قردة " أي أي"

كشفت دراسة جديدة أن قردة أي أي تختار المشروب الأكثر كحولية، وعندما ينفذ يطلب المزيد، ودرس الباحثون من كلية دارتموث في نيو هامبشاير سلوك اثنين من قردة أي أي وواحد من حيوان اللوريس ووجدوا أنهم يختارون الشراب الأكثر كحولية.

 وتعد هذه الدراسة الأولى التي تظهر اختيار القرود للمشروبات الكحولية عن غير الكحولية ونشرت في مجلة "Royal Society Open Science"، وفي الماضي شوهد الشمبانزي وحيوان اللوريس يشرب شرابًا مختمرًا ولكن لم يتبين ما إذا كان سيختار الشراب المختمر ويترك غير المختمر، ويبدو الكحول في طبيعته شراب مختمر من الفواكه وعصارة الشجر، وبالتالي تدركه حيوانات مثل القرود سريعًا.

 ويعتقد العلماء أن الكحول جذاب لبعض القرود لأنه مصدر للسعرات الحرارية، ويعد حيوان الليمور أو أي أي حيوان قبيح الشكل ويعتبره المواطنون نذير شؤم أو علامة على الموت ولذلك فهم يقتلوه كلما رأونه، وبين ناثانيل دوميني أستاذ الأنثروبولوجيا البيولوجية والعلوم في جامعة دارتموث " يعد حيوان من فئة  القردة  نقارة الخشب، ولذلك من المحير أن يتمكن من هضم الكحول بكفاءة".

ويقضي أي في موسم الأمطار 20% من وقت الغذاء في شرب نكتار ما يسمى بشجرة المسافر، وأوضح صموئيل غوشمان المؤلف الرئيسي للدراسة "إذا كان النكتار مختمرًا فسيكون لاستهلاك الكحول المفرط معني بيولوجي، وبما أننا لم نتمكن من الوصول إلى هذه الشجرة لدراستها فاختبرنا ما إذا كان أي أي سينجذب للكحول  من خلال مشروب يحاكي الكحول وهو من السكروز".

 واختبر الباحثون تفضيلات حيوان لوريس وهو من الرئيسيات الوحيدة المعروفة باستهلاك الشراب المختمر في البرية، ويمكن لحيوان أي أي معرفة الفرق بين ماء الصنبور وغيرها من المشروبات وهو يفضل المشروبات الكحولية، وعندما ينفذ المشروب الكحولي فيأتي الحيوان إلى الحاويات الفارغة كما لو كان يبحث عن المزيد، إلا أن الباحثين لم يختبروا ما إذا كان ذلك يجعل المخلوق في حالة سكر، حيث لم يظهر أي من الحيوانات علامة على ذلك كما أن التسمم ليس جزءًا من الدراسة.

وأشارت أبحاث سابقة إلى أن أسلافنا كان لديهم طفرة جينية تسرع عملية هضم الكحول وتم تقاسم هذه الطفرة مع القردة العليا والرئيسيات الأخرى مثل حيوان أي أي، ويعتقد البعض أن ذلك مرتبط بقدرة أجدادنا على هضم الفواكه المختمرة التي سقطت على أرض الغابات، وأضاف جوشمان: " أثار هذا المشروع اهتمامي بالتأكيد بالنسبة إلى تطور البشرية، وتشير نتائجنا إلى أن الأطعمة المختمرة كانت مهمة في النظام الغذائي لأجدادنا".