العنكبوت هابروناتوس

عندما يحاول بعض العناكب المتحمسة من الذكور مغازلة الإناث أكثر، فمن الممكن ان تخسر كرامتها، لأن الانثي الجائعة ترفض وتصد الذكور. الا انها من الممكن ان تقرر تناول العشاء بدلا من ذلك. وحيث أن العنكبوت الذكر لا يمكن ان يميز بين الأنواع الأخرى من العناكب الإناث لذا فانه يرقص بقوة ويغني لجميع الإناث التي يعرفها.

وأشارت الابحاث الى أن ما يقرب من واحد من كل خمسة من العناكب الذكور يتعرض للهجوم او الضغط. فقد درس باحثون من جامعة فلوريدا وجامعة ولاية أريزونا عادات المغازلة لدى أربعة أنواع من العناكب من جنس "هابروناتوس". وكشفوا عن ان هناك حوالي 100 نوع من هذا الجنس. فوجدوا الكثير من الذكور "مزخرفة للغاية" من الوجوه الملونة والساقين، في حين أن الإناث هي اللون البني العادي.

وعلى الرغم من ان محاولة الذكور مع جميع الإناث قد تزيد من فرص نجاحه الا أنه يزيد من فرصة تعرض الذكور لهجوم إذا اختارت الأنواع الخاطئة من الإناث. ودرس العلماء العناكب الذين يعيشون في موائل متداخلة على طول نهر "ريو سالادو" منطقة استعادة الموئل بالقرب من فينيكس. وركز العلماء على طقوس أكل لحوم البشر، ثم حصلوا على العناكب بشكل مؤقت لمعرفة ما إذا كانت الإناث ناضجة جنسيا. لاحظوا ان هناك 42 تفاعلا للعنكبوت في المجموع، وأكثر من نصفها بين الذكور والإناث الناضجة جنسيا.

وكان العناكب الذكور تكره العناكب الإناث بغض النظر عن نوعها، و 18 في المائة من تلك التفاعلات أدت إلى تعرض الذكور للهجوم، وفي إحدى الحالات كان حتى يؤكل. وقال الباحثون في البحث الذي نشر في "بلوس وان": "الذكور تكره الإناث في كل فرصة، بغض النظر عن الأنواع، وفي بعض الحالات، أدى هذا إلى العدوان والافتراس من قبل الإناث".

إن الإناث أكبر حجما، وهي مفترسة وشريرة، مما يشكل خطرا شديدا على الذكور التي تحاكم دون تمييز ".وأظهرت دراسة ليزا تايلور، وهي عالمة أبحاث مساعدة في معهد علوم الأغذية والزراعة التابع لجامعة فلوريدا، أن الدراسة تثبت أن العناكب القفزية من الذكور "متهورة جدا" حول العثور على الإناث. هذا التزاوج يعرضها في الواقع لتطوير آلية الدفاع لأنها تسمح لها للحفاظ على مسافة بعيدة من الإناث. ويقول الدكتور تايلور: "توفر هذه الدراسة نظرة جديدة حول السؤال القديم حول سبب انتقال الذكور إلى طرق سخيفة لإقناع الإناث".