العلماء يسلطون الضوؤ على سلوك المثلية الجنسية في مملكة الحيوان

كشف العلماء أن طبيعة الحيوانات من الطيور والنحل والأسود إلى الزرافات يمكن أن تكون مثلي الجنس (SSB)، ويعد سبب شيوع هذا السلوك سرا تطوريا حيث أنه لا يتيح فوائد التزاوج وإنتاج النسل. ويسلط الخبراء حاليا الضوء على  انتشار السلوك الجنسي المثلي في المملكة الحيوانية، زاعمين أن له فوائد جينية.

وأوضح تشارلز داروين أن الدوافع الجنسية لدى الحيوانات صُممت لتسبب التكاثر وبالتالي فهي مباشرة بالضرورة، إلا أن مجموعة متزايد من البحوث كشفت عن شيوع المثلية الجنسية بين الحيوانات أكثر مما كان يعتقد سابقا، وهي الفكرة التي رفضها علماء الأحياء من قبل ، ورصد بعضهم سلوك المثلية الجنسية لدى 1500 نوع من الحيوانات، وتم تسجيل حوالي ثلث هذه الحالات بشكل صحيح.

وشملت الحيوانات التي ظهر عليها هذا السلوك النعام والدجاج والكوالا وسمك السلمون والقطط والبوم والدلافين. وافترض الباحثون من قسم الوراثة في جامعة "أوبسالا" أن ذلك يرجع إلى اشتراك الذكور والإناث في معظم جيناتهم، وربما تحدث المثلية الجنسية في جنس واحد لأن الجينات الكامنة تحمل فوائد عند التعبير عنه. واختبر الباحثون فكرتهم باستخدام بذور الخنافس حيث أظهر كل من الذكر والأنثى مستويات منخفضة من المثلية الجنسية، وعن طريق التكاثر الاصطناعي لأي من الجنسين أنشأوا السلالة الوراثية مع وجود ميل للمثلية الجنسية. وأظهر الباحثون باستخدام هذه السلالات أنه عند ولادة جنس معين نتيجة المثلية الجنسية تمتع الأشقاء بزيادة في الأداء الجنسي.

وقال ديفيد برغر الأستاذ المساعد في قسم الوراثة في الجامعة : لقد" لاحظنا أن الذكور المولودة نتيجة المثلية الجنسية كانت أقل تمييزا عندما طرح عليهم الاختيار بين مغازلة ذكر أم أنثى في اختبارات لاحقة، وفي الوقت نفسه وضعت الشقيقات مزيدا من البيض وأنتجت ذرية أكثر من ذي قبل".

ودعمت النتائج التي نشرت في مجلة BMC Evolutionary Biology أن المثلية الجنسية ربما تكون سائدة في جنس واحد لأن الجينات التي تنظم هذا السلوك يتم الحفاظ عليها عن طريق الانتقاء الطبيعي من خلال فوائدها في الجنس الأخر، ويشير ذلك إلى آلية عامة للحفاظ على أشكال مختلفة من المثلية الجنسية عبر مجموعة واسعة من الحيوانات.

وأوضح عالم الحيوان بيتر بوكمان من جامعة "أوسلو" سابقا لصحيفة "نيويورك تايمز" أن الحيوانات يمكن أن تكون مثلية الجنس. 
وعلى الرغم من دقة كلمة مثلي الجنس إلا أنها ليست أعضاء في أنواع الهومو، مضيفا " لا تقتصر الحياة الجنسية فقط على صناعة الأطفال لكنها تتعلق بعمل القطيع، وبالنسبة الى بعض الحيوانات تعد المثلية الجنسية سلوكا طبيعيا، وأعتقد أن هذه القضية كانت من المحرمات بالنسبة للباحثين الذين يخافون من السخرية من قبل زملائهم".

ويتخذ سلوك المثلية الجنسية في الحيوانات القبلية دورًا إجتماعيا للتحكم في الذكور غير المرغوبين أو ربطهم في حزمة واحدة، ولكن في أنواع أخرى يعد السبب غير واضح. وتابع بوكمان يقول إن" الطيور أيضا معقدة حقا"، فبالنسبة للبجع فيقوم ذكر البجع الأسود بتربية البجع الصغير بالاشتراك مع الإناث في عملية التربية الأولية فقط، وربما يرجع ذلك إلى قدرة الذكور على حماية الصغار بشكل أفضل.