واشنطن - فلسطين اليوم
ساعد كسوف الشمس الأخير، علماء الأحياء على التأكد من وجود ظاهرة غير اعتيادية، في سلوك النحل والحشرات الأخرى.
وتشير كاندس غالن من جامعة ميسوري في مقال نشرته مجلة Annals of the Entomological Society of America إلى أن "النحل والحشرات الأخرى توقفت عن نشاطها فجأة عند الكسوف الكلي. وذكْرُ هذه الظاهرة في الأدبيات، جعلنا نعتقد بأن نشاط النحل ينخفض تدريجيا بالتوازي مع "إنطفاء" قرص الشمس تدريجيا كما يحدث في الكسوف عادة، ولم نكن نتوقع أن يبقى النحل على نشاطه الطبيعي وطيرانه إلى حين الكسوف الكلي. فقد توقف النحل عن الحركة فورا لدى اكتمال الكسوف مباشرة، لقد بدا هذا كما لو أن أحدا أطفأ النور فجأة في غرفة ما، وتسبب في توقف الحياة فيها".
وتقول غالن "في أغسطس من العام الماضي، شهدت الولايات المتحدة كسوفا كليا للشمس، واهتم الكثيرون بكيفية تصرف الكلاب والحيوانات الأخرى عندما يخيم الظلام فجأة في غير موعده على الأرض"، أما غالن فقررت معرفة رد فعل النحل والحشرات الأخرى على هذه الظاهرة.
وجمعت غالن فريقا يتألف من 400 متطوع، كان عليهم مراقبة تصرف النحل والحشرات الأخرى، وتسجيل مستوى الضوضاء باستخدام ميكروفونات خاصة، وكذلك تسجيل درجة حرارة الهواء الجوي ودرجة حرارة الزهور، عندما يحل الظلام بصورة مفاجئة "بحالة الكسوف".
وكان العلماء يعتقدون سابقا، أن سلوك النحل والحشرات الأخرى سيكون مشابها لسلوكها في الليل حيث تخفض نشاطها تدريجيا ومن ثم تصل إلى حالة السبات الكامل؛ ولكن الذي حصل أثناء الكسوف كان مختلفا تماما، ففي بداية الكسوف لم يشعر النحل به ولم يغير سلوكه عند انخفاض سطوع ضوء الشمس بالتدريج.
ولكن، عندما حل الكسوف الكلي، لاحظت غالن ومن معها توقفا كليا ومفاجئا لنشاط لنحل وتحوله إلى السبات كما في "النظام الليلي" عادة للحشرات.
وسيكون هذا السلوك الغريب للنحل موضع اهتمام العلماء الذين يدرسون سلوك الحشرات و"إيقاعها البيولوجي"، كما سيكون موضع اهتمام علماء البيئة الذين يدرسون كيفية تأثير التلوث الضوئي في سلوك الحيوانات والنباتات.