غزة – علياء بدر
لا تزال سوسة النخيل الحمراء تغزو أشجار النخيل في قطاع غزة لاسيما في المنطقة الجنوبية، وتتسبب بإتلاف الأشجار وقوع خسائر باهظة على المزارعين.
وحذر مزارعون من المحافظة الوسطى من الآثار التدميرية لانتشار هذه السوسة، وأفادوا أنَّ السوسة منتشرة بشكل كبير في مزارعهم وأنها استطاعت القضاء على عدد كبير من أشجار النخيل في ظل تقاعس المسؤولين والمؤسسات التي لها علاقة بزراعة النخيل في منع تفاقم هذا المرض القاتل.
وطالب المزارعون بأن تقوم هذه الجهات بدورها الفعال لاسيما وأنَّ بعضًا من المؤسسات الزراعية تتلقى دعمًا كبيرًا للقضاء على هذا المرض والحد منه كما في السنوات الماضية.
وتعرف هذه الحشرة عالميًا بخطرها الشديد, وكانت ظهرت في أعوام سابقة في قطاع غزة، لاسيما وأنَّها تعيش جميع أطوارها متجمعة داخل جذع النخلة الواحدة، إذ يمكن لخمسين أو أكثر من أطوارها المختلفة العيش معًا، وتبلغ عدد أجيالها في العام بحوالي 3 أجيال ويمكن حدوث تداخل لهذه الأجيال.
واتخذت وزارة الزراعة وبعض المؤسسات التي لها علاقة بالنخيل في الأعوام السابقة دور كبير في التصدي لهذه السوسة ومنع تفاقمها وإعطاء إرشادات ونصائح وعقد دورات توعوية للمزارعين لكيفية التعامل مع المرض والوقاية منهم كذلك القيام بعملية رش والقضاء على الشجيرات المصابة من خلال قطعها ودفنها ومن ثم حرقها.
يذكر أن أخطر أطوار هذه الحشرة هو طور اليرقة، لاسيما وأنه أكثر الفترات انتشارًا حيث تقوم اليرقة وبشراهة بالتغذية على قلب النخلة دون ظهور أي أعراض إصابة في البداية، إلا بعد ظهور بعض الإفرازات السوداء على الجذع وخروج بعض الألياف المتآكلة بجوار النخلة وهذا ما يميز هذه الحشرة بخطورتها.
ويوجد في قطاع غزة نحو 6500 دونم مزروعة بالنخيل، ويبلغ عدد أشجار النخيل فيها أكثر من 120 ألف نخلة، فيما يبلغ إنتاجها من البلح نحو 7500 طن، بينما لا تنتج أي نوع من التمور حسب مصادر وإحصاءات عام 2010.
وأقر مدير وقاية النبات في وزارة الزراعة في غزة، المهندس وائل ثابت، بخطورة المرض المنتشر للنخيل في محافظات غزة والصعوبات التي تواجه الوزارة في عملية المكافحة وعدم انتشار المرض ومحاولة التخفيف منه والسيطرة عليه مؤكدا أنه بدون تضافر وتكامل كل الجهود لا يمكن السيطرة على مرض سوسة النخيل المنتشرة.
وأضاف ثابت أنَّ الوزارة التي تعاني من نقص الإمكانات المادية والحصار والإغلاق وعدم تسلم الموظفين لرواتبهم وعدم قيام حكومة الوفاق بدورها الطبيعي إلا أنها تقوم بواجبها بالقدر المطلوب والمتاح، مشيرًا إلى أنَّ مرض سوسة النخيل ظهر في أواخر 20011 وقامت الوزارة بعملية المكافحة على أكمل وجه من خلال زيارة المناطق الموبوءة وتقديم العلاجات للأشجار المصابة والتخلص من الأشجار المريضة بإزالتها ومن ثم حرقها وكذلك تقديم الدعم للمزارعين من خلال التوعية والتثقيف.
وأشار ثابت إلى أنَّ الوزارة وحتى تشرك الجميع شكلت 70 لجنة متخصصة دعمتها بالأجهزة والمعدات ومواد الحقن وهذه اللجان منتشرة في جميع المحافظات وتنفذ عملية المكافحة بعد تلقيها أيَّة شكوى من أي مزارع بشرط دفع أجرة العمال وهم ما زالوا يعملون بالبرنامج، داعيًا أي مزارع لديه إصابات في حقله التوجه لمديرية الزراعة كلا في منطقة سكناه وذلك حتى يتم توجيهه لهذه اللجان لتقوم بعملها على أكمل وجه ومساعدة المزارعين بمبالغ بسيطة كأجرة للعمال والدواء.
وأضاف ثابت أن الوزارة ونظرا لتفاقم وانتشار المرض نصبت مصائد في جميع المناطق لاسيما في المناطق الحدودية مع مصر لصيد الحشرات، مشيرًا إلى أنَّ عددها تجاوز 700 مصيدة وأن الوزارة لديها النية بعد الموافقة على مشروع من الجهات الداعمة بنصب 1000 مصيدة جديدة.
وأكد أنَّه في الشهر الماضي تمكنت المصائد من صيد أكثر من 18 ألف حشرة، موضحًا أنَّ تفاقم المرض وسرعة انتشاره يعود لعدم مكافحته بالصورة المطلوبة من الأخوة المصريين في منطقة سيناء والعريش منبع المرض.
وأثني ثابت على دور منظمة" الفاو" والصليب الأحمر وبعض المؤسسات التي لها علاقة بالنخيل التي تتعاون مع الوزارة للحد من انتشار مرض سوسة النخيل والعمل على تطويق المرض ومساعدة المزارعين، مضيفًا أنَّ الوزارة تمكنت في السنوات الماضية ومنذ بداية ظهور المرض من فحص 43 ألف نخلة وعلاج 6000 وإزالة وحرق ألف نخلة مصابة على مستوى المحافظات.
وأضاف أنه لا يمكن القضاء على المرض بصورة كاملة ولكن يمكن الحد منه ومحاصرته بشرط أن يكون دور متكامل من الجميع، مدللًا بالتجربة السعودية الإماراتية بالرغم من توفر الإمكانات المادية إلا أنَّها لم يتمكنا من السيطرة بشكل كامل على المرض.
وأكد أنَّ الوزارة تؤدي دورها الإرشادي والتثقيفي للمزارعين، معترفًا أنَّ العائد الاقتصادي للنخيل لا يفي بتكاليف خدمته من تكريم وتلقيح وتسميد.