نيويورك- مارك سعادة
ُصيب حيوان من فصيلة إنسان الغاب بالصدمة بعد فقد أمه فلجأ إلى إيذاء نفسه، وتتمتع اليوم أنثى إنسان الغاب بحياة جيدة في مدرسة خاصة بالقرود في جزيرة بورنيو في أندونيسيا حيث استطاعت أن تكسب الأصدقاء، وتدعى القردة جوس وكانت أخذت من والدتها في البرية لبيعها في محل للحيوانات الاليفة في السوق السوداء مقابل 25 جنيه إسترليني على الرغم من عدم قانونية تربية إنسان الغاب في اندونيسيا، وعندما وصلت الأنثى الصغيرة في مركز الانقاذ في كيتابانج في محافظة كاليمانتنا الغربية من جزية بورنيو ظهرت عليها علامات واضحة من الصدمة النفسية.
وعمدت جوس وهي تبلغ بضعة أشهر من العمر إلى إيذاء نفسها بعد أن حكمت يديها حول نفسها دليل على حاجتها لحصن أنها، وعمدت أيضا الى ضرب رأسها بالأرض في بضع مرات، ولكن بفضل مؤسسة انقاذ الحيوان الدولية تعيش اليوم جوس مع صديقاته لها على الأشجار في مركز تابع إلى المؤسسة.
وأشارت الطبيبة البيطرية جاكلين انج إلى أنها تعانق جوس نفسها باستمرار لأنها تفتقد للاتصال الجسدي والراحة التي توفرها لها والدتها، ويبدو أن حياتها كانت مؤلمة ومرهقة حتى اليوم كي تتصرف بهذه الطريقة الغريبة، وتتماثل جوس للشفاء اليوم واستطاعت أن تكون الكثير من الصداقات في مدرسة القرود، مع حيوانات من إنسان الغاب في نفس عمرها، وتتعلم معهم مهارات أساسية تتيح لها العيش في البرية بعد إطلاقهم.
ويقضي حيوان انسان الغاب وقته في اللعب وتسلق الأشجار، وعندما يصلون إلى عمر معين يتم إطلاق سراحهم للعيش في مناطق محمية من الغابة لما تبقى من حياتهم، ويشير الرئيس التنفيذي لمؤسسة إنقاذ الحيوانات البرية الآن نايت " الاطفال الذي ننقذهم محظوظون بسبب حصولهم على فرصة لإعادة التأهيل والعودة إلى الحياة في البرية في يوم ما".
ويعاني إنسان الغاب من العديد من التحديات للبقاء بسبب حرائق الغابات وإزالتها، ويشير مدير برنامج أي أي آر اندونيسيا كارميل انو سانشيز " مع العدد المتزايد من انسان الغاب انفذ فريقنا من الغابات المحروقة خلال الأشهر الماضية 99 حيوان وأرسلناهم إلى مركز اعادة التأهيل لدينا".
ويصل الكثير من الحيوانات الى المركز مثل جوس يعانون من صدمات نفسيه صعبة، وأضاف سانشيز " نبذل الكثير من الجهود في اعادة تأهيل حيوانات انسان الغاب على مدى سنوات عدة كي نستطيع في النهاية اعادتها الى البرية، وهذه الفترة الطويلة من الزمن تعلمها مهارات ضرورية للبقاء على قيد الحياة والتعافي من اثر الصدمة النفسية." ويتوقع المركز المزيد من الحيوانات في الأشهر المقبلة بسبب زيادة حرائق الغابات.