لندن - فلسطين اليوم
قالت صحيفة “ديلي تليغراف” البريطانية أمس إن أجهزة الأمن السورية أوقفت رئيس جهاز المخابرات الجنرال علي مملوك، ووضعته تحت الإقامة الجبرية.
وذكرت الصحيفة أن اعتقال مملوك، يعد مؤشرا على تصدع جديد في النظام السوري، بعد اتهامه بالإعداد لانقلاب على الرئيس الأسد، والتخابر مع دول داعمة للمعارضة، وهو يعتبر من الشخصيات المقربة جدا للرئيس السوري بشار الأسد ومن الشخصيات النافذة أمنيا في سوريا.
وأوضحت الصحيفة أنه 'بعد شهر من موت رئيس الأمن السياسي السوري الجنرال رستم غزالي، بعد الاعتداء عليه من قبل موالٍ للجنرال رفيق شحادة، عدوه اللدود في الدوائر الاستخبارية العسكرية السورية'.
وأوضحت أن مملوك يدفع ثمن موقفه المعارض من الهيمنة الإيرانية المتنامية على السلطة في البلاد، وسيطرتها على القرار المتعلق بالحرب الدائرة في سورية، منذ اندلاعها، ما حتم تحييده وإلغاء أي دور له في المرحلة الجديدة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بالمحسوب على النظام السوري ومطلع على الخطة “إن مملوك كان على تواصل مع الاستخبارات التركية عبر وسيط، كما تواصل مع رجل أعمال من حلب كان وسيطا بينه وبين رفعت الأسد، الذي يعيش في المنفى منذ نفاه شقيقه حافظ الأسد بتهمة الانقلاب على النظام في سورية في حقبة الثمانينات.
وأشارت الصحيفة إلى دور إيران المتصاعد في سورية، وقالت إن “عناصرها يسيطرون على مصالح حكومية واسعة، من المصرف المركزي وصولا إلى استراتيجية المعارك”، بل إن معظم المستشارين في القصر الرئاسي هم الآن إيرانيون، بحسب مصدر مقرّب من القصر الرئاسي.
وقالت الصحيفة إن مملوك أنزعج من أن تتنازل سورية عن سيادتها لإيران، وارتأى أنه يجب تغيير الوضع، ويُعتقَد أنه كان لغزالي الرأي نفسه، وكان معارضا للنفوذ الإيراني.
وقال مصدر مقرب من الدوائر الحكومية الإيرانية للصحيفة إنه عندما ذهب “مسؤولون من النظام إلى طهران، الشهر الماضي، كانت الاجتماعات متشنّجة، خصوصا عندما اقترح الزائرون السوريون فكرة إنهم يخسرون السيطرة على سورية، ولا بد من النظر في عقد اتفاق مع المعارضة”.
وأضاف المصدر إن “الإيرانيين كانوا غاضبين من الاقتراح، فبعد أن قدموا المساعدات، لن يقبلوا بخسارة السيطرة على سورية”.
في سياق آخر، قالت مجلة “دير شبيغل” الألمانية في عددعا الأخير إن “الدكتاتور السوري، بشار الأسد، يعاني من نقص في الجنود، ووجد نفسه مضطراً إلى الاعتماد على المرتزقة في معاركه المتواصلة ضد الثوار".
واستهلت المجلة الألمانية تحقيقها بذكر مصير مقاتل من أفغانستان، يقبع حاليا في أحد السجون في حلب، كأسير حرب، والذي لم تدم مشاركته في المعركة يوماً واحداً من طلوع الفجر حتى طلوعه مرة أخرى.
هذا الأخير، الذي يدعى معاذ، لم يشارك بالمعركة بسبب قناعات طائفية، بل كان أمله الوحيد الحصول على اذن للإقامة في إيران، ليجد نفسه في نهاية المطاف يحارب ضمن صفوف المرتزقة في الحرب السورية في صف نظام الأسد.
وذكرت دير شبيغل" ذكرت كذلك أن الحرب التي تجري شمال سورية في مدينة حلب، وكذلك في المناطق القريبة من حماه ودمشق وجنوباً في درعا، أضحت تكتسي ملامح أفغانية، وبشكل أكثر دقة، أضحت ذات ملامح آسيوية بارزة. أما السبب وراء ذلك فهو كون أغلبية الأفغان، الذين يتم إرسالهم للمعركة، يتحدرون من طائفة "هزارة"، الأقلية الشيعية التي تشكل أفقر فئة في المجتمع الأفغاني، الفقير أصلا.
وأبرزت المجلة الألمانية أن نظام الأسد يعاني من نقص شديد في الجنود، وهو ما يجعله يعتمد بشكل متصاعد على المرتزقة. وفي الواقع، تضيف الصحيفة، عانى نظام الأسد منذ البدايات الأولى من خصم لم يكن في إمكانه هزيمته فعلياً؛ ألا وهو البنية الديموغرافية في سورية.
كما سلط التحقيق الضوء على الدور الذي لعبه حزب الله، ذو الخبرة الأكبر، بعدما بدأت في القتال إلى جانب نظام الأسد منذ 2012 في محاولة لمنع انهيار القوات الحكومية السورية.
التحقيق لفت إلى أنه بعد ذلك انضم لقوات حزب الله، العراقيون والباكستانيون واليمنيون، والشيعة من كل مكان في العالم، الذين بات يعول عليهم النظام كثيراً.
إلا أن "دير شبيغيل" أشارت إلى أنه كلما طالت الحرب من دون ظهور انتصارات، تصاعدت مصاعب حلفاء بشار الأسد في تقديم تفسيرات حول القتلى الذين يسقطون في المعركة.
وتوقفت المجلة بشكل مستفيض عند الحيل والخدع، التي يلجأ إليها عناصر الحرس الثوري الإيراني، لإرغام الأفغانيين المتواجدين في إيران، الذين يبلغ عددهم مليونين من طائفة "هزارة" وحدها، عبر استغلال وضعهم كمقيمين غير شرعيين، وإجبارهم على الذهاب إلى سورية مقابل تسوية أوضاعهم، أو تخفيف العقوبات الحبسية عن الأفغان القابعين في السجون الإيرانية مقابل القتال في صف نظام الأسد.
وقالت إن عناصر الحرس الثوري الإيراني قاموا بتجنيد الآلاف من الأفغانيين، للمشاركة في معارك نظام الأسد خلال العام ونصف العام الماضي.