المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل

افتتحت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل معرضًا كبيرًا في برلين يضم نحو 100 من الأعمال الفنية التي تم الاستعانة بها من نصب ياد فاشيم التذكاري في "إسرائيل"، في الوقت الذي تعهدت فيه بالتصدي للمخاوف المتصاعدة من معاداة السامية في ألمانيـا كنتيجة للتدفق القياسي للاجئين.

وأجرى هذه الأعمال الفنية التي تم الانتهاء منها في السر 50 فنانًا في الفترة ما بين عامي 1939 و1945 أثناء اعتقالهم داخل المعسكرات والأحياء اليهودية، في حين لم ينجو 24 منهم خلال الحرب العالمية الثانية.

وصورت اللوحات والرسومات المعروضة داخل المتحف التاريخي الألماني المعاناة والكدح والتطرف الذي عانى منه المعتقلون، إلا أن ثلث هذه الأعمال تكشف عن محاولات للهرب من محنتهم مع تخيلاتهم من خلال ورقة تقدر ذكرياتهم وأحلامهم في الحرية وراء الأسلاك الشائكة.

وتتطلع ميركل الأربعاء إلى إحياء الذكري 71 لتحرير معسكر أوشفيتز، مؤكدة بأن مثل هذه المعارض تمثل أداة حاسمة لتعليم الأجيال الشابة. كما أشارت إلى أن تدفق اللاجئين إلى ألمانيا والذين قدرت أعدادهم بنحو 1,1 مليون طالب للجوء في عام 2015 العديد منهم واصل من الشرق الأوسط جعل من الضروري تناول دروس عن المحرقة عن طريق جلب هذه اللوحات من "إسرائيل" والتي لم يتم الكشف عنها إلا بعد الحرب.

ونوهت ميركل في وقت لاحق خلال افتتاحها للمعرض بأن اللوحات تم إرسالها إلى برلين في شحنتين من أجل ضمان وصولهم دون تضرر في حال حدث شيء ما. ومن المقرر بأن تشارك الفنانة الوحيدة الناجية نيلي تول في افتتاح المعرض والتي سافرت إلى برلين قادمة من الولايات المتحدة الأميركية.

وذكرت نيلي تول بأنها كانت في السادسة من العمر حينما قامت بهذا العمل الفني وقت أن كانت تختبئ برفقة والدتها داخل غرفة صغيرة في منزل عائلة مسيحية في بولندا النازية المحتلة وقتها عام 1943. وأضافت بأن رسم اللوحتين كان من أجل الهروب من الشعور بالوحدة والملل والخوف في المبني الملحق الصغير.

يُذكر أن الجانب الأكبر من الأعمال داخل المعرض يتناول شهادات صارخة للمعاملة الوحشية على أيدي رجال قوات الأمن فضلًا عن إبراز واقعة إعدام لأحد الأشخاص أطلق النار على الحرس. وكان الفنانين وقتها على درجة كبيرة من الوعي وتمسكوا بأمل بقاء هذه الأعمال للأجيال التي ستأتي من بعدهم.