وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة

قالت وزيرة السياحة والاثار الفلسطينية رولا معايعة "إن فلسطين ستكون مع نهاية العام 2017 استقبلت 2,715,804 سائح، بينما سجلت الفنادق الفلسطينية حوالي 1,174,911 ليلة مبيت لنفس الفترة وأشارت الوزيرة معايعة في حديث خاص لــــــــ"وفا"، إلى أن فلسطين تحتفل وكما هي العادة في كل عام بأعياد الميلاد المجيدة التي تخلد ذكرى ميلاد السيد المسيح رسول المحبة والسلام، حيث كانت الاحتفالات قد استهلت مطلع كانون الأول الحالي بإضاءة شجرة الميلاد في بيت لحم، تلاها احتفالات في العديد من القرى، والمدن الفلسطينية".

وتابعت: وستتوج الاحتفالات باستقبال مواكب البطاركة، وقداس منتصف الليل للأعياد، بحسب التقويم الغربي والتقويم الشرقي، وكذلك الاحتفالات بعيد الميلاد للطائفة الارمنية، منوهة إلى أنه بالرغم من تداعيات اعلان الرئيس الأمريكي ترمب الأخير غير الشرعي بخصوص القدس على الواقع الفلسطيني العام، واستمرار العدوان على اهلنا، وشعبنا، وتأثيره على استقرار المنطقة، وفلسطين، الا أن السياحة ما زالت تتوافد الى فلسطين بأعداد كبيرة، وخاصة الى القدس، وبيت لحم.

وبهذا الصدد، قالت: إن الفنادق والشوارع الفلسطينية لازالت تعج بالسياح من كل الجنسيات، عدا عن الأعداد التي تأتي الى تقديم الدعم والتضامن مع شعبنا، ولتقول للعالم إن القدس كما هي باقي المدن هي فلسطينية عربية.

وأكدت معايعة أن نتائج التنقيبات الأثرية العلمية في مدينة القدس، والتي استمرت أكثر من مئة عام، بأن الفترة الزمنية التي تعاصرت مع داود وسليمان (الذين يعزون إلى فترة العصر الحديدي) تكون القدس لا تتجاوز عن اعتبارها قرية صغيرة، مما يطرح العديد من الأسئلة التي تحاول زج الدين بمشاريع استيطانية أو تجد تبرير للاحتلال، مشددى على ضرورة مواصلة تطوير القطاع السياحي، ومواصلة تحقيق الانجازات، بالرغم من كل المعيقات، والعراقيل الاحتلالية.

وكشفت أنه تم  تحقيق انجازات كبيرة وملموسة على صعيد القطاع السياحي خلال العام الجاري، تمثلت بارتفاع أعداد السياح الى أرقام غير مسبوقة ،وارتفاع ليالي المبيت في الفنادق الفلسطينية، ورفع مساهمة السياحة في الاقتصاد الفلسطيني، وفي الناتج القومي الفلسطيني، مشيرة  إلى أن فلسطين تحتل المرتبة الأولى كأكثر وجهه سياحية من حيث النمو في العالم، للنصف الأول من العام 2017، وذلك استنادا لبيانات منظمة السياحة العالمية.

وأكدت معايعة أن ما حققه القطاع السياحي من تطور، ونهوض، جاء نتيجة لما تقوم به الوزارة للترويج لفلسطين في أسواق السياحة العالمية والنهوض بالسياحة الفلسطينية، من خلال فتح أسواق جديدة، والترويج لأنماط سياحة جديدة، وتطوير المواقع الاثرية، وكذلك مساهمة القطاع الخاص في مزيد من الاستثمار السياحية، وخاصة في قطاع الفنادق، علاوة على أن فوز فلسطين لم يكن مفاجئا، في ظل ارتفاع نسبة الوفود السياحية التي تأتي إلى فلسطين، من خلال مكاتب سياحية فلسطينية، وضمن برامج سياحية فلسطينية.

وأشارت إلى أن ما يميز العام الحالي تسجيل رابع موقع فلسطيني على قائمة التراث العالمي، حيث نجحت فلسطين في تسجيل مدينة الخليل والحرم الابراهيمي الشريف على لائحة التراث العالمي التابعة لليونسكو، وبذلك أصبحت البلدة القديمة في الخليل رابع ممتلك ثقافي فلسطيني على لائحة التراث العالمي، بعد القدس (البلدة العتيقة وأسوارها)، وبيت لحم (مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج)، وبتير (فلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوب القدس) .

وتابعت: هذا القرار يؤكد هوية الخليل، والحرم الابراهيمي الفلسطينية، وأنها تنتمي بتراثها وتاريخها الى الشعب الفلسطيني، وبذلك يتم دحض الادعاءات الإسرائيلية التي طالبت صراحة بضم الحرم الابراهيمي إلى الموروث اليهودي، بالإضافة الى حماية الحرم الابراهيمي، ومحيطه من الاعتداءات الإسرائيلية، والتهويد المستمر منذ فتره طويلة، وذلك من خلال الحصول على ورقة دولية ضاغطه على الاحتلال، بحيث يتوقف عن طمس معالم الخليل، وتاريخها، وموروثها الثقافي، الذي يمثل ارثا استثنائيا عالميا يهم الانسانية جمعاء، وليس الفلسطينيين وحدهم.

وأوضحت أن العام الحالي شهد استقبال عدد من الوفود السياحية الدولية: كالمغرب، وتركيا، ورومانيا، للاطلاع عن كثب على ما تمتلكه فلسطين من مقدرات سياحية، وأثرية، تؤهلها لتكون الوجهة السياحية الأهم في المنطقة، من خلال احتضانها لأهم المواقع الدينية، وكذلك الاطلاع على صورة الأوضاع الحالية على الأرض، والمتمثلة: بإجراءات الاحتلال من اغلاق، وجدار فصل عنصري، وحواجز، واقتحامات للمدن، والمخيمات الفلسطينية، وفرض سياسة الأمر الواقع.

وفي مجال الخطط التسويقية، قالت: تم إطلاق الوزارة الخطة السياحية التسويقية للعام 2017/2018، وذلك من خلال ورشة عمل متخصصة في مجال التسويق والاعلام السياحي، بمشاركة ممثلي القطاع السياحي الفلسطيني الخاص، لتؤكد الجهود المبذولة بالشراكة مع القطاع السياحي الفلسطيني الخاص، والرامية الى رفد وجذب أعداد سياحية جديدة للقطاع السياحي الفلسطيني، من خلال مشاريع، ونشاطات، وبرامج ترويجية، من شأنها رفع أعداد السياح القادمين لفلسطين، وأعداد السياح المقيمين في الفنادق الفلسطينية، وما لذلك من أثر في تطوير مصدر من مصادر الدخل القومي الفلسطيني، ورفع نسبة اشغال المرافق السياحية الفلسطيني.

وفيما يتعلق التراث الثقافي وترميم المواقع الاثرية، أوضحت أن العام 2017 شهد  انطلاق مجموعة من المشاريع، منها: بدء العمل بتأهيل وترميم مقام النبي موسى في محافظة أريحا، وذلك ضمن المساعي الرامية إلى اعاده تفعيل دوره، من خلال تشغيله ضمن اطار شراكة بين القطاع العام والخاص، ليشكّل المشروع النموذج الوطني الاول في فلسطين لإدارة وتشغيل مشاريع التراث الثقافي اسهاما في تجديد انتاجية القطاع السياحي الثقافي.

وتابعت: يتزامن ذلك مع اطلاق تشغيل خان الوكالة في نابلس، كنموذج على المستوى المحلي والذي تمت بموجبه توقيع اتفاقية التشغيل، وتسعى اعمال اعاده التأهيل والترميم الجارية في المقام الى تأهيل البنية التحتية، واعاده ترميمه كاملا، ضمن المعايير العالمية الخاصة بترميم المباني التاريخية، بما يتناسب مع قيمته الدينية، والتاريخية، والاجتماعية، والثقافية.

وتوقعت معايعة ان تكون جميع الفنادق في المدن الرئيسية الثالثة بيت لحم، وبيت جالا، وبيت ساحور ليلة عيد الميلاد ممتلئة، وبعدد يصل الى 10 الاف سائح، وزائر، وحاج.