غزة – محمد حبيب
أعلنت بلدية غزة صباح الثلاثاء حالة الطوارئ في صفوف الطواقم والأقسام الفرعية العامل لديها في القطاع لتعامل مع المنخفض الجوي القادم والذي تشتد وتيرته مساء الثلاثاء.
وأكد مدير دائرة العلاقات العامة والإعلام في بلدية غزة، حاتم الشيخ خليل أن إدارة البلدية في حال انعقاد دائم لمتابعة وحل المشاكل التي تواجه المواطنين خلال المنخفض الجوي، مؤكدا انتشار طواقم البلدية في مناطق المصافي الرئيسية في القطاع لتنظيف وتسهيل جريان المياه.
وأوضح أن البلدية نظفت بركة الشيخ رضوان وغيرها من البرك الأخرى المنتشرة وأتمت كافة استعداداتها لاستقبال أي منخفض جوي قادم إلى قطاع غزة، لتجنب وقوع أي أضرار تلحق بالمواطنين خاصة في منطقة بركة الشيخ رضوان التي شهدت العام الماضي كارثة صحية.
وفيما يتعلق بجهوزية بركة الشيخ رضوان...أكد الشيخ خليل ان البلدية ستواجه مشكلة في تفريغ المياه الموجودة في البركة إلى البحر بسبب صغر حجم المصافي والمواسير الناقلة إذا زاد منسوب مياه الأمطار.
وأوضح أن البلدية أعدت مشروعًا منذ العام الماضي لتطوير وصيانة البركة يقدر بـ2 مليون دولار وهناك استجابة قطرية لتحمل تكاليف المشروع.
من جهته أكد مدير عام المياه والصرف الصحي في بلدية غزة سعد الدين الأطبش أن منسوب المياه في بركة الشيخ رضوان في مدينة غزة وصل إلى النصف.
وأشار في تصريحات إذاعية مساء أمس الاثنين "منسوب بركة الشيخ رضوان وصل إلى 3,5 متر من أصل 7 أمتار وحال تعرض غزة لمنخفض قوي كالعام الماضي تتكرر الكارثة والمأساة بشكل كبير وتنجرف بيوت بأكملها " .
وأضاف الأطبش "أن بركة عزقولة ممتلئة والبلدية بطواقمها تحاول السيطرة على الوضع العام في غزة في ظل عدم توفر الإمكانيات اللازمة لذلك" .
وبيّن أن البلدية بحاجة الى الاسمنت لبناء المناهل التي تعرضت للتدمير جراء العدوان الصهيوني الأخير والمنخفض الحالي.
وشدد الأطبش على أن طواقم البلدية عملت ولازالت على تدارك الأزمات لكن الحصار وشح الإمكانيات تقف عائقاً أمام صد أي ضرر كبير.
هذا وأدت كميات الأمطار التي هطلت طيلة أمس والليلة قبل الماضية إلى غرق عدد من المنازل، وتجمع لكميات كبيرة من المياه في الشوارع والطرقات العامة.
وسارع أصحاب المنازل الواقعة في المناطق المنخفضة في مخيم جباليا، إلى اتخاذ إجراءات الحماية، تفادياً لدخول المياه إلى منازلهم.
وذكر مواطنون مقيمون في هذه المنازل أن مياه الأمطار دلفت إلى منازلهم وأحدثت تلفاً في بعض الأثاث، مشيرين إلى أن منازلهم بدائية وتقع في مناطق منخفضة، غالباً ما تتجمع فيها مياه الأمطار.
ففي منطقتي "السوق"، "العلمي"، ومحيط بركة أبو راشد شوهدت تجمعات كبيرة من مياه الأمطار، وتعرقلت حركة السير على الطرقات والشوارع. كما ارتفع منسوب المياه في بركة أبو راشد، بعد أن تدفقت مياه الأمطار إليها من كل الجوانب، دون أن يشكل خطورة على المنازل المجاورة.
وتركز تجمع مياه الأمطار بكميات كبيرة في منطقة "تمراز" ، حيث اضطر المواطنون القلائل الذين تواجدوا في تلك المنطقة، من بينهم أطفال وشيوخ إلى استخدام طرق بديلة، وعدم تمكن آخرين من سكان المنطقة من الخروج من منازلهم.
وحاصرت المياه المتجمعة في منطقة "الترانس" سكان المنازل فيها، الذين واجهوا صعوبة في الخروج من منازلهم والتنقل.
وتعطلت الحياة الاعتيادية في المخيم بسبب تساقط المطر، فيما أحجم الكثير من أولياء الأمور عن إرسال أبنائهم لمقاعد الدراسة بسبب الأمطار. وعلقت بعض السيارات في تجمعات المياه، ما اضطر أصحابها، إلى استخدام آليات لإخراجها من المكان.
وتدخلت طواقم من البلديات لمساعدة أصحاب السيارات المعطلة وعربات الـ"كارو" التي علقت في برك تجمع مياه المطر.
وطفحت "مصافي" وخطوط الصرف الصحي في الشوارع الرئيسية، واختلطت بمياه المطر. كما أدت مياه الأمطار الساقطة إلى ارتفاع منسوب المياه في برك تجمع المياه العادمة القريبة من قرية أم النصر (القرية البدوية) وسط تخوفات من طفح هذه المياه على المناطق المجاورة.
وبسبب انقطاع الكهرباء في كثير من الأحيان حرصت بلديتا جباليا وبيت لاهيا على تشغيل المضخات في المناطق الفرعية لإيصال المياه المتجمعة إلى أحواض الصرف الصحي، وإبعادها عن المناطق المكتظة بالسكان.
وأكدت مصادر في البلديتين أن من شأن استمرار سقوط مياه الأمطار، زيادة تجمعات المياه التي قد تشكل خطرا على حياة المواطنين المقيمين بالقرب منها، مشيرة إلى أن محطات ضخ المياه عملت بأقصى درجة، لكن تخوفات بانقطاع الكهرباء لساعات طويلة أو عطل مفاجئ للمولدات أو المضخات، أن تساهم في عرقلة ضخ هذه المياه.
ودفعت الأمطار الشديدة، طواقم الصيانة في بلديات شمال غزة، ومصلحة مياه الساحل إلى تكثيف متابعتها لتصريف هذه المياه، ومنع تجمعها في الطرق العامة.
من جانب آخر أثارت شدة الأمطار تخوفات المواطنين من حدوث طفح بأحواض مياه الصرف الصحي في القرية البدوية.
وأعرب عدد من السكان عن امتعاضهم لاستمرار الخطر الذي يحيط بمنازلهم جراء التجمع الزائد لمياه الصرف الصحي، بالقرب من منطقة سكناهم، مطالبين الجهات المختصة بمراقبة الزيادة في هذه المياه. ويشعر هؤلاء المواطنون بمخاوف حقيقية، لاسيما في ظل الأنباء عن اشتداد المنخفض خلال الأيام المقبلة.
يشار إلى بلديات شمال غزة كانت اتخذت ترتيبات لمواجهة آثار المنخفض الجوي الراهن ومحاولة التغلب على البنية التحتية غير المؤهلة في بعض المناطق والتعامل مع تلك الكميات الكبيرة من مياه الأمطار، مع استمرار التنسيق بين هذه البلديات، والدفاع المدني ووزارتي الحكم المحلي والأشغال العامة والشرطة.
ويضرب القطاع منخفض جوي تصل سرعته إلى 70 كيلو في الساعة ويتواصل لمدة أسبوع كامل تتساقط فيه إمطار مصحوبة بعواصف رعدية وستتساقط الثلوج على جبل الشيخ وحبيبات البرد وسط وجنوب فلسطين المحتلة.