واشنطن - رولا عيسى
أعلن "بنك أوف أميركا" أنه على وشك تقليص حجم استثماراته في قطاع تعدين الفحم، بعد أن أصبحت الشركات العاملة في هذا المجال تصنف ضمن أكثر الاستثمارات خطرًا على البيئة.
وأكد البنك في تقرير له يخص سياسات استثمار الفحم الجديدة وينقل عددًا من الضوابط الخاصة بـمكافحة التلوث والتغيرات الاقتصادية وزيادة المنافسة من قبل الغاز الصخري والطاقة المتجددة، أنَّ "ديناميكيات سياسة الاستثمار في تعدين الفحم آخذة في التحول نحوا لأفضل من خلال تقليص الاستثمارات".
وحذر محللون من مركز التفكير المقتفي لتتبع الكربون أخيرًا، من أنَّ قطاع الفحم في الولايات المتحدة الأميركية قد بدأ في عملية "الانخفاض الهيكلي".
وأكدت الناطقة باسم "بنك أوف أميركا" أنَّ "قطاع تعدين الفحم شهد خلال السنوات القليلة الماضية، تحديات بيئية ضخمة أدت إلى ازدياد المخاطر والتحول في الديناميكيات التي أعادت تشكيل خطتها".
وأضافت: "يعمل البنك على خفض استثماراته في مجال تعدين الفحم لأعوام متعددة من أجل الحد من التعرض لهذا القطاع المتأزم؛ لكن لا يمكننا تحديد حجم الانخفاض في الإقراض الذي كان البنك قد أعلن عنه سابقًا محددًا الأهداف المستقبلية لانسحابه من القطاع".
وتابعت: "من أجل المضي قدمًا، سيستمر "بنك أوف أميركا" في العمل على تقليل أرصدة شركات استخلاص الفحم، وسنعمل على زيادة حجم الإقراض لمصادر الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة واستخلاص الكربون وتخزينه"، وأفادت بأنَّ محفظة البنك من الطاقة المتجددة حاليًا تصل لأكثر من ثلاثة أضعاف نسبة محفظة استخراج الفحم".
وأشاد ناشطون من شبكة عمل الغابات المطيرة "RAN" بهذا الإعلان، بأنَّه ضربة أخرى للصناعات الواهنة، مؤكدين أنَّ البنك ضمن أول بنوك العالم التزامًا بتقليص استثمارات تعدين الفحم.
وزادت الشبكة من ضغوطها على البنك لكبح جماح الاكتتاب الخاص بهذا القطاع منذ عام 2011، حيث أشارت مديرة مشروع المناخ والطاقة في الشبكة أماندا ستارباك إلى أنَّ هذه السياسة توضح أنّ البنك "يدير ظهره لصناعة تعدين الفحم".
وأوضحت ستارباك: "يمثل هذا الإعلان الذي كشف عنه البنك النقاب تغيرًا جذريًا، إذ يقر بالمسؤولية التي يتحملها القطاع المالي لدعم والتربح من صناعة الوقود الأحفوري والفوضى المناخية التي يتسبب بها، وستراقب RAN بدقة تنفيذ هذه السياسة وتنفيذ بنك أوف أميركا لكلمته".
وأعلن البنك عن سياسته تلك على هامش مؤتمره السنوي للمساهمين في شارلوت ولاية نورث كارولاينا، واحدة من الولايات الأكثر تضررا من التعدين.