استدلال الطيور المحلقة بالشمس والنجوم في تنقلها

استطاع العلماء في روسيا أخيرًا أن ينفوا النظرية التي تدّعي أن الطيور تستدل بالشمس والنجوم في تنقلها ومعرفة الاتجاهات، وأثبتوا أن الطيور تعتمد على البوصلات المغناطيسية أثناء الطيران لمسافات طويلة، وعن طريق استخدام المغناطيس أبعد مجموعة من الباحثين الطيور الأوروبية الآسيوية عمدًا عن مسارها، لإظهار أنها تعتمد على الإشارات المغناطيسية الأرضية لتوجيههم في الاتجاه الصحيح.

 وتم إمساك الطيور في رايباشي في روسيا من خلال التجربة، أثناء هجرة الربيع الخاصة بهم، ولاختبار دور الحقول المغناطيسية، وضع ديمتري كيشكينيف من جامعة كوين في بلفاست ونيكيتا تشيرنستوف الطيور في الهواء الطلق في أقفاص من الخشب والقماش، إذ كان لديهم رؤية واضحة للسماء والمنطقة المحيطة بهم.
ولاحظوا أن الطيور تحدد الشمال الشرقي بشكل طبيعي، والذي يطابق الاتجاه الذي اعتادوا الهجرة إليه خلال العشر سنوات السابقة، وبعد ذلك خلقوا مجالًا مغناطيسيًا مطابق للذي وجدوه في مدينة زفينيغورود بالقرب من موسكو.

 ويسمح هذا النظام لهم بالتلاعب بالحقل المغناطيسي للأرض دون حجب قدرة الطيور على التقاط الإشارات الأخرى، بما في ذلك الشمس والنجوم، والمعالم، والروائح، والتي يعتقد أيضًا أنها تساعد الطيور أن تجد طريقها عبر مسافات شاسعة، وخلال أيام عديدة من احتجاز الطيور في نظام الحقل المغناطيسي، تم توجيههم إلى الاعتقاد بأنهم في مدينة زفينيغورود والتي تبعد 1000 كم عن مكانهم، حيث عدلت الطيور توجهها وكأنهم انتقلوا جسديًا إلى المكان المنشود، أي إلى الشمال الغربي.
 

وقال دكتور كيشكينوف: "إن الجزء المذهل في اكتشافنا، هو أن نفس الطيور التي تجلس على نفس البقعة من ساحل بحر البلطيق، حوّلت اتجاهها من وضعها الطبيعي المهاجر من الشمال الشرقي إلى الشمال الغربي، بعد أن سيطرنا على نقاط التوجيه لديها، وتشير النتائج إلى أن الطيور المغردة تتبع التغيرات في الحقول المغناطيسية الأرضية في أثناء سفرها، وأثناء الهجرة في الخريف.
 ويعتقد الباحثون أن دراستهم التي نشرت في مجلة علم الأحياء الخليوي، توفر أقوى دليل حتى الآن أن بعض الطيور تعتمد على الخريطة المغناطيسية الأرضية للملاحة لمسافات طويلة، كما يفعل أيضًا الكركند الشائك والسلاحف البحرية، وعلى الرغم من أن فكرة التنقل المغناطيسي للطيور تم اقتراحها أول مرة في القرن 19، إلا أنه كان هناك تحديًا لإثباتها.