نيويورك ـ سناء المر
شهد العالم أمس الجمعة أول كسوف كلي للشمس خلال العام 2015، واستمر لمدة دقيقتين و28 ثانية، ويروي الرحالة البريطاني سايمون كالدر، تجاربه السابقة في مشاهدة الكسوف الجزئي والكلي للشمس من مختلف بقاع العالم.
وأوضح كالدر، أنَّ بريطانيا شهدت صباح الجمعة الكسوف الجزئي للشمس، موضحًا أنَّ كسوف الشمس الكلي عام 2017 سيكون مثيرًا جدًا للإعجاب، إذ سيصل الى أقصى مداه في الولايات المتحدة، مضيفًا أنَّ الكسوف الجزئي كان مخيبًا للآمال هذا العام، وأن الولايات المتحدة ستشهد كسوفًا كليًا للشمس في ظرف عامين، وسيخلق أكبر حركة سياحية في التاريخ البشري.
وأكد "عندما سألت عالم الفلك العبقري، جون ميسون، عن الفرق بين الكسوف الكلي، والجزئي، تخيلت أنَّ يقول: إن الظاهرتين متشابهتين جدًا، ولكن هذا ليس صحيحًا، فالكسوف الجزئي يعني أنَّ الشمس يتم حجبها بنسبة 99.5% بينما الكسوف الكلي مختلف حيث يتم حجب الشمس بشكل كامل.
وأضاف "إنَّ الفارق الذي يبلغ 0.5% يظهر الفرق واضح، ويفسر ذلك وفقًا لعلم القياس والتشبيه، عالم الفيزياء التطبيقية، الذي ذهب مع ميسون في بلدة في أقصى الشمال من العالم لمشاهدة ظاهرة الكسوف الكلي للشمس".
وتابع كالدر "كانت السماء فوق خطوط العرض مستعدة لهذه الظاهرة العظيمة، وبينما يمكن مشاهدة كسوف الشمس في القطب الشمالي، بينما تستعد الشمس لتحقيق أول ظهور لها لمدة ستة أشهر، وفي الجنوب قليلا، حل الظلام على العاصمة سفالبارد، لونغيرباين، بعد وقت قصير من الكسوف، و دفع الآلاف من المغامرين مبالغ خيالية لمشاهدة الكسوف الكلي للشمس لعام 2015، مع وجود فرصة بنسبة 50% أن تكون السماء واضحة بما يكفي، للسماح بمشاهدة القمر وهو يحجب الشمس لمدة دقيقتين، و28 ثانية".
واستطرد "من واقع خبرتي في الأراضي المنتشرة بين جزر شتلاند في بحر النرويج والقطب الشمالي، فيصبح رؤية الشمس أمرًا صعبًا في أي وقت من العام، ففي كثير من الأحيان تبدو السماء في الأطراف الشمالية ملبدة بالغيوم الثقيلة كما هو الحال في بريطانيا اليوم".
وأردف قائلًا "قبل عشرين عاما كانت القصة مختلفة، حيث كان يمكن رؤية ضوء الشمس يخرج من وسط أنقاض المغول القديمة، في مدينة "فاتحبور سيكري" قرب جايبور في شمال الهند".
واستدرك كالدر " كنت واحدا من مائة سائح الذين صاحبوا، الدكتور ميسون لمدة 10 أيام، لزيارة الهند، لمشاهدة كسوف الشمس الكلي في عام 1995، وحدث الكسوف أمام أعيننا مثل السحر، فالقمر الذي لا يعد جسمًا فلكيًا مهمًا، ينسجم لمرة واحدة في السنة مع الشمس، ويخلقان سويًا معجزة هندسية رائعة، حيث يحجب القمر بشكل تدريجي الشمس وتنعكس ظلاله على الأرض في الكسوف الكلي، ثم تأخذ النجوم المذنبة والكواكب في الظهور، بشكل وامض، في منتصف النهار، وتظهر التوهجات الشمسية التي تتفجر من سطح الشمس".
وأبرز أّنَّه "يمكن التنبؤ بأماكن الكسوف الكلي للشمس طوال الأعوام المقبلة، فهناك أربعة أبعاد تؤثر على اختيار أحد المواقع الكسوف، والأكثر أهمية هو تاريخ الغطاء السحابي في الأعوام السابقة، والتي تحدد درجة صعوبة الوصول إلى مكان الكسوف، ثم المناطق المحيطة بتلك المواقع، فهي أيضًا تساعد على تقليل أو تعزيز التجربة".
وواصل "يفصلنا نحو 29 شهرًا، عن مشاهدة أقصى كسوف كلي في الحياة، ومن الممكن أن يحدث الكشوف الكلي للشمس، وفقدانها في الفراغ الكوني، في الولايات المتحدة التي ستجذب الملايين من السياح، وفي21 آب/ أغسطس 2017 ،ذروة موسم العطلات، سيظهر الكسوف الكلي للمرة الأولى في الولايات المتحدة/منذ ظهوره بشكل جزئي في ولاية مونتانا الأميركية عام 1979".
واختتم كالدور " ثم سيدور هذا الكسوف على مختلف عواصم الولايات الأميركية، بشكل سريع ومترابط، فسيصل ولاية أوريغون في 10:19صباحًا، ولينكولن في نبراسكا في 01:05 وفي ناشفيل، تينيسي بعد 25 دقيقة، وكولومبيا، في ساوث كارولينا في 02:44 ، وبعد أربع دقائق، سيصل الى بلدة تشارلستون قبل أن يتضاءل في المحيط الأطلسي".