غزة _ عبد القادر محمود
وقع رئيس سلطة المياه الفلسطينية المهندس مازن غنيم ونائب ممثل الاتحاد الأوروبي ديفيد جير، الاتفاقية الخاصة بمشروع إنشاء شبكات تجميع مياه الصرف الصحي ومحطة معالجة في تياسير- طوباس، بحضور رئيس الوزراء رامي الحمد الله ومحافظ طوباس اللواء ربيح الخندقجي، ضمن المشاريع التطويرية التي تسعى سلطة المياه إلى تنفيذها لحل المشاكل المائية والبيئية في المحافظات الفلسطينية المختلفة.
واستعرض رئيس الوزراء في بداية حديثه ما يمعن به الاحتلال الإسرائيلي من أعمال تنكيل وقتل واعتداءات مستمرة على الشعب الفلسطيني الصامد في أرضه والمدافع عن حقه، حيث الاعتداءات التي تتزامن مع استمرار التوسع الاستيطاني وعربدته المتزايدة على الأرض، وتقطيع أوصال المدينة المقدسة والتضييق على ساكنيها وتهديد مقدساتها ومحاولاتهم المستمرة لفرض سياسة التهجير والاقتلاع، مما يستدعي ضرورة التحرك الفوري لإيجاد نظام حماية دولية.
وأكد الحمدالله أن "ردنا العملي على ما يقوم به الاحتلال من انتهاكات هو العمل الدؤوب لتعزيز صمود أبناء شعبنا وتنفيذ مشاريع حيوية والذي يأتي اليوم انطلاق العمل بمشروع تياسير طوباس ليدعم أهالينا في المحافظة بصفته مشروعا استراتيجيا يخدم 50,000 نسمة، فالحكومة الفلسطينية تسعى جاهدة ووفق الإمكانيات المتوفرة إلى تحسين الوضع من خلال إقامة مشاريع تنموية تهم المواطن الفلسطيني في مختلف محافظات الوطن".
وأضاف :"اليوم نحن بصدد معالجة مشكلة مياه الصرف الصحي في محافظة طوباس التي تعاني من تفاقم المشاكل البيئية والصحية نتيجة لتزايد عدد الحفر الامتصاصية وتسرب المياه العادمة إلى الأراضي الزراعية وتأثيرها السلبي على المياه الجوفية لذا فقد كثفت الحكومة جهودها للحصول على التمويل اللازم لإقامة شبكات تجميع في المرحلة الأولى في مناطق تياسير – عقابا – طوباس، مع إقامة محطة معالجة في تياسير تستطيع استيعاب ومعالجة المياه العادمة من الشبكات، كما سنعمل مع شركائنا من الدول المانحة لاستكمال العمل بالمراحل الأخرى من المشروع لتشمل طمون، جنوب طوباس، ومنطقة وادي الفارعة والمناطق المجاورة".
وأوضح رئيس سلطة المياه، أن محافظات الضفة الغربية تعاني من مشاكل نقص في شبكات ومحطات المعالجة نتيجة منع الاحتلال الإسرائيلي لتنمية وتطوير البنية التحتية وعرقلة المشاريع التطويرية، وأضاف :" على الرغم من ذلك فإننا نعمل على تحسين البنية التحتية في جميع المناطق من اجل إيصال الخدمة للمواطن الفلسطيني وذلك بتضافر الجهود من مختلف الشركاء".
وبين غنيم أن فكرة المشروع بدأت في العام 2009-2010 من خلال تمويل مؤسسة أدور جارون الفرنسية بإعداد دراسة أولية عن جدوى إنشاء محطات معالجة لمياه الصرف الصحي في منطقتي شرقي نابلس ومنطقة محافظة نابلس والتي كانت نتيجتها إنشاء محطة نابلس الشرقية حيث جاري العمل على تنفيذها، إنشاء محطة شرقي تياسير بالإضافة إلى إنشاء محطة ضمن حوض وادي الفارعة .
وأشار إلى أنَّ "مكونات المشروع الأساسية هي شبكات تجميع لمياه الصرف الصحي في كل التجمعات السكنية لمدينة طوباس الجزء الشمالي ولمدينة عقابا وقرية تياسير، والمجموع الكلي للأطوال هو حوالي 50 كم وبأقطار ما بين 200 ملم – 450 ملم، ومحطة معالجة لمياه الصرف الصحي بقدرة متوسطة حوالي 4300 م3 يوميا، وبجودة عالية تصنف A للاستخدام الزراعي، نظام توزيع للمياه المعالجة من مضخات وخزانات وشبكة توزيع، مثمنا جهود الأطراف كافة على دعمها لهذا المشروع".
من جهته، أكد محافظ طوباس حاجة المحافظة لتنفيذ هذا المشروع الذي سيساهم في حل مشكلة زراعية وبيئية وصحية ويخدم صمود أهالي طوباس ويعزز العمل الزراعي من خلال تأمين كميات مياه للزراعة من خلال إقامة هذه المحطة، متمنيا أن تتضافر الجهود لإيجاد التمويل اللازم من أجل المرحلة الثانية من المشروع لتشمل المنطقة الجنوبية، وبالتالي التقليل من التلوث البيئي، مؤكدا أن المحافظة حظيت بتنفيذ مشاريع حيوية مولت من قبل الحكومة الفرنسية، مثمناً دورها واهتمامها في إقامة مشاريع حيوية هامة.
وصرَّح نائب ممثل الاتحاد الأوروبي ديفيد حير بأنَّ "المياه حق أساسي من حقوق الإنسان ولكن لسوء الحظ فان الفلسطيني يحصل على الحد الأدنى من مستويات المياه للفرد لذلك وسعيا لتحسين الوضع في المنطقة فقد صنف الاتحاد الأوروبي قضية المياه والصرف الصحي كقطاع ذو أولوية خاصة في إطار المساعدات المالية الإجمالية إلى الشعب الفلسطيني".
وتم في نهاية حفل إطلاق مشروع تياسير طوباس تقديم عرض مفصل اشتمل على الدراسات التي تم القيام بها من قبل فريق مختص لاتخاذ كافة الإجراءات المتعلقة بالمشروع من مكان إقامته والتجهيزات والية العمل به والمعيقات التي قد تواجه العمل بالمشروع والدراسات التي تم البناء عليها وتم الاتفاق على العمل بالمشروع.