حملة ترامب فوريست

بدأ العمل أخيرًا، حملة لزرع ما يكفي من الأشجار لتعويض سياسات دونالد ترامب فيما يتعلق بالمناخ، ويأمل المنظمون للحملة زراعة 10 مليارات شجرة بحلول 24 ديسمبر/كانون الأول 2017، آخرها شجرة عيد الميلاد أمام البيت الأبيض، ويطلب منظّمو حملة  "Trump Forest" من الناس التبرّع بالأشجار لتعويض 650 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون التي ستطلق في الجو بحلول عام 2025 إذا ما خطط الرئيس التراجع عن الالتزامات المناخية الأميركية.

 وكشف المؤسس المشارك للمشروع،العالم دانيال برايس، أنّه "منذ تولى ترامب منصبه، شهدنا له هجومًا متكرّرًا على المبادرات التي تهدف إلى إبطاء تغير المناخ الحاصل من صنع الإنسان، وكان ترامب قد أعلن حربًا على المناخ الصحي للحياة على الأرض لذلك نحن نكافح مع جيش من الأشجار، وكلما زاد عدد الأشجار التي يضعها الناس في الأرض، كلما زادت سرعة تعويضنا لما سنتكبده نتيجة جهل ترامب"، ويحسب الرقم الذي يبلغ 650 مليون طن، أي ما يعادل البصمة الكربونية السنوية البالغة 33 مليون أميركي، من قرار ترامب بالتراجع عن تعهد اتفاقية باريس لعام 2015 بخفض الانبعاثات بنسبة لا تقل عن 26٪ عن مستويات عام 2005 بحلول عام 2025.

وتهدف خطة الطاقة النظيفة التي وضعتها إدارة أوباما، والتي تعهد ترامب بمراجعتها، إلى خفض الانبعاثات من محطات توليد الطاقة العاملة بالفحم والغاز والتي كانت ستخفض انبعاثات الكربون بما يقرب من 650 مليون طن بحلول عام 2025 - أي في منتصف الطريق تقريبًا للوفاء بتعهد باريس.

وبيّن نائب مدير السياسة البيئية في كلية إمبريال كوليدج، جيريمي وودز، أنّ "حسابات المشروع منطقية، حتى لو كانت في النهاية متفائلة"، مشيرًا إلى أنّ "الأشجار خاصة عندما تنمو ستستخدم ثاني أكسيد الكربون أكثر من الغلاف الجوي، بما  يُشكل عنصرًا رئيسيًا في إزالة ثاني أآسيد الكربون من الهواء، والذي يعمل كأداة مهمة نحو مستقبل مستدام للمناخ"، وأضاف أنّه "عمومًا، إنه مشروع إيجابي، إذا كن يمكن زراعة الأشجار على هكتار واحد من الأرض، تقريبا مساحة ملعب لكرة القدم، مع شجرة واحدة كل 10 متر مربع، ما يعني 1000 شجرة في الهكتار الواحد، مع 100 هكتار لكل كيلومتر مربع، 100 ألف كيلومتر مربع، لذلك ستستهدفها ترامب فوريست زراعة 10 ملايين هكتار مع 10 مليار شجرة، أتوقع أن العديد من الأشجار ستمتص  ما لا يقل عن 300 مليون  طن من ثاني أكسيد الكربون من الهواء على مدى فترة الثماني سنوات، لذلك فإن 650 مليون طن بحلول عام 2025 ليست سيئة إذا كنت تأخذ بعين الاعتبار نمو الأشجار".

ويقول وودز إن "مثل هذه المشاريع تدل على أهمية القيام بشيء الآن"، وحتى الآن، يبلغ عدد الأشجار 342 ألفًا، من 1،242 المانحين الذين استثمروا 39 ألف دولار أميركي،  وإذا أريد للحملة أن تنجح، يجب عليها أن تزرع ما يكفي من الأشجار لملء ما لا يقل عن 104659 كيلومترا مربعا، وهو نفس حجم ولاية كنتاكي الأميركية، وعلى الرغم من الحجم الضخم المطلوب من المساحات الزراعية، فإن القائمين  على الحملة يعتقدون أنهم يمكنهم القيام بذلك، وأضاف أنّه "من الواضح ان هذا يُشكل تحديًا كبيرًا، الا ان الرقم القياسي العالمي لم يكسر الا عندما وضعت الهند 66 مترًا من الاشجار في الأرض، في غضون 30 عامًا من الآن، عندما ينظر الناس إلى الوراء وتحديدًا على رئاسة ترامب كهجوم على كوكب الأرض وعلى التفكير العقلاني، سيكون من الرائع جدا إذا كتب التاريخ أن أفعاله لا تذكر لأن المجتمع العالمي عوض الانبعاثات الإضافية".

 ويمكن أن يساهم الناس بطريقتين في "ترامب فوريست"، إما عن طريق شراء الأشجار من منظمة زراعة الأشجار المفضلة لديهم في أي مكان في العالم وإرسالها إلى ترامب فوريست، أو من خلال التبرع مباشرة لشريكهم، ومشاريع إعادة التشجير، ويكون التبرع من خلال التبرع من خلال موقع "Trump Forest"