الضباب الدخاني في الصين

اجتاحت أجزاء كبيرة من الصين موجة من الدخان السام هذا الشتاء، مما جعل الحكومة المركزية هذا الأسبوع تأمر مكاتب الأرصاد الجوية المحلية بالتوقف عن إصدار تنبيهات الضباب الدخاني وهي خطوة يعتبرها البعض وسيلة لتخفيف الغضب الشعبي بسبب التلوث، وترك ذلك الضباب الدخاني نحو نصف مليار صيني يلهثون من أجل التنفس في شمال الصين، فمنذ كانون الأول الماضي، رفعت العطلات شعار "رحلة تطهير الرئة" وحظت بشعبية كبيرة بين سكان البلاد.

ووفقًا لتقرير صادر عن كتريب، أكبر وكالة للسفر على الانترنت في الصين  أن رحلات "تطهير الرئة" كانت تتوجه الي اليابان، ثم تايلاند واستراليا وكندا وسويسرا، ومن الدول الأخرى التي يتجه اليها الصينيون نيوزيلندا، والولايات المتحدة، وجزر المالديف، وموريشيوس والإمارات العربية المتحدة، والجزر الاستوائية، مثل فوكيت في تايلاند وبالي في إندونيسيا.

وقال التقرير نفسه، إن الرحلات الفاخرة إلى كندا ونيوزيلندا تحظى بشعبية خاصة بين الأسر الصينية الغنية لأن البلدين معروفين بطبيعتهم وبيئتهم النظيفة، ثم الترويج لحزمتين من الرحلات لمدة 10 أيام إلى الساحل الكندي الغربي ورحلة 11 يومًا إلى الجزيرة الجنوبية لنيوزيلندا خلالها يتم نقل السياح من طائرات هليكوبتر مستأجرة، علمًا بأن عادة ما يأخذ معظم الصينيين عطلاتهم السنوية في يناير أو فبراير من السنة الصينية الجديدة، ومع ذلك، فإن مطالب الرحلات الخارجية ارتفعت في ديسمبر الماضي، وقال المتحدث باسم من كتريب: "جاءت رحلات الكثير من السياح مبكرًا، وقاموا بتغيير رحلاتهم المحلية لرحلات في الخارج من أجل تجنب تلوث الهواء بشكل كبير.
 
في الوقت الذي يتزايد فيه الغضب الشعبي بسبب الهواء الخطير قامت الحكومة المركزية الصينية بتعليق إصدار مكاتب الأرصاد الجوية المحلية تحذيراتها بشأن الضباب الدخاني، وقد أثارت هذه الشكوك أن الحكومة تحاول حجب المعلومات عن تلوث الهواء في البلاد، حيث أخطرت إدارة الأرصاد الجوية الصينية المكاتب المحلية الثلاثاء إلى "الكف فورًا عن إصدار تحذيرات الضباب الدخاني".
 
وجاءت انتقادات لاذعة من المعلقين على الانترنت الذين يشككون منذ فترة طويلة في مصداقية البيانات الرسمية بشأن تلوث الهواء، علمًا بأن الحكومة الصينية لديها نظام مرمزة من تنبيهات الضباب الدخاني الذي يصل الى الأحمر عندما يكون من المحتمل أن يستمر أكثر من 72 ساعة من التلوث شديد، بحيث تشمل تلك التنبيهات سلسلة من التدابير الطارئة التي يجب اتخاذها بدءًا من توقف السيارات على الطريق إلى إغلاق المصانع المسببة للتلوث بشكل كبير.


 
وترددت السلطات المحلية منذ فترة طويلة في إصدار الإشعارات بسبب مخاوفها من التأثير السلبي على الأداء الاقتصادي، في أواخر عام 2015، أصدرت الصين أول حالة تأهب قصوى في تاريخها ردًا على الغضب الشعبي بسبب تردد الحكومة في اتخاذ إجراءات بعد أن ضربت موجة من الضباب الدخاني الخانق شمال شرق البلاد، وفي الماضي، أصدرت السلطات المحلية والوطنية تنبيهات متناقضة أحدهم يشير بغلق المدارس والمصانع والأخر ينفي، يعد الهواء الفاسد مصدرًا دائمًا للغضب الشعبي في الصين، التي شهدت نموًا اقتصاديًا سريعًا في العقود الأخيرة ولكن على حساب المشاكل البيئية التي لحقت بالبلاد.

في الأسابيع الأخيرة، أعرب الآباء على وجه الخصوص عن غضبهم من المستنقع التي تؤثر بشكل منتظم على مئات الملايين، وأدت إلى مستويات عالية من الاصابة بسرطان الرئة، مع زيادة المطالبة بأن تكون المدارس مجهزة بأجهزة تنقية الهواء، وفي وقت سابق من هذا الشهر، تولى العديد من وسائل التواصل الاجتماعية التعبير عن غضبهم إزاء الضباب الدخاني الكثيف الذي اخنق بكين لأكثر من أسبوع حول السنة الجديدة ولكن حذفت تلك المقالات بسرعة، في خطوة لم تزد الجماهير إلا إحباطًا، وفي الصين، يتم إصدار تنبيه أحمر إذا رصد مؤشر جودة الهواء في المدينة "AQI" درجة 500. وبين الستة طبقات، وهم قيم مؤشر جودة الهواء، تعد القراءات التي ترصد ما بين 301 و 500 هي الأسوأ، مما يعني أن جودة الهواء لابد أن يضع تحذيرات صحية طارئة، إلا إن القراءة ما بين 0-50 تعد "جيدة".