا لمسات بسيطة لإظهار ملامح التثمال "الرملة بضغطها بطريقة معينة في صناديق خشب، وعندنا مكان مخصوص لتفريغ الهواء من الرمل علشان يبقي كتلة واحدة".30 يومًا كاملًا استغرها "فوزي" في صناعة التمثال بالفندق، لجذب السائحين الأجانب والزائرين المصريين، "إن شاء الله عودة السياحة الروسية هتكون خير على الكل"، صعوبات تواجه الشاب العشريني في عمله نظرًا لعدم توفر بعض الأدوات المستخدمة في إعادة إصلاح التماثيل، "جبنا الرملة الحمراء من سوهاج والبيضة والصفراء من قنا".5 ساعات يوميًا كان يعمل فيها "فوزي" لإنهاء أعمال التمثال الذي يبلغ 3 أمتار طولًا و6 عرضًا، لأظهاره بشكل يليق بالسياحة، رغم التحديات التي واجهته، "أكتر حاجة صعبة واجهتني ركبة الدماغ وأظهار الخطوط البسيطة في التمثال".