الأسود

تعد محمية "نيوكولو-كوبا" الوطنية في السنغال موطنًا لأقل من 50 أسدًا، بعد العديد من السنوات من عمليات الصيد غير المشروع التي لا تقتصر على فرائسها فحسب، بل امتدت أيضا لتطول ملك الغابة، وذلك وفقا لتقرير نشرته "ديلي ميل" الذي أشار إلى أن قطع صغيرة من جلد الأسد يُباع في الأسواق المحلية مقابل 10 دولارات، كما أن عظامهم لديها سوق مزدهرة في آسيا.

وبسبب هذا الصيد الجائر أصبحت مشاهدة الأسود أمرًا نادرًا لدرجة أنها استغرقت شهرين من باحثين قاموا بإجراء مسح في المنطقة لرصد واحد فقط من تلك الأسود، غير أن جمعية المحافظين على البيئة يعتقدون أن الحديقة يمكن أن تنتعش يوما ما، حيث قال فيليب هنشل، المدير الإقليمي لغرب ووسط أفريقيا لبرنامج الأسود في بانثيرا، وهي مؤسسة عالمية لحفظ الأسود البرية: "لا يزال مشاهدة الأسود أمرا رائع"، وأضاف أن هذه المنطقة يمكن، إذا أصبحت محمية بشكل جيد، أن يتوفر بها بين 400 و 500 أسد".

ومنحت شبكة الحفاظ على الحيوانات البرية منحة قدرها 150 ألف دولار هذا الأسبوع بالشراكة مع مؤسسة ليوناردو دي كابريو التي تهدف إلى تجهيز أفضل حراس لحديقة "نيوكولو-كوبا" لهذه الجهود، ووفر صندوق تعويض الأسد في البداية 800 ألف دولار  لتعزيز وجود الأسد في جميع أنحاء القارة، من السنغال في الغرب إلى تنزانيا في الشرق، فضلا عن زامبيا وملاوي في الجنوب الأفريقي.

يقول مدير مبادرات الحفاظ على الحياة في شبكة الحفاظ على الحياة البرية بيتر ليندسي: "الأسود في أفريقيا تواجه مجموعة كاملة من التهديدات البشرية التي تتزايد في نطاقها مع نمو أعداد البشر والثروة الحيوانية"، متابعًا أن العديد من مناطق الحياة البرية "تعاني حقا من نقص التمويل والموارد"، وأضاف أن الوضع مأساوي بشكل خاص في غرب أفريقيا، حيث تم تصنيف الأنواع الفرعية من الأسود على أنها "مهددة بالانقراض بشدة".

وأوضح هنشيل أن نحو 400 أسد فقط ما زالت هناك من إجمالي 20 ألف فى جميع أنحاء العالم، ويوجد نحو 90 في المائة من سكان غرب أفريقيا في منطقة محمية تغطي أجزاء من بنن وبوركينا فاسو والنيغر، فيما أشار ليندسي إلى أن دعم بدء صندوق استعادة الأسود جاء من مؤسسة ليوناردو دي كابريو التى سبق لها أن اشتركت في قضايا الحفاظ على الفيل، وهم يتعهدون بأن 100٪ من التبرعات للصندوق سوف تذهب مباشرة إلى العمل على الأرض، دون تكاليف عامة.