غزة– حنان شبات
كشف مرشد اتحاد لجان العمل الزراعي، المهندس جميل البع، عن تأثير الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة على القطاع على موسم العسل؛ إذ تسببت في موت أعداد كبيرة من النحل بالإضافة إلى تدمير أعداد كبيرة من المناحل.
وأكد البع، في مقابلة خاصة مع "فلسطين اليوم"، أنه بالرغم من الحرب إلا أن كمية الأمطار عملت على زيادة كمية الزهر والأشجار في المناطق الداخلية بشكل كبير، ولكن تبقى آثار عمليات التجريف والعمليات العسكرية "الإسرائيلية" التي استهدفت مزارع النحل بشكل مكثف.
وأوضح أن موسم العسل في ظل ما مرّ به من ظروف صعبة، إلا أنه يعتبر جيد بالرغم من قلة المنتوج الكلي هذا العام، مقارنة بإنتاج العام الماضي.
وأضاف البع أن اتحاد لجان العمل الزراعي يحاول دعم فئة مربي النحل بشكل كبير في كل عام، لكن هذا العام يشهد قلة المشاريع بسبب الحصار المفروض على القطاع.
وذكر أن موسم النحل عادة ما يبدأ في أيار/ مايو بعد عملية القطف، ثم تبدأ عمليات قسمة الخلايا وعمليات التحضير لما هو بعد الموسم، إذ يبدأ المزارع في عمليات تجميع الخلايا وزيادة عدد الحضانات الموجودة وقسمة الخلايا، وبعد ذلك يستمر العمل في إطعام النحل وخدمته ورعايته من الأمراض واستخدام الأدوية اللازمة حتى يحل كانون الأول/ ديسمبر حيث تبدأ درجة الحرارة في الانخفاض.
وتابع: بعد أن تنخفض درجة الحرارة يتم تسجيل بعض حالات موت النحل بفعل البرودة، ومع كانون الثاني/يناير وشباط/ فبراير يبدأ المزارع في التوقف عن إطعام السكر ويبدأ النحل في الانتشار وتزيد أعداد الفقاصات والبيض، وفي هذه الفترة تزيد رعاية النحل وزيادة عدد البراويز حتى انتهاء الموسم في 15 نيسان/أبريل؛ حيث يبدأ المزارع في عمليات جني العسل، وكل خلية تعطي نحو 10-20 كيلو عسل تقريبًا، بحسب الظروف الجوية التي مر بها النحل خلال الفترة السابقة.
من ناحيته، أكد المزارع فارس وهدان، من سكان بلدة بيت لاهيا، أن موسم العسل كانت بدايته جيدة ولكن بسبب الحرب وحالة الصقيع التي تعرض لها القطاع تأثر إنتاج النحل بل ودمر المحصول كليًا.
وأوضح: حالة الصقيع وهطول الأمطار والبرد الثلجي بغزارة أثر بشكل سلبي وتسبب في موت أعداد كثيرة من النحل.
وأشار وهدان إلى أن الاحتلال خلال الحرب الأخيرة جرف نحو 250 صندوقًا ولم يتبق لهم سوى 50 آخرًا، إذ تقدر الحركة الإنتاجية للخلايا المدمرة بما يعادل 2 طن من العسل.
أما المزارع أحمد المصري، من سكان مدينة بيت حانون، فأكد أن موسم العسل في قطاع غزة سيء بكل المقاييس؛ بسب الحرب الأخيرة التي تم خلالها تجريف الكثير من خلايا النحل أو من خلال عدم مقدرة وصول المربي أو المزارع إلى مزارعهم.
وأوضح أن موسم العسل هذا العام لم يغطِ تكاليف تربية النحل، مطالبًا المؤسسات الداعمة ووزارة الزراعة بضرورة دعم قطاع النحالين والوقوف بجانبهم وتمكينهم من تخطي هذه الأزمة الاقتصادية