المطران عطا الله حنا

وصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم، وفد من اساتذة جامعة اثينا في اليونان وذلك في زيارة تضامنية مع الشعب الفلسطيني وبهدف زيارة عدد من الجامعات والمؤسسات الاكاديمية الفلسطينية، وكذلك للاطلاع على اوضاع مدينة القدس وما تتعرض له الاوقاف المسيحية بنوع خاص من استهداف.

ورحب المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بالوفد في كنيسة القيامة، ومن ثم في الكاتدرائية المجاورة، مشيدا بعلاقة الصداقة الوطيدة التي تربط الشعبين الفلسطيني واليوناني.

واستذكر مواقف اليونان التاريخية اتجاه القضايا العربية، متمنيا ان تستمر وتتواصل هذه المواقف لان القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين لوحدهم وانما هي قضية لها بعد انساني واخلاقي وحضاري، مشيرا" نعتبر هذه القضية بأنها ايضا قضية كافة احرار العالم المؤمنين بقيم العدالة والحرية والكرامة الانسانية".

وأضاف" لقد لعبت الكنيسة الارثوذكسية اليونانية دورا رائدا في الحياة الوطنية، وهنالك اعلام في الكنيسة الارثوذكسية اليونانية الذين ناضلوا من اجل حرية شعبهم ومنهم من قضى شهيدا ومنهم من دافع بكل بسالة وصلابة عن الدولة اليونانية. الكنيسة الارثوذكسية اليونانية لعبت دورا رياديا في القضايا الوطنية وهي التي حافظت على هوية الشعب اليوناني وكان لها دور كبير في التربية الروحية والوطنية وقد كتبت الكثير من المجلدات حول هذا الموضوع".

وأكد المطران حنا" عندما ندافع عن فلسطين نحن ندافع عن ارض الميلاد والفداء والاستشهاد، نحن ندافع عن ارض القداسة والقيامة والنور، ندافع عن بقعة مقدسة من العالم اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر. دفاعنا عن القضية الفلسطينية هو دفاع عن شعب ننتمي اليه ونحن مكون اساسي من مكوناته، فالمسيحيون الفلسطينيون ليسوا جالية او اقلية او عابري سبيل في وطنهم، بل هم مكون اساسي من مكونات هذا الشعب والاحتلال وسياساته وممارساته القمعية انما يستهدفنا جميعا ، يستهدف المسيحيين والمسلمين ويستهدف شعبنا بكافة مكوناته ولا يستثنى من ذلك احد على الاطلاق.

نحن لسنا متضامنين مع القضية الفلسطينية فحسب بل نعتبر بأن هذه القضية هي قضيتنا وانطلاقا من قيمنا الايمانية والانسانية والوطنية يجب ان ندافع عن هذا الشعب حتى تعود اليه حريته وكرامته ويستعيد حقوقه السليبة".

وأكد" احييكم على زيارتكم التضامنية واشكركم على محبتكم ومن خلالكم اعبر عن محبتي واحترامي لليونان كنيسة وشعبا واصدقاءنا هناك كثيرون وهم يتواصلون معنا بشكل يومي ونحن معنيون بهذا التواصل الذي يكرس من محبتنا لبعضنا البعض ومن اخوتنا ودفاعنا عن القدس التي نعتبرها قطعة من السماء على الارض وحاضنة لتراث روحي وانساني وتاريخي تتميز به. المسيحيون الفلسطينيون يفتخرون بانتماءهم للمسيحية التي بزغ نورها من هذه الارض المقدسة ، كما انهم يفتخرون بانتماءهم للشعب الفلسطيني المناضل من اجل الحرية ومن واجبنا جميعا ان ندافع عن فلسطين وشعبها المنكوب وان نرفض ما تتعرض له مدينة القدس من مؤامرات وسياسات هادفة لتغيير ملامحها وطمس معالمها وتزوير تاريخها وتهميش الحضور الفلسطيني فيها".

وبين المطران حنا" لقد تم استهداف اوقافنا المسيحية منذ النكبة عام 1948 وقبلها وبعدها ، اذهبوا الى القدس الغربية حيث ستلاحظون بأن الابنية الحكومية الاسرائيلية وكثير من الفنادق والمؤسسات والشوارع والحدائق هي مقامة على اراض تابعة لكنيستنا سُرقت منا بطرق التفافية وغير قانونية وغير شرعية منذ عام 48 وما زالت عمليات سرقة اوقافنا مستمرة بوسائل مختلفة ومتنوعة الى ان وصلنا الى ما يخطط في منطقة باب الخليل من استهداف للابنية الارثوذكسية الجميلة الموجودة هناك والتي يسعى المستوطنون المتطرفون للاستيلاء عليها ، هذه المنطقة التي تعتبر واجهة القدس وبوابتها الى كنيسة القيامة والى البطريركيات والاديرة المسيحية في البلدة القديمة من القدس، انه مخطط خبيث يهدف الى افراغ البلدة القديمة من المسيحيين ، وهو مخطط يندرج في اطار استهداف مدينة القدس واستهداف الحضور الفلسطيني الاصيل فيها".

ووضع الوفد في صورة الاوضاع في مدينة القدس كما قدم للوفد تقريرا تفصيليا عن مسألة الاوقاف المسيحية المستهدفة، مجيبا على عدد من الاسئلة والاستفسارات.