ويلينغتون -فلسطين اليوم
وصل الأمير هاري إلى نيوزيلندا السبت في إطار زيارة تستمر أسبوعا وسط جدل تشهده البلاد حول تغيير علمها لإزالة مخلفات الاستعمار البريطاني.
وقد وصل الأمير الخامس في ترتيب خلافة عرش إنكلترا إلى ويلينغتون بعد أن خدم في صفوف الجيش الأسترالي لمدة شهر تدرب خلاله على تقنيات الصمود في المناطق الحرجية.
وقد استقبله في مقر الحكومة الحاكم العام للبلاد جيري ماتيباري ثم زار الأمير النصب التذكاري للحرب الوطنية حيث كان بانتظاره أكثر من ألف معجب.
وتكلم هاري مطولا مع تلاميذ المدارس خلال حفل الترحيب الرسمي، كاشفا للبعض في أنه يمكنهم "طرق باب" مقر الحاكم العام في حال أرادوا الحصول على الحلويات.
وتظاهر بالتعجب لدى اكتشافه أن كل أبناء البلد لا يؤيدون المنتخب الوطني للركبي "أول بلاكس" الفائز ببطولة العالم.
وقال الأمير الشغوف برياضة الركبي "ظننتكم تجبرون على لعب الركبي. أليس هذا السبب لتمتع فريقكم بكفاءة عالية؟"، كاشفا أن عائلته تفضل عموما رياضة كرة القدم وأن "الغالبية من مشجعي آرسنال".
وقدمت له فتاة بطاقة تهنئة لابنة أخيه الأميرة شارلوت المولودة حديثا وضعها في جيب سترته، متعهدا بأن يعطيها لصاحبتها عند عودته إلى إنكلترا.
وأتت الزيارة الرسمية الأولى للأمير هاري في وقت تتحضر فيه نيوزيلندا لإجراء استفتاء حول تغيير العلم الوطني القائم على الراية البريطانية الزرقاء.
ويعد رئيس الوزراء النيوزيلندي جون كي من مؤيدي النظام الملكي. وقال عن الأمير هاري إنه "شاب لطيف جدا، لكنه يعتبر أنه بعد أكثر من مئة عام على حصول نيوزيلندا على سيادتها من بريطانيا، قد حان الوقت لاعتماد علم خاص بالبلاد.
غير أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن أغلبية السكان يفضلون المحافظة على الوضع الراهن.
وبحسب جميعة "آر اس إيه" التي تمثل قدامى المحاربين، قد حارب النيوزيلنديون وماتوا في الحروب وهم يحملون الراية الحالية، لذا لا داع للتغيير.
وقال باري كلارك رئيس الجمعية "نستخدم العلم لتكريم بسالتهم والتزامهم وتضحياتهم".
وأضاف "علمنا صمد في وجه الزمن وهو جزء من الموروثات التي ساهمت في تكوين مجتمعنا الريادي والابتكاري".
وتعرف المنتخبات الرياضية النيوزيلندية بعلم عليه سرخس فضي مع خلفية سوداء ويرفع العلم الوطني خلال مراسم تسليم الميداليات.
ومن المرتقب أن يقوم هاري خلال هذا الأسبوع بزيارة محمية للطيور في جزيرة ستيوارت الجنوبية التي تضم أكبر عدد من السكان في البلاد، فضلا عن معاينة أعمال الإعمار في مدينة كرايستشرش التي تضررت كثيرا إثر زلزل قوي ضربها في العام 2011.
وهو سيزور أيضا مخيما عسكريا لتعلم رقصة الحرب التي يؤديها الجيش النيوزيلندي المعروفة ب "هاكا" ويلتقي بمرضى في مركز لإعادة التأهيل تموله مؤسسة الرغبي في نيوزيلندا.
وقد غادر الأمير أستراليا الخميس وتجمع المئات لتوديعه أمام دار الأوبرا في سيدني.
وخلال مهمته في أستراليا، تدرب على تقنيات الصمود في الأحراج في شمال البلاد القاحل وسبل تأمين الغذاء والمياه وقام بقيادة المروحيات.