غزة – علياء بدر
ارتفعت أسعار الدجاج في قطاع غزة بشكل غير مسبوق، في ظل زيادة تكاليف التدفئة وزيادة الرطوبة في مزارع الدجاج.
ووصل سعر كيلو الدجاج إلى 15 شيكل، نحو 4 دولارات، في ظل نقص في كميات الدجاج المعروضة للبيع.
وذكر أحد بائعي الدجاج في غزة، أبورامي وشاح، أنَّ الأسباب التي أدت الى ارتفاع أسعار الدجاج هي أن فقاسات البيض لم تنتج صيصان بكيمات كبيرة.
وشدَّد وشاح على أنَّ سعر الدجاج وصل إلى 14.5 شيكل، لافتًا أنَّ الربح قليل قد يصل إلى 7 أغورات فقط، لا تلبي متطلبات المحل من ثمن النايلون أو إيجار المحل وإيجار العمال.
وأشار وشاح إلى أنَّ وزارة الاقتصاد والتموين قامت خلال الفترة الماضية بتحديد أسعار الدجاج والموازنة ما بين سعر البيض وسعر الصوص عندما وصل سعر الكيلو من الدجاج في تلك الأيام إلى 20 شيكلاً و18 شيكلاً.
وأضاف وشاح أن في هذا الموسم لابد وأن يرتفع سعر الدجاج نوعًا ما، مؤكدًا أنه لا يوجد في قطاع غزة مزرعة نموذجية لتربية الدجاج، مبينًا أنه إذا تم تحديد سعر الدجاج يلجئ المزارع إلى البيع عن طريق السوق السوداء، ما يشكل مشكلة حقيقية تحتاج إلى حلول مع المسؤولين.
ودمرت إسرائيل خلال الحرب على غزة العشرات من مزارع الدجاج، ما أدى إلى انهيار هذا القطاع.
ويشكو أصحاب مزارع الدواجن من أنهم اضطروا لبيع ما لديهم من دجاج صغير لا يتجاوز وزنه الكيلو بأسعار زهيدة حتى لا يتعرضوا لخسائر أكبر نتيجة موته أو عدم اكتمال نموه في موعده إثر أزمة الكهرباء.
ويقول أحمد زعرب، صاحب إحدى مزارع الدواجن: "إذا استمرت أزمة الكهرباء سنفقد عملنا ومصدر رزقنا، فمعظم مزارع الدواجن تفضل عدم العمل في الوقت الحالي حتى لا تتعرض لخسائر فادحة نتيجة أزمة الكهرباء، كما أنَّ انخفاض أسعار الدجاج لا يشجع أصحاب المزارع على العمل".
ويؤكد زعرب أنَّ قرار حظر استيراد اللحوم البيضاء المثلجة جاء متأخرًا ولم يؤثر مطلقًا في أسعار الدجاج، وأصبحت تربية الدواجن مصدرًا للخسارة في ظل أزمة الكهرباء والوقود وانخفاض الأسعار، ومات أكثر من ألف صوص من أصل 2500 صوص؛ إثر نقص التدفئة.
وتتولى 14 فقاسة في قطاع غزة تفريخ أكثر من 3 ملايين بيضة شهريًّا, تغطي حاجة المربين من الصوص اللاحم، ولكنها تعاني من عدم توافر الكهرباء والتدفئة اللازمة لعملها ما يهدد بحدوث أزمة كبيرة في قطاع الدواجن.
ويذكر صاحب فقاسة بيض، أنيس محمود: "منذ أزمة الكهرباء في قطاع غزة ونحن نعاني من توفير التدفئة للفقاسة بشق الأنفس عبر تشغيل المولدات الكهربائية التي تحتاج للبنزين غير المتوفر، وتنتج فقاسته قرابة خمسين ألف صوص شهريًا، مات منها قرابة خمسة آلاف صوص، ولكن إذا استمرت أزمة الكهرباء ستتوقف الفقاسة عن العمل"، داعيًا المختصين لتوفير البدائل وحل تلك المشكلات التي يعاني منها قطاع الدواجن.
ويشكو محمود من انخفاض أسعار الصيصان في الأسواق، وتعرض أصحاب الفقاسات لخسائر كبيرة على مدار الشهرين الماضيين، معربًا عن أمله في أن تعوض الأشهر المقبلة الخسائر لاسيما أنَّ موسم الصيف يشهد زيادة في الاستهلاك.
وتحتاج الفقاسات إلى الطاقة الكهربائية على مدار الساعة, لكن في ظل الأزمة الأخيرة، فإنَّ الكهرباء لا تتوافر إلا لـ6 ساعات يوميًا فقط.
وتوجد في قطاع غزة مزارع للدجاج البيّاض يبلغ عدد الدجاج فيها 700 ألف دجاجة، وأدى انقطاع التيار الكهربائي إلى انخفاض إنتاجها وارتفاع أسعار البيض في الأسواق ليصل سعر كرتونة البيض إلى 17 أو 18 شيكلاً.
ويقول صاحب إحدى مزارع الدجاج البيّاض، أسامة العبد: "مع بداية أزمة الكهرباء ومزرعة الدجاج البياض إنتاجها يتناقص بشكل كبير لعدم مقدرتنا على توفير الإضاءة الليلية للمزارع، ولدينا 50 ألف دجاجة بياضة باتت لا تنتج يوميًا سوى 4000 بيضة بينما كان إنتاجها 7000 بيضة".
ويقول في العادة كانت أسعار البيض تنخفض مع بدء فصل الصيف لانخفاض الطلب عليها، ولكن نتيجة انخفاض الإنتاج أدى إلى ارتفاع أسعارها ولكن ليس بشكل كبير.
ويوضح مدير دائرة الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة المقالة، م. طاهر أبو أحمد، أنَّ قطاع غزة يحتاج إلى 3.5 مليون بيضة تفريخ في الشهر الواحد خلال الصيف تنتج 2.2 مليون صوص، و3 ملايين بيضة تفريخ في الشتاء تنتج مليوني صوص.
ويقول: "قطاع الدواجن يعاني من انقطاع التيار الكهربائي ونقص السولار لاسيما وأنَّ الدجاج اللاحم يحتاج إلى التدفئة والإنارة بشكل مستمر"، محذرًا من أن استمرار أزمة الكهرباء سيؤدي إلى انخفاض الإنتاج وارتفاع الأسعار بما ينعكس سلبًا على المواطنين، وقدر خسائر قطاع الدواجن بما بين 5 إلى 6 ملايين دولار تقريباً شهريًا.
ويشير إلى معاناة أصحاب مصانع العلف في قطاع غزة، ويقول: "يوجد في قطاع غزة ثلاثة مصانع علف أو الغذاء الحيواني تنتج ما بين 3000 إلى 4000 طن لا يتوافر البترول لتشغيلها في أوقات انقطاع التيار الكهربائي، وهذه المصانع توفر ثلث استهلاك قطاع غزة من الأعلاف اللازمة للقطاع الحيواني، كما أنَّ انقطاع التيار الكهربائي أثر على نحو 3000 رأس بقر تعتمد على الحلابة الميكانيكية".