دبي - فلسطين اليوم
أكد لاعب الخفة السعودي أحمد البايض، أن ألعاب الخفة فن، ولكن حقيقتها والدهشة الناجمة عنها، ليست في الشيء الذي يتم استخدامه، وإنما بالشخص نفسه وأدائه وطريقته في طرح السيناريو الذي يقدم به العرض. ورأى أن ما تقدمه ألعاب الخفة لغة عالمية لجميع الناس، وهي الابتسامة.قدم أحمد البايض في «مردف سيتي سنتر» أول عروضه ضمن مهرجان دبي للتسوق، أول من أمس، التي سيواصل تقديمها حتى اليوم في ثلاثة مواعيد وهي عند الساعة الخامسة، ثم السابعة والنصف، على أن يكون الموعد الثالث عند التاسعة ليلاً. ويحمل البايض في عروضه التي يستمر كل منها ما يقارب 20 دقيقة الى الناس الابتسامة
ولاسيما من خلال ألعاب الخفة التي تعتمد على الصندوق الذي يتم اخفاؤه بستائر وتختفي الفتاة بداخله، أو يستبدل نفسه بها، أو حتى التي تقوم على مشاركة الجمهور.وقال البايض عن مشاركته في دبي، «تشعرني هذه المشاردبكة بأنني بين أهلي، ولاسيما أنني أرى في دبي أناساً من جميع الجنسيات والثقافات والأعراق وكلهم يتشاركون فناً بلغة موحدة».وعن بداياته في عالم الخفة، قال «بدأت بلعبة تعلمتها من جدي وكنت أبلغ من العمر خمس سنوات، قدمتها أمام العائلة، وأسعدتني الدهشة التي رأيتها على وجوههم، وقد علقت بذهني هذه الدهشة، وبت متعطشاً للقيام بها، علماً أن الحركة كانت بسيطة وهي عبارة عن منديل يلفه على أصابعه ويخرج منه النقود المعدنية، بينما يكون ماسكاً للقرش في يده». وأضاف «بدأت بعدها أتعلم الخدع من أفراد العائلة، ففي تلك الفترة لم يكن متاحاً الوصول لهذه الأمور عبر الانترنت، كما هو اليوم، وبدأت أتعلق بألعاب الخفة اكثر فأكثر».
ولفت الى أنه سافر للدراسة في لندن في عمر تسع سنوات، حيث كان يدرس في مدرسة داخلية هناك، وكان يشتري من المتاجر الألعاب والأدوات التي تعلم الخفة، وبدأ يبتكر السيناريو الخاص به، ويدمج الألعاب مع بعضها بعضاً، حتى تمكن من تقديم العرض الأول الخاص به وهو في عمر 13 سنة. ونوه بأن أهله شجعوه كثيراً، ولاسيما والدته التي كانت فرحة بها منذ الصغر، فهي كانت مصدر التشجيع الأساسي، علماً أن المجال حديث وجديد بالنسبة للدول العربية.
وتعد أكثر العروض التي اشتهر بها أحمد البايض، «وادي الجماجم»، حيث سار فوق الوادي وهو مغمض العينين، وبعدها أتت مشاركته في «آربس غوت تالنت»، وقدمت له شهرة واسعة، اذ يرى أنه لم يكن متوقعاً للجمهور مشاركة شاب عربي في هذه الفئة على نحو خاص.وحول التجديد في عالم ألعاب الخفة، خصوصاً أن بعض الخدع تتكرر، لفت البايض الى ان السيناريو الذي يتم تنفيذ الخدعة من خلاله هو الذي يختلف، وبالتالي هذا يؤدي الى وجود المعجبين دوماً، تماماً كما لو غنى أي فنان أغنية لعبدالحليم حافظ بأسلوبه، بالطبع سيذهل المرء من الأداء الذي يسمعه. ورأى ان ألعاب الخفة تدهش الناس من خلال الأداء والسيناريو الذي يقوم به المرء، موضحاً أنه يقدم نفسه على المسرح بشخصيته الطبيعية، مبتعداً عن الاستعراض أمام الجمهور بشخصية الساحر. وواجه البايض حادثة في أحد عروضه منذ عامين، ولكن شغفه لم يجعله يتوقف عن تقديم العروض، وعن هذه الحادثة قال «وقعت من ارتفاع 12 متراً، وتعرض الحوض الى أربعة كسور، اذ كنت أقدم عرضاً من ارتفاع شاهق وكان يجب علي الهبوط، بينما حدث خطأ بشري فيه، اذ إن الشخص الذي قام بربط الحبال لضمان الهبوط بأمان، لم يربطها بشكل صحيح، وقد علقت من قدمي وانفلت الحبل».
ونوه بأنه كان يفترض أن يستريح بعد الإصابة ستة أشهر، ولكنه مشي بعد شهر من وقوعه، وخلال شهرين قام بأداء الحركة نفسها في بيروت. ورأى البايض أن الخطورة دائماً موجودة، ولكن بطبعه لا يقوم بأي عمل وهو يفكر في عواقبه، ولكنه يقوم بهذه الأعمال بتفكير إيجابي بحت. ونوه بأنه «في العادة لا يقوم بالكثير من التدريبات، بل على العكس من ذلك يدرب الفريق الذي معه بشكل أكبر، بخلاف الحركة التي تسببت في سقوطه، فهي الوحيدة التي تدرّب عليها مدة شهر في أميركا، ومنحها الكثير من الأهمية». يضع البايض عمله في خانة الفن، ويؤكد أن البرامج التي ثبت وتهدف لكشف الخدع المعتمدة على المسرح، جعلت الناس تدرك هذا الجانب الفني. ونوه بأن «ما يقدم اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت من فيديوهات تبرز خفايا الخدع، لا تضع لاعب الخفة امام تحدي التجديد، بل على العكس وجد أن هذه الوسائل سلاح ذو حدين، أولاً لأن كل ما يقدم من عروض بات يصل لشريحة أكبر، وثانياً لأن الخطأ أصبح يظهر للناس بسرعة».
وفيما لو كان لايزال لاعبو الخفة يعيشون في ظل دايفيد كوبرفيلد، الذي أخفى تمثال الحرية، نوه بأنه «لا يمكن القول إنه لا يوجد أقوى من هذه الخدعة، ولكنها لم تطبق كثيراً من غيره، نظراً لكلفتها العالية جداً، فهي مهمة تتسم بكلفتها العالية وتعتمد على الفيزياء بشكل كبير، مرشحاً الالتفات الى مكان آخر، وممازحاً بإمكانية اجراء الخدعة على برج العرب». ولفت الى أنه «تقدم بطلب التصريح لإخفاء الأهرامات في مصر، ولكن الشخص المسؤول قال له ممازحاً (ما الضمانة بأنك ستعيدها».