بغداد - فلسطين اليوم
لفت انتباه المراقبين الصمت الذي يخيم على موقف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بشأن ما يحدث في البصرة، من أزمة المياه والكارثة البيئية، وباستثناء بعض التحركات والبيانات التي أصدرتها وزارات في حكومته، لم يصدر عن مكتب العبادي حتى الآن أي تصريح يشير إلى الأزمة وأفق حلها وطرق معالجتها.
صمت العبادي
ورجح مراقبون أن صمت العبادي يعود في جزء منه إلى صعوبة اتخاذ إجراءات عاجلة لحل مشكلة البنية التحتية ومشكلة المياه المتفاقمة منذ سنوات طويلة، كما يرون، أن للمعركة التي يخوضها العبادي مع منافسيه في الكتل الأخرى لإعلان الكتلة الأكبر المؤهلة لتشكيل الحكومة دخلاً في الموضوع.
وتتوالى فصول أزمة العطش وضعف الخدمات في البصرة، وباتت أصداؤها تتردد في أغلب المحافظات العراقية، حيث أطلق ناشطون في محافظة الأنبار الغربية حملة "قطرة إلى البصرة"، وقام بمثلها نظراء لهم في مدينة الموصل، وانضم إلى الحملة نجم كرة القدم السابق أحمد راضي.
حملة "قطرة إلى البصرة"
وقال عبر كلمة مسجلة من خلال صفحته على "فيسبوك": نضم صوتنا مع الإخوان الناشطين الذين أطلقوا حملة (قطرة إلى البصرة)، ونكون معهم إلى أن يصل الماء الصالح للشرب إلى أهالينا في البصرة الفيحاء، وكذلك تضامن مع الحملة فنانون ومنهم المطرب قاسم السلطان والممثلة آلاء حسين.
وعمد الناشط هاشم أحمد إلى كساء صورة تمثال الشاعر بدر شاكر السياب المقام على ضفاف شط العرب في البصرة بالملح، وكتب ناشطون تحت الصورة "أنشودة الملح"، في إشارة إلى قصيدة السياب الشهيرة "أنشودة المطر".
ويعتزم النواب الفائزون عن محافظة البصرة بعضوية مجلس النواب الجديد، عقد اجتماع اليوم (الأحد)، بمقر مجلس النواب، لمناقشة الأوضاع المتردية في المحافظة.
عدم التصويت للحكومة
وقال النائب فالح الخزعلي، في تصريحات، إن الاجتماع سيطرح مقترح قرار بعدم التصويت على الحكومة المقبلة ما لم يكن في برنامجها الحكومي رؤية وبرنامج كامل لحل مشاكل البصرة وبسقف زمني محدد.
وأعلنت نقابة المحامين في البصرة، أمس، عن استعدادها لتكليف محامين متبرعين للترافع أمام المحاكم ضد المسئولين في البصرة، الذين تسببوا بأضرار شخصية ومادية للمواطنين جراء مشكلة الملوحة في المياه.
اعتصام أمام مبنى المحافظة
ودخل الاعتصام الذي يقوم به ناشطون في البصرة أمام مبنى المحافظة أسبوعه الثالث، ويقول المشرفون عليه إنه سيستمر على الرغم من المضايقات التي يتعرض لها المعتصمون من قبل السلطات الأمنية، وعدم سماحها بنصب خيام الاعتصام.
يُذكر أن تحالف المادة 38 من الدستور المؤلف من عشرات منظمات المجتمع المدني قام بإرسال قافلة تضامن واشترك بالمظاهرة الحاشدة في مركز البصرة مساء أول من أمس.
منظومة فساد متكاملة
وعلق الناشط البارز والأستاذ في جامعة البصرة كاظم السهلاني، على الدعم التي تقدمه مختلف الفعاليات العراقية للبصرة مؤخرًا بالقول: أي جهد ودعم نتلقاه من أصدقائنا وإخوتنا في بقية المحافظات العراقية، شيء جيد ويسهم في دعم مطالبنا المحقة.
وقال السهلاني، في تصريحات صحافية: قضيتنا اليوم لا تتعلق بالخدمات وملوحة المياه فقط، القصة أبعد من ذلك، البصرة تعيش في ظل منظومة فساد متكاملة، وهذه المنظومة غير قادرة على إصلاح نفسها، وتحقيق المطالب المحقة للمواطنين، مضيفًا: أهدافنا اليوم تتمحور حول تغيير هذه المنظومة، وتحويل الأمور باتجاه إيجاد حكومة مواطنة، وليس حكومة تسعى لخدمة الأحزاب".
وحمّل السهلاني، الحكومتين الاتحادية والمحلية، مسؤولية تدهور أوضاع البصرة، ذلك أن الأحزاب الحاكمة في البصرة وغيرها لديها ممثلون في الحكومتين الاتحادية والمحلية.
زيارة ميدانية للمحافظة
و أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، أمس، عن عزمها زيارة محافظة البصرة للاطلاع على الأوضاع هناك ومتابعة حالات التسمم.
وقال عضو المفوضية فاضل الغراوي، في تصريحات صحافية، إن المفوضية تراقب عن كثب ما يحصل في محافظة البصرة، وغداً سيصل إلى البصرة وفد رفيع المستوى من المفوضية، وسيبقى هناك لفترة طويلة لمراقبة الأوضاع، وأن الوفد سيدون إفادات المواطنين الذين أصيبوا بحالات التسمم وكذلك من يعانون من التلوث البيئي.
وترأست وزيرة الصحة والبيئة عديلة حمود حسين، أمس، وفدًا وزاريًا للوقوف على آخر المستجدات الصحية ومتابعة الوضع الصحي في البصرة، وأصدرت الوزارة بيانًا أكدت ما سبق أن أعلنته من عدم تفشي وبائي خطير كالكوليرا، ولا يوجد أي نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية.