واشنطن ـ رولا عيسى
التقطت جيسيكا فولفورد دوبسون صورة لطفلة تلعب وضعت خوذة حمراء ضخمة على رأسها، وصدمات للركبة وارتدت الكثير من السراويل الهندية، ونظرت الفتاة الصغيرة إلى الكاميرا خلال وقوفها على لوح تزلج استعدادًا للانطلاق إلى أسفل منحدر في إحدى مدارس كابول في أفغانستان.
والصورة ضمن سلسلة بعنوان "تزحلق بنات كابول"، عرضت في معرض "ساتشي" هذا الأسبوع. وتوجهت المصورة جيسيكا فولفورد دوبسون إلى أفغانستان مرتين عامي 2013 و2014، لالتقاط صور لمشروع أقيم في ضواحي كابول لإعطاء الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين خمسة و 16 عامًا ألواح تزلج في البلد التي لا تسمح لهن بركوب الدراجات الهوائية.
وتعمل منظمة "سكاتيستان" في كابول منذ عام 2007، ودفعت بالمتزلج الأسترالي أوليفر بيروفيتش لتدريب الطلاب والطالبات، كما سعت إلى خلق فرص لتمكين الفتيات والشباب من التعليم.
ويعمل المشروع مع حوالي 400 طالب وطالبة في الأسبوع الواحد.
وأوضحت دوبسون "أول ما يتبادر إلى الذهن هو علاقة البلد المحافظ جدا بالفتيات المتزلجات وهو أمر غير متوقع". وأضافت "لم يكن الأمر سهلا، كانوا في حرص شديد إذ لا يسمح لأي شخص من خارج المشروع بالدخول.
ولكن فور أن أدركوا أنني فنانة أكثر مني صحافية، سمحوا لي ".
يبلغ عدد المشاركات في المشروع 300 فتاة ويحضرن التدريب ثلاثة أيام في الأسبوع، ويتم التدريب على التزلج في فترة ما بعد الظهر كمكافأة على الدراسة.
وبيّنت المصورة "كنت أرى الفتيات عصبيات جدا وخجولات في البداية، وبعد ذلك يذهبن إلى أسفل المنحدر ثم ينتابهن الشعور بأنهن يرغبن في أن يكون هذا الأمر مصدر فخر لهن".
ولفتت إلى أنها كانت تتابع المشروع لترصد ضحايا الرجال والحرب والقمع الديني، وتابعت "كانت هناك صورة قوية لفتاة تتزلج ومعها المزلاج والتي فازت بالمركز الثاني في جائزة صورة تايلور ويسنج المرموقة، والتي تم عرضها في معرض صورة وطنية العام الماضي".
واختتمت قولها "ما أحاول القيام به هو إعداد صورة عن أفغانستان يمكنها أن تلقي بعض الضوء على البشر في هذا البلد. وهناك تحد في إظهار الفتيات الأفغانيات في مظهر حر بسبب هذه البيئة المغلقة".