الخليل - عثمان أبو الحلاوة
منذ أن بدء موسم الشتاء الحالي وأبناء الشعب الفلسطيني كافة كانوا ينتظرون أي معلومة عن كتلة قطبية أملاً منهم برؤية الثلوج المتراكمة على جبال الوطن، إلا أنّ التوقعات الجوية للمنخفضين الأخيرين خيبت آمال الكثير من المواطنين، حينما أخطأ المتنبؤون في معرفة حقيقة الخرائط الجوية. وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية بآلاف التعليقات والتغريدات، حينما فشل الراصدون بتوقع المنخفضين الأخيرين، حيث تنبئ الراصدون بالعاصفة الأولى بالموسم الحالي بثلوج تصل إلى أكثر من نصف متر تراكم منها 10 سم فقط، وتوقعوا في العاصفة الثانية تراكم الثلوج لـ25 سم في محافظات شمال الضفة ولم يتراكم أي شيء.
وبعد أنّ أخطئ المتنبؤون في توقعاتهم كانت المبررات علمية ومنطقية؛ بسبب الرياح الجنوبية التي دفعت المنخفض نحو مناطق لبنان وسوريا، إلا أنّ المواطنين لم يرحموا الراصدين وكتبوا عنهم ما جال في خاطرهم في حينها من تعليقات ساخرة وكوميدية وأخرى شتمت كل من تحدث بالحالة الجوية.
وفي ذات السياق، أوضح نائب مفتي محافظة الخليل الشيخ يسري عيدة لـ"فلسطين اليوم" بأنّ بعض التعليقات تخرج كاتبها عن الملة الإسلامية، حيث أنّ من لعن الحالة الجوية والثلوج وكره وصولها وما إلى ذلك يكون قد كفر بنعمة من نعم الله وهذا لا يجوز.
وأضاف أنّ المواطنين وللأسف وقعوا في كثير من الأخطاء، فالمتنبؤون يعلنون توقعاتهم بناءًا على علم الأرصاد وهم أهل لذلك، ولكن كل ما يحدث في الحالة الجوية هو مقدّر من الله عز وجل.
من جانبه، أكد المتنبئ الجوي في طقس فلسطين داوود الطروة، في حديث مع "فلسطين اليوم"، أنّ كل مواقع الأرصاد الجوية تنقل الصورة بمعطياتها وقراءاتها، وهنالك تفاوت يحصل أحيانًا في قراءة الخرائط الجوية من تحديث إلى تحديث، وحينما نصدر أي توقع هو يكون توقع، ونختم حديثنا دومًا بأنّ الله تعالى أعلى وأعلم.
وعبّر الطروة، عن شعور سيء أصابه حينما علّق الكثير من مرتادي "فيسبوك" على الخطاً الذي وقعت بها الأرصاد الجوية في توقعات المنخفض الماضي والذي سبقه، ذلك أن التوقعات كافة التي أعلنت على مدار السنوات الماضية كانت دقيقة 100% ولم نخطئ بها ورغم ذلك لم نتلقى كلمة شكر من الناس.
ودعا الطروة، المواطنين إلى ضرورة التحلي بالصبر والأخلاق الإسلامية وعدم تهويل الأمور والحديث المبالغ فيه حول الحالة الجوية، ذلك لأنّ العاصفة ستأتي إلى المنطقة وسينتج عنها تراكم الثلوج ثم تستمر في مسيرها وتنتهي.
وعن حقيقة العاصفة الثلجية التي تضرب الأراضي الفلسطينية، أشار أنّ هذه العاصفة قوة وبها تشابه مع العاصفة الثلجية التي ضربت البلاد العام الماضي، ومن المتوقع أنّ ينتج عنها تساقط للثلوج المتراكمة على الجبال الفلسطينية التي يزيد ارتفاعها عن 450 متر عن سطح البحر، في حين سيكون التراكم لأكثر من نصف متر على الأقل بالنسبة للجبال العالية.
وأضاف أنّ العاصفة سيستمر تأثيرها على البلاد لحوالي أربع أو خمس أيام متتالية، منها ثلاث أيام يتخللها تساقط متواصل للثلوج على جبال فلسطين، حيث أنّ العاصفة ستؤثر على المحافظات الفلسطينية كافة بمشيئة الله.