غزة – علياء بدر
كشف مدير عام عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، في غزة بوشاك إن قطاع غزة يشهد وضعًا مأساويًا جديدًا، جراء تقليص الرواتب وأزمتي الكهرباء والمياه، وأضاف بوشاك في مؤتمر صحافي، الأربعاء: "نحن نقوم بكل ما نستطيع من باب مسؤوليتنا، ولكن هناك أمور لا نتمكن من حلها في غزة، ومن المحزن أن نرى أوضاع غزة في تدهور والبطالة تزداد، وأننا بحاجة لحلول دائمة وليست مؤقتة".
وأكد بوشاك وجود نية سياسية لحل مشاكل غزة، مبينًا أن الأونروا مستمرة في تقديم خدماتها الإنسانية حسب قدرتها، من جهتها قالت وزارة الصحة في غزة إن الخدمات الصحية تشهد مرحلة عصيبة، جراء التراجع الخطير في مقوماتها الأساسية، من الأدوية والمستهلكات الطبية وحليب الأطفال والوقود وذكر الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة في تصريح صحافي الأربعاء، أن 175 صنفًا من الأدوية والمستهلات الطبية أصبح رصيدها صفر، وغياب 35% من الأدوية الأساسية والتخصصية، لا سيما 90% من أدوية السرطان، و40% من المستهلكات الطبية المهمة، وأكد القدرة أن مجمل الخدمات الصحية تعاني نقصًا حادًا في الأرصدة الدوائية، ما وضع العديد من المرضى خاصة مرضى السرطان والدم والكلى والقلب، في حالة هوس وخوف حقيقي على مستقبل حياتهم التي تعتمد على أنواع خاصة من الأدوية.
وحذر من أن استمرار هذه الأزمة الخانقة التي تمر بها وزارة الصحة، سيضع آلاف المرضى في خطر حقيقي، مطالبا كافة الجهات المحلية والإقليمية والدولية التحرك العاجل لإنقاذ القطاع الصحي وحماية المنظومة الصحية من خطر الانهيار والتي تتربص بها الأزمات المركبة من كل جانب وحمّل القدرة الجميع مسؤولية استمرار هذه الوضع الذي لا يحتمل والذي تشهده كافة المستشفيات والمراكز الصحية، التي أصبحت عاجزة بشكل كبير عن تقديم الخدمة الصحية المطلوبة للعديد من المرضى في قطاع غزة، بسبب الحصار والسياسيات الممنهجة ضد قطاع غزة الذي يتعرض لقرصنة حقيقية للحقوق العلاجية.
كما حذر من نفاذ منحة الوقود الدولية الأخيرة، لتشغيل المولدات الكهربائية، واستنزاف كميات كبيرة منها، جراء انقطاع الكهرباء لساعات طويلة تصل في بعض الأحيان لـ 18 ساعة يوميًا، ودعا القدرة جميع الجهات المحلية والاقليمية والدولية بالتحرك العاجل لدعم احتياجات المرضى في قطاع غزة من الادوية والمستهلكات الطبية والوقود وذكرت وزارة الصحة في بيان سابق لها، أن انقطاع التيار الكهربائي يؤثر على نحو 40 غرفة عمليات، و11 غرفة عمليات للولادة القيصرية، و117 جهاز غسيل دم لمرضى الفشل الكلوي، يتوجه لها 650 مريضاً 3 مرات أسبوعياً، وزارة التربية والتعليم العالي في غزة من جهتها قالت إن التأثير الخطير في أزمة الكهرباء يلاحق الطلبة في البيوت حيث يضطرون إلى استخدام وسائل طاقة بديلة وهذا أمر لا يؤدي المطلوب، ويسبب مشكلات صحية بصرية و التأثير على مستوياتهم التحصيلية.
ونوهت الوزارة إلى أن العملية التعليمية وامتحانات نهاية العام خاصة امتحانات الثانوية العامة هي امتحانات وطنية تُعقد على المستوى الوطني لقياس مستوى الطلبة لذلك يجب أن يتم توفير الأجواء المناسبة لها، ودعت الوزارة جميع الأطراف بما فيها حكومة التوافق والمجتمع الدولي، للوقوف عند مسؤولياتهم للعمل على حل أزمة الكهرباء في قطاع غزة، بشكل عام وتوفيرها خاصة مع قرب انطلاق الامتحانات.
وأكد مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع كهرباء غزة محمد ثابت، أن ثبات جدول كهرباء 6 ساعات وصل و12 ساعة قطع، مرهون بثبات خطوط الكهرباء المصرية والإسرائيلية المغذية للقطاع وأوضح ثابت أن الخطوط الإسرائيلية والمصرية المغذية لمدينة غزة دائمة التعطل لأسبابٍ فنية، وغير ثابتة من ناحية الكمية، مشيراً إلى أنهم يوزعون الكميات المقبلة من الجانب الإسرائيلي والمصري بالتساوي على جميع مناطق القطاع، ودعا ثابت المسؤولين إلى حل مشكلة الكهرباء بشكل سريع وتجنيبها الخلافات السياسية، خاصة في ظل الأجواء الصيفية الحارة، وقدوم شهر رمضان المبارك، واقتراب امتحانات الثانوية العامة.
وتصل الكهرباء إلى الغزيين يومياً نحو 4 إلى 6 ساعات، مقابل قطعها 10 إلى 12 ساعة، بسبب نفاد الوقود الخاص بتشغيل محطة الكهرباء المحلية التي تنتج تقريباً 60 ميغاوات، وحول توفير الكهرباء لطلبة التوجيهي فقال ثابت إن هذا الأمر غاية في الصعوبة خاصة أنهم منتشرون في كافة أنحاء القطاع وليس في مكان واحد، ليتم توفير كهرباء دائمة لهم"، لافتاً إلى أن الشركة مدركة لتأثير هذه الأزمة على التحصيل الدراسي للطلبة.
ويحتاج قطاع غزة إلى نحو 400 ميغاوات من الكهرباء، لا تتوفر منها سوى 212 ميغاوات، توفر إسرائيل منها 120 ميغاوات، ومصر 32 ميغاوات (خاصة بمدينة رفح المحاذية للأراضي المصرية)، ونحو 60 ميغاوات من شركة توليد الكهرباء في غزة، التي تتوقف بين فينة وأخرى عن العمل، بسبب نفاد الوقود.