برلين - جورج كرم
اكتشف الباحثون حشرة غريبة لها مجموعة مميزات تشير إلى قدرتها على السفر في الطيران الدامس، حيث يعتقد أنها أول حشرة تسكن الكهوف وتطير في الظلام في العالم، ومن المعروف أن الخفافيش هي الحيوانات الوحيدة القادرة على التحليق في الظلام الدامس، واكتشفت الحشرة في كهف Lukina jama–Trojama"" الكرواتي على عمق نحو 1000 متر، ويعد هذا الكهف الرابع عشر من حيث العمق في العالم، وبين الباحثون أن الحشرة هي حيوان كهفي نموذجي بلونها الشاحب وعيونها الضئيلة وسيقانها الطويلة، إلا أن أجنحتها الطويلة تجعل حشرة ""Troglocladius hajdi فريدة من نوعها.
وبيّن باحثون من نوراي وألمانيا وكرواتيا في ورقة بحثية نشرت في مجلة Plos One"" أن هذا الاكتشاف يتحدى المعتقدات السابقة بأن الخفافيش هي فقط الحيوانات التي يمكنها الطيران في الظلام الدامس، وتنقسم المخلوقات التي تعيش في الكهف إلى ثلاث فئات هي "troglophiles" و "troglobionts" و trogloxenes""، ووجدت
فئة"trogloxenes" مصادفة في الكهوف حيث استخدمتها كمأوى وبقيت على مقربة من الضوء، إلا أن النوعان الآخران تكيفا مع الحياة تحت الأرض، ومن بين 21 ألف نوعا من الأنواع التي تعيش في الكهوف لم تتواجد أنواع معروفة طائرة من فئة troglobionts" " ، وتقضي هذه الأنواع حياتها بالكامل في الكهوف في حين أن فئة ""troglophiles مثل الخفافيش يمكنها أن تبقى على قيد الحياة في الخارج، ولم يشهد الباحثون حتى الآن هذه الحشرة أثناء الطيران لكنهم أوضحوا أن خصائصها الجسدية تدل على قدرتها على الطيران على الرغم من تصنيفها ضمن فئة "troglobiont".
وكتب الباحثون " يبدو أن الجمع بين العيون الضئيلة والأجنحة الكبيرة الواسعة صفات فريدة من نوعها بين أنواع troglobiont"" وربما تشير إلى أن هذه الأنواع يمكنها الطيران ببطء أو التحليق في الظلام الدامس في الكهف، وربما تعمل الأرجل الأمامية الطويلة كوسيلة استشعار في حال مدهم إلى الأمام أثناء الطيران وتساعدها ما حول العنق على الحفاظ على التوازن"، وبالنسبة لمعظم الحشرات التي تعيش في الكهوف فهي إما لديها أجنحة ضئيلة أو تفتقر إلى الأجنحة بالكلية.
واستخدم الباحثون شراك لزجة لجمع الحشرات واكتشفوا أن بعض الحشرات انتهى بها الحال في منتصف الأشرطة، ما يشير إلى أن هذه الحشرات تطير أحيانا على الأقل، ولا تدخل هذه الأنواع ضمن أي أنواع سبق وصفها، وبين الباحثون أن هذه الحشرة المكتشفة ربما تكون عزرية التوالد حيث يتم التكاثر جنسيا دون الحاجة إلى الإخصاب، وعادة ما تعيش هذه الأنواع في بيئات قاسية يصعب فيها التزاوج، وفحص الباحثون في البعثة الإناث من هذه الحشرات فقط، وعثر عليها عميقا داخل الكهف في مكان معزول للغاية، ويقول الباحثون إن هناك فرصة ضئيلة للغاية في استطاعتهم التواصل في الحياة الخارجية، وعلى الرغم من الحاجة للقيام بالعديد من الأبحاث لمراقبة سلوك هذه المخلوقات إلا أن النتائج تدعم الرأي القائل بأن الكهوف هي موطن للتنوع البيولوجي لأنواع تعيش تحت الأرض.