كاتماندو-فلسطين اليوم
أكدت وزارة الداخلية النيبالية، صباح الأحد، أنّ جهود الإغاثة في نيبال تتسارع عقب مقتل أكثر من 1800 شخص في أسوأ زلزال يشهده هذا البلد منذ أكثر من 80 عام، مشيرة إلى أنّ الكثير من الدول والمنظمات الاغاثية الدولية وعدت بتقديم العون لنيبال في محاولاتها التعامل مع نتائج الكارثة.
وأوضحت السلطات النيبالية أن عددًا كبيرًا آخر لا يزال محاصرًا تحت أنقاض المباني المدمرة في الزلزال.
يشار إلى أنه سقط ضحايا أيضًا في الهند وبنغلاديش والتبت ومنطقة جبل إفرست، وذلك بسبب حدوث انهيارات ثلجية.
وأضافت وزارة الداخلية أنّ الصين أرسلت فريق بحث وانقاذ مكون من 62 شخصًا، وأنّ الهند أرسلت العديد من الطائرات التي تقل إمدادات طبية وفرق إغاثة.
ومن جانبها أعلنت منظمات دولية منها الصليب الأحمر وأوكسفام وأطباء بلا حدود والعون المسيحي، أنها بصدد إرسال فرق إلى المناطق المنكوبة.
وبدوره أبرز مسؤول الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر لمنطقة أسيا والمحيط الهادي جاغان جاباغاين، "لا نعلم بعد حجم الدمار، ولكن قد يكون هذا أسوأ زلزال تشهده المنطقة منذ زلزال 1934 الذي أنزل دمارًا واسعًا في نيبال وولاية بيهار الهندية".
وبينت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تشعر بقلق إزاء مصير القرى الواقعة في مركز الزلزال الذي يقع على مسافة 80 كيلومترًا من العاصمة كاتماندو.
ويذكر صحافي تابع لـ"بي بي سي" في العاصمة كاتماندو إن الآلاف من المواطنين يهيمون على وجوههم في الشوارع يبحثون عن مكان يقضون فيه الليل.
وبدورها أعلنت الحكومة في نيبال حالة الطوارئ في المناطق المنكوبة، متوقعة ارتفاعًا كبيرًا في أعداد الضحايا.
وأوضحت الشرطة النيبالية لـ"بي بي سي" أن من بين الضحايا 467 في العاصمة كاتماندو وحدها.
وأفاد مركز المسح الجيولوجي الأميركي بأن الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة بمقياس ريختر ضرب المنطقة الواقعة بين العاصمة، كاتماندو ومدينة بوخارا. مشيرً إلى أنه لا تتوفر الكثير من المعلومات من منطقة مركز الزلزال التي شهدت أضرارًا بالغة.
في غضون ذلك، أعلنت وكالة الإغاثة الأميركية (يو إس أيد) أن الولايات المتحدة بصدد إرسال فريق لمكافحة الكوارث، وأنها خصصت مبلغ مليون دولار لمواجهة الحاجات العاجلة للمتضررين.
ومن جانبه صرّح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أنّ بلاده أرسلت طائرة نقل عسكرية تحمل ثلاثة أطنان من المساعدات، وفريقًا من أربعين شخصًا لمكافحة الكوارث. وأوضح مسؤولون هنود أن ثلاث طائرات أخرى سيتم إرسالها لاحقًا، تحمل مستشفيات متنقلة ومزيدًا من فرق الإغاثة.
أما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فقد أكد أن بلاده "ستبذل ما في وسعها" للمساعدة في احتواء أثار الزلزال الذي ضرب نيبال.
وفي باريس أوضح الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أن بلاده مستعدة للاستجابة إلى أي طلب للإغاثة والمساعدة.
وتعهد رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، بتقديم مساعدات إلى السلطات النيبالية.
يذكر أنّ هذا الزلزال يعد الأسوأ في نيبال، منذ أن ضربها زلزال عام 1934 أسفر عن تدمير مروع في كاتماندو.
وبدوره لفت وزير الإعلام النيبالي مينيندرا راجال، إلى أنه "نحتاج إلى دعم الوكالات الدولية المختلفة، التي لديها دراية كبيرة ومجهزة للتعامل مع هذا النوع من حالات الطوارئ التي نواجهها الآن".
وتوقع الوزير في مقابلة مع بي بي سي أن يرتفع عدد القتلى، في الوقت الذي يعتقد فيه أن العديد من الأشخاص ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض.
وقال مراسل بي بي سي في كاتماندو إن الآلاف من الناس يمضون الليل في العراء خوفا من حدوث المزيد من الهزات ، كما أعلنت حالة الطوارئ.
يشار إلى أنّ الزلزال أسفر عن تدمير العديد من المعالم الأثرية، بحسب مسؤولين نيباليين. وتدمير العديد من المباني التاريخية في العاصمة كاتمندو.
وكان برج داراهارا التاريخي من بين المباني التي تعرضت للانهيار، وسط مخاوف من اختفاء الكثيرين تحت أنقاضه.
وهرع سكان المناطق المنكوبة إلى الشوارع، وتعطلت شبكات الهواتف المحمولة وبعض وسائل الاتصالات الأخرى.
وذكرت تقارير أن مطار العاصمة قد تضرر بسبب الزلزال، فيما نقل المصابون إلى المستشفى المركزي في المدينة.
وتحدث أحد العمال الذي أصيب في ذراعه، لوكالة "فرانس برس" قائلًا "الأمر كان مروعًا، كانت الأرض تتحرك، وأنتظر الآن تلقي الإسعافات، لكن الطواقم الطبية مشغولة للغاية".
يذكر أنّ الهزات الارتدادية استمرت في المنطقة بعد ساعات من حدوث الزلزال، وشعر سكان دول أخرى في مختلف أنحاء المنطقة بالهزات أرضية، مع وقوع خسائر بشرية في الهند وبنغلاديش والتبت ومنطقة جبال إيفرست.
وأبرز متسلق الجبال أليكس غافان، في حسابه على موقع "تويتر"، أن الزلزال قد تسبب في انهيار ثلجي في جبل إيفرست، فيما أعلنت شركة غوغل إن أحد كبار موظفيها قتل في الانهيار.
وكشف مسؤولون حكوميون إن ما لا يقل عن 35 شخصًا في الهند وشخص واحد في بنغلاديش قتلوا جراء الزلزال.