قتل العديد من الحيوانات في حديقة حيوان خانيونس من الاهمال والتجوع بسبب الصراع

التقطت صورًا لأسوأ حديقة حيوانات في العالم في حديقة خانيونس جنوب قطاع غزة المحاصر، حيث تركت الحيوانات بدون طعام بسبب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعدم تمكن طاقم العمل من اطعامهم ورعايتهم في الشكل الصحيح.

وافتتح محمد عويضة الحديقة في عام 2007 واستثمر فيها مئات آلاف الدولارات، فيما خسر عددًا من الحيوانات أثناء الحرب على غزة بعد أن باشرت الحديقة عملها بعام واحد، فخلال ثلاثة أسابيع من القتال، أكد عويضة أنه لم يستطيع الوصول الى الحديقة وبالتالي مات عدد من الحيوانات من الإهمال والتجويع، حيث تكرر نفس الأمر في صيف 2014 في أعقاب حرب غزة المعروفة باسم عملية الجرف الصامد، والتي اسفرت عن استشهاد 1960 فلسطينيًا ومقتل 67 إسرائيليا، ونفوق 80 حيوانًا في القطاع ونجاه 20 اخرين في حديقة حيوان بيسان في بيت لاهيا.

وتعتبر حديقة حيوانات خانيونس واحدة من خمس حدائق حيوانات في قطاع غزة، الذي يقطنه حولي 1.7 مليون نسمة وتحكمه حركة حماس، ومع عدم وجود هيئة حكومية تشرف على حدائق الحيوان، لا يوجد حركة حقوق حيوان في المنطقة، ومرفق خانيونس غير خاضع للرقابة تقريبًا.

وتظهر الصور التي التقطت هذا العام كيف تهاوت جثث الحيوانات على مر السنين، والتي بقيت لتتمدد في هياكل محنطة، حيث قامت الحديقة بتحنيط كل الحيوانات التي تنفق ، لتصبح مركزًا لعشرة حيوانات محنطة تحاط بسياج من المستوطنات التي ازالتها إسرائيل في عام 2005، وبعد نفوق عشرات الحيوانات من أصل 65 حيوان منها النعام والقرد والسلاحف والغزلان والأسد والنمر، فان أعداد الحيوانات النافقة يفوق عدد الحية منها

وبدأ السيد عويضة استخدام مهاراته البدائية في التحنيط على الحيوانات النافقة في حديقته بعد الحرب، مشيرًا إلى أن الفكرة جاءته "بعد حرب غزة لأن عدد من الحيوانات مثل الأسد والنمر والقرود والتماسيح توفيت، فتعلمت من الانترنت كيف أقوم بالعملية."، ويعتبر الفورمالديهايد ونشارة الخشب من الأدوات الأساسية في عمليته، بالرغم من اعترافه أنه ليس خبيرًا في مجال التحنيط.

ولجأ الغزيون الى إقامة مثل هذه المشاريع للعيش في وسط مشاكل إقليمية متعددة، ففي عام 2009 لجأت احدى حدائق الحيوان الى طلاء حمار أبيض بخطوط سوداء ليبدو مثل الحمار الوحشي نظرًا لان تكلفة الأخير عالية جدًا.

وأكد مدير إدارة المشاريع في مؤسسة الكهوف الأربعة وهي منظمة دولية للرفق بالحيوان أن  "حديقة خانيونس واحدة من أسوأ حدائق الحيوان في العالم، انها أقل من أن توصف بالحديقة فهي سجن"، وتساعد منظمته 100 حيوان في حدائق غزة الخمسة بما فيها حديقة خانيونس بمساعدة متطوعين محليين، حيث أشارت المؤسسة إلى أنها وفرت الغذاء والرعاية البيطرية لحوالي 40 حيوانًا في خانيونس، وبدأ عملها في عام 2014 في أعقاب الحرب الأخيرة على غزة، نقل خلالها ثلاثة أسود الى مركز الامل الجديد وهو مستشفى للحيوانات في عمان.