دبي - فلسطين اليوم
بجسدها الطفولي النحيل ونظراتها البريئة؛ لفتت الصغيرة عوشة خليفة حمد المنصوري انتباه الحضور في مسابقة المحترفين، ضمن كأس رئيس الدولة للصيد بالصقور في موسمه الخامس، الذي اختتم فعالياته أمس، وهي تنافس كبار الصقارين بثبات ومهارة، رغم أنها لم تكمل عامها الخامس بعد، وهو ما يجعلها أصغر صقارة إماراتية، كما حصدت إعجاب وإشادة المشاركين والحضور الذين أثنوا على ثباتها وجرأتها وثقتها في نفسها وموهبتها، لتقف وتنافس في مسابقة بهذه الأهمية.
عوشة ليست غريبة على مجال الصقارة، فهي ابنة عائشة مطر المنصوري أول صقارة إماراتية، كما أن جدها كان صقاراً أيضاً، وكان لهما الدور الأكبر في تشجيع عوشة على دخول هذا المجال في وقت مبكر جداً، حيث تشير والدتها إلى أنها هي التي تولت تدريبها بعد أن لاحظت شغفها بالصقور، «منذ بدأ وعيها يتشكل وهي تصر على مساعدتي، وعلى أن تحضر معي يومياً بعد المدرسة دورات التدريب التي أقدمها للسيدات والفتيات في نادي أبوظبي للصقارين، الذي أعمل فيه مدرسة للصقور ومسؤوله قسم السيدات، وبالفعل كانت تساعدني كثيراً فتقوم بتدريب (طيرها) وتساعد الفتيات المتدربات على تدريب الطيور وإطعامها، وغير ذلك من مراحل التدريب».
لافتة إلى أن الصقر «ياس» الذي شاركت به في مسابقة كأس رئيس الدولة للصيد بالصقور هو الطائر الخاص بها وهي التي تتولى تدريبه يومياً وإطعامه والاهتمام به، ولذلك يعرفها الصقر ويعرف أنها مدربته والمسؤولة عنه.وأشارت المنصوري إلى أن ابنتها التي تدرس في الروضة «كي جي وان»، شاركت في «مهرجان الصداقة الدولي الرابع للبيزرة»، الذي عقد في أبوظبي في ديسمبر الماضي، وحصلت على لقب أصغر صقارة، كما شاركت من قبل في بطولة فزاع للصيد بالصقور في فئة الناشئين. لافتة إلى أن مشاركة عوشة في كأس رئيس الدولة للصيد بالصقور كانت في شوط المحترفين المفتوح، ولو كان عمرها فوق 18 عاماً لكانت دخلت شوط المُلاك، وكان حضورها في المنافسة قوياً ومشرفاً خصوصاً أن المنافسات كانت مع صقور قوية وحصلت من قبل على جوائز كبرى، «وأعتقد أنه لو ما ارتفع الطير لكان حصل على مركز في المسابقة».
مهمة صعبةالمنصوري اعتبرت أن تدريب الأطفال في عمر مبكر مثل عمر ابنتها مهمة صعبة، لكنها لم تتمكن من تجاهل موهبة عوشة الواضحة وحبها لهذه الرياضة، وكذلك حرصها على الحضور باستمرار في وقت التدريب وتعلمها بسرعة لكل ما تتلقاه من معلومات، واهتمامها بتعليم الفتيات معها ومساعدتهن في التدريب، مشيرة إلى أنها كانت حريصة على ألا تصاب الفتاة بأذى من الصقر خلال التدريب حتى لا تخاف منه أو تنصرف عن هذه الرياضة وتهملها، خصوصاً في التعامل مع الصقر في وقت الطعام، لكنها وجدت أن عوشة لديها قدرة واضحة على التعامل مع الطائر في مختلف الحالات مثل التدريب والطعام والهد وغيرها، موضحة أن هناك طيوراً يمكن أن تناسب تدريب الأطفال أكثر من غيرها، مثل الطيور من نوع التبع التي يسهل على الطفل حمله وإطعامه وتدريبه.
وأكدت عائشة المنصوري سعادتها بموهبة ابنتها وارتباطها برياضة الصيد بالصقور التي تمثل جزءاً رئيساً من تراث الإمارات، معربة عن أملها في أن ترى المزيد من الفتيات يمارسن هذه الرياضة التي تكسب الشخصية الكثير من الصفات التي تضيف لها، وهو ما يسهم في الحفاظ على تراث الإمارات ونشره والارتباط به بين الأجيال الجديدة.يذكر أن عوشة كانت محور قصص تراثية بعنوان «عوشة والجد مطر» للكاتبة مريم الملا، وهي أول عمل تراثي إماراتي لتعليم الصيد بالصقور باللغتين العربية والإنجليزية، وهي تروي قصصاً من حياة عائشة المنصوري وكيف تولى والدها مطر المنصوري تدريبها على الصيد وعمرها لم يتجاوز الثالثة.