خبراء الطبيعة يحذرون من تضور فرس البحر جوعًا بسبب اختفاء طعامهم

حذَر خبراء بريطانيون من انقراض سمكة "فرس البحر"، بسبب تدمير بيئتها، جراء التلوَث والصيد بالشباك، حيث أجرى علماء من جامعتي "كارديف" و"سوانسي" دراسة على الأعشاب البحرية، التي تعد المصدر الرئيسي لغذاء نوعين من "فرس البحر"، يعيشان في مياه دولة بريطانيا، وهما: "فرس البحر ذو الأشواك"، و "فرس البحر ذو الأنف الطويل".
 
ووجد الباحثون، (وفقًا لما ذكرته صحيفة "الديلي ميل" البريطانية). أن مروج الأعشاب البحرية تبدو في "حالة خطيرة"، في موقعين فحسب من المواقع الـ 11، التي تعد صحية، فيما حذر خبراء الطبيعة من أنه في حال عدم وصول المساعدة في أقرب وقت، ستضور المستعرة الأخيرة جوعًا، وتموت باختفاء طعامها.
 
ورصدت الدراسة تدمير النباتات الهشة، الذي يتغذى عليها "فرس البحر"، خمسة بوصات، للبقاء على قيد الحياة، جراء التلوث وسلوكيات الإنسان مثل القوارب السريعة والصيد بالشباك. حيث وجدت الدراسات المسحية التي أجريت على 11 موقعًا في إنجلترا وويلز وايرلندا، ارتفاع مستويات النيتروجين في الماء، ما يؤثر على صحة مروج الأعشاب البحرية على الإطلاق وفي هاتين المنطقتين على وجه التحديد.


 
وقال الباحثان بنيامين جونز، وريتشارد انسورث من جامعتي "كارديف" و"سوانسي"، إن الأعشاب البحرية في المناطق الـ 11، حتى تلك التي تتمتع بظروف جيدة، تواجه الضرر الناجم عن إرساء أو تثبيت السفن. وأضاف انسورث، أن الأعشاب البحرية يمكن أن تستخدم مثل الحيتان البيضاء، المعروفة بـ (كناري البحر) التي تعيش في مثل هذه الظروف، كمؤشر على صحة المياه الساحلية.
 
 وتابع، "ففي جميع المواقع التي فحصنها، وجدنا أن في خطر بسبب التلوث، وركوب الزوارق، أو كليهما حتى تلك التي في المناطق النائية نسبيا'. وأوضح: "لقد فقدنا تاريخيا ما لا يقل عن 50% من هذه المواطن البحرية في الجزر البريطانية، ما يعني أن فقدان المزيد منها لا يجب أن يكون خياراً".
 
ووفقا للدراسة المنشورة في مجلة "الجمعية الملكية المفتوحة للعلوم"، فإن أسوأ هذه المواقع، تم رصد ثلاثة مناطق منها في مقاطعة ويلز، وواحدة أخرى في انجلترا. حيث أوضحت رئيسة قسم السياسات البحرية في "دبليو.دبليو.اف- يو كيه" ليندسي دودز، إن الأعشاب البحرية، تعد من أكثر النظم الإيكولوجية قيمة، لكونها تساعد على الحفاظ على السلسلة الغذائية البحرية، مضيفة "من المهم جدًا تحسين حالة الأعشاب البحرية لتحقيق منافع للناس والطبيعة". حيث تحث "دبليو.دبليو.اف" حكومة بريطانيا لضمان حماية الأعشاب البحرية بشكل صحيح في مناطق المحميات البحرية، حيث يتم الحد من السلوكيات الإنسانية والتلوث.
 
وأوضحت "الديلي ميل"، أنه يمكن للعائلات المساعدة في حملة إنقاذ "فرس البحر" وهم جالسون على أريكتهم من خلال مبادرة مجتمع الأعشاب البحرية "سي إس أي"، وهو مشروع علمي قائم على دور المواطن. ويساعد هذا المشروع المتطوعين بتحليل آلاف من الصور تحت الماء من الأعشاب البحرية عبر أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم.
 
وتسمح فكرة مشروع "ذونفيرسي"، للمواطنين بالاشتراك في بحث "سي إس إي"، دون التحرك من أماكنهم. ويشمل المشروع 191 ميلا من الساحل من منطقة "يماوث" إلى منطقة "لووي" في كورنوال.