لندن - ماريا طبراني
كشف الباحثون أن الحرباء الصغيرة في حجم الإبهام لها ألسنة أسرع من الأنواع الأكبر حجمًا في صيد الفريسة، وربما يعود ذلك إلى أن الحرباء ذات الحجم الأكبر تحتاج إلى مزيد من الطاقة مقارنة بوزن جسمها من أجل البقاء، ويمتد لسان الحرباء بسرعة 60 ميلًا فقط في جزء من مائة جزء من الثانية، وأوضح عالم الأحياء في جامعة براون "كريستوفر أندرسون" أنه تم التغاضي عن قدرة هذا المخلوق الصغير حتى الآن.
وأضاف أندرسون " تحظى الأنواع الأصغر حجمًا بقدرات أعلى من الأنواع الأكبر حجمًا"، مشيرًا إلى أن الحرباء الصغيرة في حجم إصبع الإبهام البشري تنتج ذروة تسارع أكبر 294 مرة من تسارع النتاج عن الجاذبية ما يعني أن لسانها يمكنه السفر من صفر إلى 60 ميلًا في جزء من مائة جزء من الثانية، ومقدار أسرع من 20 ميلًا في الثانية اللازم للحاق بلعبة الكريكيت.
وأشارت الدراسة التى نشرت فى دورية journal Scientific Reports إلى أن عمل الصيد لدى الحرباء الصغيرة لديه أعلى تسارع وإنتاج للطاقة لكل كيلو من كتلة العضلات في أي من الزواحف والطيور والثدييات، كمان أنها ثاني أقوى نوع بين أنواع الفقاريات بينما يأتى السلمندر في المركز الأول.
وبيّن أندرسون أن الحرباء لا تستخدم القوة العضلية بشكل عفوي لقذف ألسنتها لكنها تستجمع إجمالي طاقة الحركة لديها في نسيج ألسنتها، وأن ارتداد ألسنتها يعزز ما تستطيع العضلات فعله وحدها لمساعدة هذه المخلوقات الصغيرة للإمساك بالكائنات الطائرة الصغيرة مثل الذباب.
وجمع الدكتورأندرسون 20 نوعًا مختلفًا من الحرباء في مختبره السابق في جامعة جنوب فلوريدا للعثور على الحد الأقصى لأداء لسان الحرباء، ووضع أمام كل حرباء كاميرا عالية السرعة قادرة على التقاط 3000 لقطة في الثانية مع لعبة الكريكيت معلقة من شبكة لتشجيع الحرباء على إطلاق ألسنتهم، واستطاع أندرسون من خلال الكاميرا قياس المسافة التي قطعها لسان الحرباء، فضلًا عن الوقت المستغرق لتمديد اللسان ومقدار السرعة والتسارع في أي وقت.
ووجد أندرسون أن الحرباء الأصغر هي الأعلى قدرة من حيث ذروة التسارع والقوة النسبية والمسافة التي امتد اللسان خلالها بالنسبة إلى حجم الجسم، كما أنتجت الحرباء الأكبر حجمًا ضربات مؤثرة أيضًا ولكنها ليست بنفس سرعة الحرباء الأصغر حجما، وعلى سبيل المثال قدمت حرباء Furcifer oustaleti التي تنمو بحجم 61سم ذروة تسارع تقل بنسبة 18% عن تلك في الحرباء الأصغر حجمًا Rhampholeon spinosus.
وخلص الدكتور أندرسون في دراسته إلى أن كل الحرباء لديها نفس فكرة المنجنيق في قذف لسانها ولكن بما يتناسب مع حجمها، حيث أن الحرباء الأصغر لديها لسان أكبرمن الحرباء الأكبرحجمًا، ويعتقد أن الحرباء الأصغر مجهزة بشكل أفضل للتغذية، وتتميز الحرباء الأصغر بقدرة عالية في اصطياد غذائها من الحشرات وبالتالي تنطلق ألسنتها بسرعة غير عادية لتنافس على الغذاء.
ويعتقد الدكتور أندرسون أن الباحثين سيستفيدون من النظر إلى الأنواع الأصغرحجمًا عند دراسة الأداء البدني، وأشارت دراسات سابقة إلى قيمة تسارع أقل لدى الحرباء لأنها ركزت على الحرباء الكبيرة حجمًا، وأضاف أندرسون " ما تظهره هذه الدراسة هو أنه باستخدام الحرباء الأصغر حجمًا نستطيع توضيح قيم الأداء العالي لها".