لندن - ماريا طبراني
كشفت دراسة حول استخدام تقنية جديدة لرسم الخرائط الفضائية، عن أن الغابات التي تأوي النمور ما تزال كبيرة بما فيه الكفاية لمضاعفة أعداد هذه الحيوانات البرية في السنوات الست المقبلة، ويتحقق هذا الهدف المتفق عليه دوليا فقط، اذا لم يزحف المزيد من السكان الى الغابات في جميع أنحاء آسيا، وخصوصا تلك التي تأوي مجموعات النمور المحمية. وتعتبر النمور من القطط الكبيرة المهددة بالانقراض، فلايزال منها فقط 3200 في الغابات والمستنقعات في 13 دولة اسيوية. وقد أدى قطع الأشجار والتوسع الزراعي وتطور البنى التحتية والصيد المشروع غير المشروع، واستخدام هذه الحيوانات وجلودها في الطب الشعبي الأسيوي الى تناقص عددها.
ووصل انخفاض عدد النمور في عام 2010 الى درجة استدعت عقد قمة بيئية دولية في روسيا قررت ان النمور التي دعيت "تي أكس 2 " يجب ان تتضاعف في العالم بحلول عام 2022، ومنذ هذا الاتفاق أشارت نيبال والهند عن زيادة عدد النور، ويبدو أن ارقامها ترتفع أيضا في روسيا، وهناك أدلة تشير الى أن النمور تستقر وتتكاثر في شمال شرق الصين، وستستضيف الهند في وقت لاحق من نيسان/أبريل مؤتمرا وزاريا يضم عدة دول لمناقشة التقدم الذي أحرز في هذا المجال.
وأظهر التحليل الجديد من خلال منظمة "أنوب جوشي" في جامعة "ماينيسوتا" في سانت بول في الولايات المتحدة الأميركية، أنه وبالرغم من الانخفاض الكبير في عدد النمور في عامي 2001 و 2014 فانه ما يزال الوقت والمساحة كافية في البرية لمضاعفة عددها. واستخدم الباحثون محرك "غوغل" للأرض وعالجوا كميات ضخمة من الصور ذات الدقة العالية الى جانب صور الأقمار الصناعية وبيانات جمعتها منظمة "غلوبال فروست ووتش" على مدى 14 عاما الماضية حول الغابات، واستطاعت أن تحسب التغيرات في حياة النمور في تفاصيل متناهية في الصغر والمساحة تصل الى 30 مترا وعلى نطاق 76 غابة طبيعية.
وأشارت جوشي في وقت سابق الى أن موانع مراقبة النمور في الوقت السابق كانت تكمن في محدودية الوصول والخبرات في مجال تكنولوجيا الأقمار الصناعية، ولكن باستخدام التكنولوجيا الجديدة استطاع المعنيون أن يدرسوا البيئة ويقارنوا الفقدان ويتوقعوا أي خسائر مستقبلية. وجاء في بيان المنظمة " حددت الدول التي تعيش فيها النمور الأدوات اللازمة لتلبية هدفها بمضاعفة أعداد النمور، ولقد قمنا نحن بتطوير اداة تمكن أي شخص في هذه البلدان وبدون الحاجة للخبرة باستخدامها لمراقبة الغابات سنويا لتقديم معلومات مباشرة من خلال شبكة الانترنت مما يجعل الناس أكثر عرضة للمساءلة."
ووجد الباحثون أن الغابات في منطقة الدراسة خسرت 7.7% من حجمها بين عامي 2001 و 2014 وهو أقل بكثير مما كان متوقعا، ووجدوا أن الدول التي تعيش فيها النمور تعتبر من أسرع الاقتصادات نموا في العالم ولديها استثمارات في مشاريع البنية التحتية بمقدار 750 مليار دولار على مدى العقد المقبل، وخلص أيضا ان هذه الدول تتعاون بشكل كبير في منع المزيد من الخسارة في المستقبل، مما يشير الى انتعاش في أعداد النمور في بعض الدول، ليصل الى الضعف في عام 2022.
وتعتبر زيادة أعداد النمور في 29 منطقة طبيعية هي الأهم نظرا لأن 10 منها فقدت أكثر من 98% من أعداد النمور فيها، وكانت أكبر الخاسرات ماليزيا وسومطرة مع خسائر كبير في مناطق توسع النخيل، وخسرت الشهول الكمبودية والتي تحتوي خمس غابات مدارية جافة الكثير من أعداد النمور فيها نظرا لأنها تأوي أكثر من 170 نمر. وتابع التقرير " هناك ثلاثة اشياء مهمة للمحافظة على النمور هي في عدم زحف السكان و مكافحة الصيد والحفاظ على فرائسها، ونحن نريد لهذه الدراسة ان تشجع الناس على مضاعفة أعداد النمور واقناعهم بأن الأمر قابل للتحقيق."
وأوضحت ربيكا مايو من برنامج حماية النمور في بريطانيا " هذا العام هو منتصف الطريق الحاسم لحماية نمور "تي أكس 2" ونحن نعمل أن أعدادها ستتزايد في هذه البلدان ويلزمنا من أجل ذلك مساعدة الحكومات والمنظمات البيئية والمجتمعات المحلية، ولديها طريق طويل لنقطعه، فما زالت النمور مهددة بشكل خطير بسبب الصيد الجائر وزحف السكان."