غزة – محمد حبيب
تظاهر مئات المواطنين لليوم الثالث على التوالي في قطاع غزة، احتجاجًا على استمرار انقطاع التيار الكهربائي، الذي بلغ ذروته حتى وصل إلى أكثر (20) ساعة يوميًّا. وخرج المواطنون الغاضبون بشكل عفوي من كافة المناطق في قطاع غزة، متجهين إلى الميادين الرئيسة، مطالبين بحل سريع لهذه المشكلة التي باتت تؤرق حياتهم بشكل كبير.
ونادى المشاركون بالتظاهرات بضرورة حل مشكلة الكهرباء في المدينة التي تعاني من قطعها باستمرار، خاصة في ظل موجة الحرارة العالية التي تضرب المناطق الفلسطينية مؤخراً .
وردد المواطنون الغاضبون الذين شاركوا في التظاهرة بشعارات تطالب الجهات المسؤولة بضرورة الوقوف في صف المواطنين في قطاع غزة الذين عانوا على مدار أكثر من 8 أعوام.
وعبر أحد المتظاهرين عن استيائه الشديد إزاء القطع المستمر للتيار الكهربائي، قائلاً :"نحن اليوم خرجنا لنعبر عن غضبنا الشديد من السياسة التي تعتمدها شركة توزيع الكهرباء في المحافظة، ولنطالب بأدنى حقوقنا وهي توفير الكهرباء لنا، طالما نحن ملتزمون بدفع الفواتير فمن حقنا أن توفر لنا الكهرباء".
وأضاف: "نحن نسينا قضيتنا من أجل الكهرباء، الأقصى في خطر ولم نعد نذكر هذا الشيء، لأنهم أشغلونا بالكهرباء والماء والرواتب، وهذا أمر في غاية الأسف أن ننسى قضيتنا الرئيسة".
وتابع بغضب: "هذه الأزمة تفاقم معاناتنا، فنحن لم ننسَ الأزمة التي عصفت بنا منذ عدة أسابيع، إلى متى سنبقى نرمى اللوم على مصر، نريد حصتنا من شركة توزيع الكهرباء بغزة، فلماذا رفح مهمشة وهى التي عانت وواجهت الاحتلال على مدار سنوات؟".
وحمل المتظاهرون المسؤولية الكاملة لقيادات الشعب الفلسطيني عن هذه الأزمة التي باتت تلاحقهم بشكل مستمر، مطالبين نائب المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ورئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله بضرورة إيجاد حل سريع لهذه الأزمة التي فاقمت معاناتهم.
أما المواطن رائد أبو حميد الذي يقطن في حي البرازيل جنوبي محافظة رفح، قال: "المواطنون في قطاع غزة دفعوا ثمن الانقسام غالياً، فنحن نعاني ولا أحد ينظر إلينا ولا يهتم بمعاناتنا، نحن فئة الشباب الخريجين لدينا مشاكل كثيرة ومتعددة، وها نحن اليوم نعاني من أزمة الكهرباء، نريد حلًا سريعًا لهذه المشكلة التي فاقمت معاناتنا وحطمت نفسياتنا".
وأوضح أن أزمة الكهرباء في قطاع غزة هي أزمة سياسية مفتعلة وهذا ما اتضح في الآونة الأخيرة، منوها إلى أنهم كانوا يطالبون في الأوقات السابقة قبل ازدياد أزمة الكهرباء بالرملة واللد المحتلة، الآن أصبحوا يطالبون بالبطارية واللد، وهي من الأدوات الكهربائية التي أجبر المواطنون في قطاع غزة على استعمالها بسبب ازدياد أزمة الكهرباء.
وبين أبو حميد أنه لا توجد جهة معينة تقف وراء تنظيم هذه التظاهرة، إنما فئة الشباب شعرت بخطورة الموقف وازدياد الأزمة وتطورها حتى وصلت إلى أدنى حدودها، فتوجب عليهم أن يخرجوا ليوصلوا صوتهم للجميع أن المواطنين في غزة يعانون بشكل كبير من هذه الأزمة التي لاحقتهم على مدار سنوات طويلة.
وقام المتظاهرون بإشعال إطارات السيارات، معبرين فيها عن غضبهم، من التهميش المستمر من قبل شركة توزيع الكهرباء بمحافظة رفح.
أما في خانيونس فقد فرقت الشرطة الفلسطينية مجموعة من الشبان اعتصموا احتجاجاً على استمرار قطع الكهرباء, وقال شهود عيان: "إن أعمال شغب في المنطقة أدت إلى تدخل الأمن وفض التظاهرة".
وفي مخيمي البريج والنصيرات وسط قطاع غزة خرج عشرات المواطنين الغاضبين للاحتجاج على استمرار قطع التيار الكهربائي وتقليص ساعات الوصل.
وفي مدينة غزة، حاول عدد من الشبان التظاهر في ميدان الجندي المجهول إلا أن الأعداد كانت قليلة وفشل التظاهر، يشار إلى أن محافظة رفح تعاني كما غيرها من مدن القطاع من انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، حيث تصل الكهرباء للمواطنين منذ عدة أيام 4 ساعات وأحيانًا لا تأتي حسب ما تحدث به المواطنون خلال التظاهرة.
وكانت الخطوط المصرية الثلاثة تعطلت الأسبوع الماضي، بسبب خلل فني في برج الإرسال في مدينة العريش داخل الأراضي المصرية.
وحملت سلطة الطاقة في غزة كامل المسؤولية عن تفاقم أزمة الكهرباء وتقليص برنامج التوزيع في قطاع غزة للحكومة الفلسطينية، قائلة: "إن حكومة الحمد الله لم تستجب لنداءاتها العاجلة بضرورة زيادة كميات الوقود منذ أيام بالرغم من دفع الأموال اللازمة، وأعلنت سلطة الطاقة في قطاع غزة أن كميات السولار التي تم توريدها لغزة لا تكفي لتشغيل المحطة".