كتابات عن الفضاء واكتشاف الكواكب الخارجية
أثينا ـ سلوى عمر
ظلت اليونان لعقود عدة تحتكر الجوائز العالمية في قصص الخيال العلمي بحكم كونها دولة الأساطير التي لا يمكن لأحد أن يكسب المعركة ضدها في هذا العالم. وكان من بين الجوائز التي تحصدها اليونان سنويًا جائزة أوجو آند نيبولا، إلا أنها هذا العام لم تنجح في الاحتفاظ بها، إذ بدت القائمة النهائية للمرشحين بالفوز بالجائزة التي
تتكون أصلًا من جائزتين للنابغين في مجال الخيال العلمي تنطوي على قدر إضافي من التنوع هذا العام.
وأول هذه القصص، هي تلك التي قدمها الكاتب جون هاريسون بعنوان الفضاء الفارغ "Empty Space". ولقد انتهى الكاتب من العمل، الذي يعده أفضل أعماله، في إطار مشروع استمر من العام 2002 إلى 2006. وكان موضوع القصة يركز على عصر الفضاء، إذ قصد هاريسون استخدام طاقة الخيال في تكوين نظرة عميقة يمكنه استغلالها في التعرف على ما يحيط بالإنسان، وكيف يتصرف وفي أي اتجاه يمضي. واختار رئيس لجنة التحكيم المسؤولة عن اختيار الفائز بجائزة ذي بوكر، روبرت ماكفارلاين، "هذه الرواية ككتابه المفضل لهذا العام"، وأشار إلى أنه "سيكون من بين الكتب التي تحصل على جائزة دولية في العام 2103".
كما لوحظ على مدار السنوات القليلة الماضية اتجاه عدد من الكتاب والأدباء إلى مجال الخيال العلمي وبدايتهم في السير على نهج كتاب الخيال العلمي، وهو ما يُتوقع أن يشهد المزيد من التطور في العام 2013، إذ من الممكن أن نرى أعمال خيال علمي مكتوبة بأيدي كتاب وأدباء لم نعهد عنهم الكتابة في هذا المجال من قبل. ومن أهم المجالات التي تحول أصحابها إلى كتابة الخيال العلمي مجال الفانتازيا، إذ نُشرت على مدار السنوات الماضية بعض الروايات التي تُصنف على أنها خيال علمي لكتاب فانتازيا بارزين، منهم لويرن بويكس صاحب Shining Girls الذي كتب قصتين تصدرتا عالم كتب الخيال العلمي على مدار السنوات القليلة الماضية هما" Moxyland" و"Zoo City".
جدير بالذكر أن الفضاء وعالمه الخاص الغامض كان هو المادة الأساسية التي يستمد منها كتاب الخيال العلمي موضوعات القصص التي يكتبونها على مدار الستينات والسبعينات من القرن العشرين. وعلى الرغم من كونه حافلًا بالأسرار والغموض، لكنه بالدخول في الثمانينات من القرن العشرين، بدأ نجم الفضاء يخفت في سماء الخيال العلمي، إذ حل محله الاهتمام بالأرض ومحاولة الكشف عما تنطوي عليه من أسرار، فركزت أفلام الخيال العلمي على كوكب الأرض وما عليه من ظواهر غريبة. وفي العامين الماضين نجحت قفزة فيليكس بومجارتنر من الفضاء إلى الأرض في إعادة اهتمام كتاب الخيال العلمي بالفضاء مرة ثانية.