طيور البطريق في "غالاباغوس" التي "تركت أوكارها

تمامًا مثل البشر، طيور البطريق في "غالاباغوس" التي "تركت أوكارها" لا تزال تعتمد على آبائها للحصول على الدعم. فقد اكتشف الباحثون الذين يدرسون هذه الأنواع في جزر "غالاباغوس" أن هذه الطيور التي نمت بشكل كامل تتوسل الطعام من الأهل لأن الآباء ملزمون بتقديم الطعام لها.

ويعتبر هذا السلوك نادرًا للغاية بين طيور البطريق، حيث لم يكشف عن أنواع أخرى تقوم بنفس الشيء. ويقول الخبراء انه ربما يكون قد نشأ نتيجة لتقلب أنماط الغذاء في الجزر. ويشك باحثون في علم الأحياء في جامعة واشنطن بأن الآباء هم أكثر عرضة للرضوخ لمطالب زريتهم بتوفير الغذاء.

وعلى الرغم من أن هذا السلوك أمر نادر الحدوث، إلا أن الباحثين بعد ما يقرب من عقد أمضوه في جمع الملاحظات الميدانية، لاحظوا انه حدث ذلك في كثير من الأحيان. واضاف الباحثون أنهم خلال مواسم عديدة على مدى السنوات عندما كانوا يراقبون سلوك البطريق في جزر غالاباغوس، رأوا هذه الحالات المعزولة من الطيور البالغة التي تقوم بتغذية الطيور الناضجة بشكل واضح والتي تركت العش".

ويقول  دي بويرسما، أستاذ علم الأحياء أنهم جمعوا الآن ملاحظات ميدانية تؤكد أن رعاية الوالدين للوليدة أمر طبيعي وهو جزء من سلوك البطريق في غالاباغوس. ولاحظ الباحثون خمس حالات للرعاية الأبوية للوليدة في البرية من فبراير/شباط 2006 إلى يوليو/تموز 2015.

في مرحلة التفريخ يكون عمر الطائر حوالي 60 يومًا، ويكون القدمان والخدان فاتحي اللون بشكل واضح، ويضاف اليها ريشٌ جديد نسبيا. ووجد الفريق أن الفراخ تبدأ البحث على الطعام على الشاطئ بمساعدة البالغة منها. ووفقا للباحثين، فإن الاباء هم من يقومون بمساعدة الفراخ في الحصول على الغذاء. واضافوا انها تستخدم لغة من الإشارات للتعرف على بعضها البعض.

طيور البطريق غالاباغوس لها العديد من الخصائص التي تميزها عن غيرها من الأنواع الأخرى بسبب الطبيعة غير العادية للأرخبيل. حيث أن الجزر البركانية الموجودة على خط الاستواء، يتعرض سكانها لعدد من الظروف القاسية، بما في ذلك الحرارة العالية والجفاف المحاط بمياه المحيط الباردة. وجدير بالذكر أن الإمدادات الغذائية في المحيطات تتقلب تبعًا للأنماط المناخية في المحيط الهادئ. ونتيجة لذلك، وتغير طيور البطريق من سلوكها.

على عكس الأنواع الأخرى، إنها معروفة بتغيير الريش، مرتين في السنة، وقبل التزاوج. ويقول الباحثون قد تتأثر الرعاية الأبوية بهذه التقلبات أيضا. عندما تكون أنماط المناخ مثالية، تجلب تيارات المحيطات الكثير من السمك إلى جزر غالاباغوس لطيور البطريق والتي تعتبر مصدرًا للغذاء.

ولكن عندما تحدث ظاهرة إل نينيو، يصعب على الكبار حتى إطعام أنفسهم. لذا تكيفت طيور البطريق غالاباغوس على اساس أهواء المحيط ولم تتكيف بشكل موسمي شأنها شأن باقي الطيور. وفقا لبويرسما، قد يستمر الآباء في إطعام الفراخ لمدة أسابيع، وإعطاء الوقت لأبنائها لتعلم المطاردة على نحو فعال. ومن المعروف أن العديد من الطيور البحرية الأخرى تقوم بذلك.

يقول بويرسما إن سلوك أنواع بطريق غالاباغوس طورت بشكل فريد من نوعها لزيادة الفاعلية الإنجابية، والاستفادة القصوى من توافر الغذاء. ويضيف أنه في فبراير/شباط 2017 عندما كنا في جزر غالاباغوس، كان 40 في المئة من طيور البطريق التي أحصيناها ناضجة في غضون الأشهر القليلة الماضية. وهذا ما يدل على وفرة الغذاء، وان هذا هو الوقت المناسب للتكاثر. ولكن في جزر غالاباغوس، خصوصا مع تغير المناخ، من الممكن ان تتلاشى تلك الظروف في لحظة".