لندن ماريا طبراني
كشفت دراسة جديدة أن الحمام ربما يكون أكثر ذكاءً مما كان يُعتقد سابقًا، وأن لديه القدرة على القراءة، حيث يمكن لهذه الكائنات التمييز بين الكلمات الحقيقية عن غيرها من خلال النظر في تكوين الحروف. وتُعَدُّ هذه الدراسة بأنها الأولى من نوعها التي تشير إلى وجود قدرات هجائية لدى الطيور للتعرف على عنصر ثلاثي الأبعاد ممثل في بُعدين فقط مثل الكلمة.
وفي تجربة قام بها باحثون من جامعة "أوتاغو" في نيوزيلندا وجامعة "الروهر" في ألمانيا تم اختيار مجموعة من 18 حمامة وتم تدريبها على مدى 8 أشهر، باستخدام عملية 'autoshaping' والتي تشمل تسليط الضوء من خلال 3 فتحات لجذب اهتمام الطيور بعد فترة قصيرة من تقديم الطعام لها. وبعد تكرار العملية عدة مرات تعلم الحمام في النهاية أن الطعام يتبع الوميض، ما جعلها تتطلع الى الضوء لتناول وجبة خفيفة، وتم تدريب الحمام على النظر إلى كلمة في الثقوب الثلاثة مكونة من 4 حروف أو التقاط رمز النجمة إذا ظهرت حروف لا تشكل كلمة مثل 'URSP'، وأضاف الفريق الكلمات تلو الأخرى مع وجود 4 من الحمام في الدراسة يمكنها بناء كلمات تتراوح بين 26 إلى 58 كلمة وأكثر من 8 آلاف حرف لا تشكل كلمة.
وعرض الباحثون كلمات لم يرها الحمام من قبل لمعرفة مدى قدرته على التمييز بين الكلمات والحروف التي لا تشكل كلمة عن مجرد تذكرها فحسب، واستطاع الحمام معرفة الكلمات الجديدة التي تمثل كلمة بالفعل من خلال تتبع احتمال أن حروف مثل 'EN' و 'AL' أكثر احتمالا للارتباط بكلمات عن ارتباطها بحروف لا تشكل كلمة، حسبما أفاد قائد الدراسة الدكتور داميان سكارف من جامعة أوتاغو. وأضاف البروفيسور أونور جونتوكون الباحث المشارك في الدراسة من جامعة "روهر" أن الحمام تفصله 300 مليون عام من التطور عن البشر ولديه بنية دماغ مختلفة إلى حد كبير ما يظهر مهارات مثل القدرة الهجائية".
ويعتقد الباحثون أن نظرية "إعادة التدوير العصبية" ربما تكون مسؤولة عن قدرة الطيور على القراءة، وتحاول النظرية شرح كيفية تطور قدرة البشر على القراءة والكتابة، وتقترح أن الخلايا العصبية ربما تحولت وظيفتها إلى إرفاق الكلمات بالصور والعناصر وهو ما يربط المعنى بشكل فعال، إلا أنه لم يكن هناك دليل على قدرة الحمام على إرفاق المعاني بالكلمات التي تعرف عليها، وتابع البروفسور مايكل كولومبو المؤلف المشارك من جامعة أوتاغو " علينا إعادة التفكير في مصطلح عقل الطيور"، ويعتقد الباحثون أن الدراسة تقدم دليلا إضافيا على أن استخدام الطيور في الدراسات التي تسعى للتحقيق في أصل اللغة تعد مثالية، ونشرت الدراسة في مجلة National Academy of Sciences (PNAS).