الثعابين البرية

أكد الباحثون أن انجلترا هي موطن لأربعة أنواع من الثعابين البرية، وليست لثلاثة كما كان يعتقد سابقا، ووفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية تم تمييز ثعبان العشب المطوّق، والذي يعرف باسم "ناتريكس هلفيتيكا"، كنوع يختلف عن ثعبان العشب الشائع أو الشرقي، والمعروف باسم "ناتريكس ناتريكس".

ويمكن العثور على كل من هذه الثعابين في المناطق المنخفضة في جنوب إنجلترا، وعلى عكس أفعى فيبيرا بيروس، لا يعد الثعبانين سامين، كما أن الثعبان البريطاني الوحيد الآخر ذو الجسم الانسيابي (كورونيلا أوسترياكا)، هو أيضا غير سام ونادر للغاية، أما الثعابين العشبية، التي تنمو إلى أكثر من متر واحد (3 قدم)، فهي تعيش بالقرب من المياه، وتتغذى بشكل أساسي على البرمائيات مثل الضفادع والعلجوم والسمندل.

ويعد ثعبان العشب المطوق أكثر رمادية في اللون من ابن عمه ذا اللون الزيتوني الأخضر ويفتقر إلى أبرز ميزة موجودة في هذا الثعبان الأخضر، ألا وهي طوق أصفر لامع، وكان يعتقد بوجود نوع واحد فقط من ثعابين العشب، بالإضافة إلى عدد من الأنواع الفرعية التي تتنوع في المظهر.

وقال البروفيسور أوي فريتز من معهد سينكنبرغ للأبحاث في ألمانيا، الذي قاد الفريق الدولي من الباحثين: "لقد درسنا منطقتين تتواصل فيهما سلالات جينية مختلفة من ثعبان العشب، مضيفًا :"لقد اكتشفنا أن ثعبان العشب المطوّق، الذي كان يعتبر في السابق نوع فرعي، هو في الواقع نوع مميز"، متابعًا :"ينتشر ثعبان العشب المطوق على نطاق واسع في جميع أنحاء بريطانيا العظمى وسويسرا وإيطاليا وفرنسا، ويتواجد أيضا في الجزء الغربي من ألمانيا.

نظر العلماء إلى الهوية الوراثية لأكثر من 1600 ثعبان عشب، بما في ذلك العديد من العينات الموجودة في مجموعات المتحف، وتم دراسة ثعابين العشب في منطقتين اتصال، حيث توجد السلالات الوراثية المختلفة للحيوانات، وتمت دراستها بمزيد من التفصيل، ووجد العلماء أدلة على وجود حواجز التكاثر التي تشير إلى أن ثعبان العشب المطوق كان نوعا منفصلا،  وقال الباحثون إن الاكتشاف، الذي نشر في مجلة "التقارير العلمية"، قد يكون له آثار على حفظ الثعبان العشبي.

وفي المملكة المتحدة، يتم حماية ثعابين العشب بموجب قانون الحياة البرية والريف، الأمر الذي يجرم قتل تلك الحيوانات أو إلحاق الضرر بها، حيث أكد البروفيسور فريتز بقوله: "علينا الآن أن نولي اهتماما وثيقا لأي نوع من أنواع الثعابين العشبية الموجود في كل سلالة، لكي نتمكن من تقييم ما إذا كان أحدها قد يكون أكثر تهديدا مما كان يعتقد سابقا".