ليدي جارد

"لا توجد مهن تقتصر على الرجال ومهن أخرى للسيدات"، هذا الشعار التي رفعته العديد من السيدات والفتيات اللاتي تحدين المجتمع وتحدين أنفسهن من أجل أثبات أنهن قادرات على العمل كالرجال بكل قوة وصلابة، فمن ضمن المهن التي أخذتها المرأة منذ زمن وليست وليدة العصر هي أن تكون أول مأذونة شرعية وأول سائقة تاكسي وأول سباكة في مصر وأول " ديلفري جيرل" أو " طيارة " وأول " سمسارة عقارات " وأول " ليدي جارد " أو " حارسه " .

وأوضحت  أول سائقة تاكسي في مصر، " أم وليد " أنها عملت في هذه المهنة بعد وفاة زوجها عام 1980، وبدأت العمل "على سيارة تاكسي خاصة أنني لم أكمل تعليمي وكنت أريد أن أنفق على أولادي ، وحتى الآن أعمل سائقة تاكسي لمدة 36 عاما والحمد لله سعيدة جدا بهذه المهنة وفخورة جدا لأنني علمت أبنائي وجهزتهم وتزوجوا وأنجبوا" .

وعن الصعوبات التي واجهتها قالت : بالطبع واجهت العديد من الصعوبات ففي الماضي كانوا لم يتقبلوا فكرة أن تكون هناك سائقة للتاكسي وتعرضت للعديد من المضايقات والمعاكسات ولكنني تصديت لها بكل قوة وحزم ، وأنا أحب مهنتي جدا وأعمل طوال اليوم ولا أخاف شيئا ولا أحد سوى الله وهو يقف بجواري دائما ويساندني .

وكشفت أول مأونة شرعية في مصرالأستاذة " أمل سليمان عفيفي" أسباب إختيارها لمهنة " مأذونة "، قائلة: " أنا بدأت عمل منذ عام 2008 وتقدمت للمحكمة لوظيفة " المأذون الشرعي " عام 2007 لأن المأذون الشرعي في المنطقة التي أعيش بها " حي القنايات بمحافظة الشرقية" كان قد توفى ، وبالفعل حصلت على إذن من المحكمة وقد صدق وزير العدل المصري في 4 سبتمبر عام 2008 على قرار محكمة الأسرة لبدء العمل كمأذونة شرعية  وقد عقدت أول زواج شرعي السبت 25 أكتوبر عام 2008".

وأكدت عفيفي أن زوجها لم يعارض الأمر والعمل في هذه المهنة، وأضافت : "على العكس تماما فهو الذي شجعني خاصة بعد وفاة عمه المأذون الشرعي لمدينة القنايات وكنت أنا مترددة حتى سألت رجال دين وقانون ووجدت أنه لا يوجد ما يمنع من أن تكون المرأة مأذون شرعي فقدمت أوراقي للمحكمة .

أما بالنسبة للصعوبات التي واجهتها قالت : واجهت ما يشبه الحرب منذ اللحظة الأولى لتقديم أوراقى بمحكمة الأسرة بالزقازيق، فعندما ذهبت للتقديم فوجئت برئيس القلم الشرعى بالمحكمة والمنوط به تسلم الأوراق يخبط على المكتب بيده، وقال لى "أنتى كدا بتخالفي الشرع" فطلبت منه أن يهدأ ويسأل القاضى الشرعي "رئيس محكمة الأسرة" الذى عقد لجنة من قضاة غيره وقرر قبول ورقى كخطوة أولى في التقديم، وتنافست مع 11 من الرجال على هذا الموقع حتى حصلت عليه وقد صدق وزير العدل المصرى "ممدوح مرعى" في 4 سبتمبر 2008 على قرار محكمة الأسرة الصادر بتعيينى في هذا المنصب،  والحق يقال إن الأخلاق الريفية لم تعرضني إلى أى كلام محرج من أهالى مدينة القنايات أثناء سيرى بالرغم من أني كنت حديث القهاوى بالمدينة منذ إعلان ترشيحى، لكني لم أسمع أي كلمة تؤذينى معنويا ونفسيا" .

 

وكشفت عفيفي  أن المرأة لديها القدرة أكثر على استيعاب المواقف المفاجئة، "وعلى سبيل المثال أثناء عقدي قران لإحدى الفتيات الريفيات والتى تجاوز عمرها الثامنة عشرة بقليل سألتها توكلين من؟ فنظرت إلى نظرة فهمت منها أنها ترفض العريس فأخذتها في حجرة مجاورة وسألتها لماذا ترفضينه: قالت " أنا مش عايزة العريس ده، ولأنى كنت خايفة من أبويا فقلت موافقة" وبدون أن أجرح شعور العريس قلت له إن العروسة حالتها النفسية سيئة وتعاني من دوار ولا أستطيع أن آخذ الإجابة منها شرعا وهي في هذه الحالة، لأنها لا يمكنها أن تعبر عن إرادتها بشكل شرعي، وتم تأجيل عقد القران بناء على رغبة العروس دون حدوث أى مشاكل، أما في حالة إذا كان المأذون رجلا في هذه الحالة أعتقد أنه كان سيقوم بعقد القران في الحال بدون أن يعرف ما تكنه العروس تجاه عريسها من مشاعر بالرفض".

وعن أصعب الحالات التي مرت عليها تقول المأذونة أمل : أصعب حالة مرت علىّ منذ بداية عملي، كانت حالة طلاق لرجل وسيدة دفعتهما ظروفهما الأسرية الصعبة للانفصال بسبب عدم قدرتهما على زواج ابنتهما، حيث إن الزوج كان عاملا باليومية والزوجة كانت تحبه جدا ولكن كان لديها 3 بنات سوف يتزوج أثنين منهما على فترات متقاربه، ففضلت الزوجة أن تنفصل عن زوجها بشكل شرعى، لكي تحصل على معاش والدها المتوفى حيث كان المعاش كبيرا، وبكيت أثناء تحرير العقد لهما ولكني احترمتهما لعدم تحايلهما على القانون مثل البعض الذى ينفصل رسميا ويتزوج عرفيا، وبعد فترة تابعت الحالة، تبين أن الزوج يقيم بمنزل والزوجة بمنزل ولكنها تبعث له الطعام مع ابنتهما الصغرى.

 

 

 

 

وكشفت ولاء أن الزواج لا يعنيها بالقدر الذي يعنيها الرجوع الي التعليم من جديد، وتضيف : "أنا جربت تجربتين أرتباط وخطوبة وفشلت بسبب أنهما كانوا يريدون مني التخلي عن عملي وأنا لا يمكن أن أستطيع أن أفعل ذلك لأن عملي هو حياتي".

 

وتبقى مهنة السمسار مرتبطة في أذهان الجميع بكونها مهنة للرجال فقط، لكن الوضع يختلف كثيراً مع الحاجة زينب عيد ( الشهيرة بأم محمد ) فهي أقدم سمسارة عقارات في مصر القديمة استطاعت خلال 20 عام أن تكون أم لكل سماسرة منطقة الزيتون .

 وأكدت " أم محمد " لـ" العرب اليوم" : أنا سيدة بسيطة مثلي مثل كثير من السيدات الذين يفضلن أولادهن على انفسهن هجرني زوجي وأنا في الاربعون من عمري وكنت لا أملك المال الذي تستطيع به إطعامهم وأصبحت لهم الأب والأم فبدأت العمل ببيع المفروشات والبطاطين فقد كنت أشتريها بالقسط من التجار وابيعها لأهالي الحي حتى عرفني أهل المنطقة من خلال سمعتي ، وبعد ذلك أختارني أحد السماسرة خلال مراقبته لي وأنا أبيع المفروشات ولاحظ لباقتي ومهارتي في الإقناع وأمانتي في البيع فعرض علي العمل في مجال السمسره وقبلت بمقابل شرط " الا أدخل أموال حرام على اولادي فالحلال هو ما يدوم "   .

وتتابع : عانيت خلال 20 عاما في مهنة السمسرة من بعض المعوقات بعضها يأتي من السماسرة القدام فقد كانوا لا يتعاونوا معي وكانوا يفضلون التعامل مع الرجال ومن ناحيه آخرى كنت أواجه حالات نصب بسبب هروب الزبائن وعدم دفعهم لعمولة السمسرة .

وتحكي  زينب الشهيرة ب"أم محمد" أنها كانت تدخل الشقق والعقارات المعروضة للبيع مثلها مثل الرجال لا تخشى الا الله ودائما تقول " من يتق الله في كل شئ .. لا يخاف لا على ولاده ولا على رزقه "، وتقول : أنا أهم شىء عندي انني جوزت فاطمة أبنتي و مع نهاية هذا العام سيتخرج محمد ابني من كلية الهندسه " .

وأكدت هناء المندي (28 عاما) : أن "الليدي جارد"  ومهنة حارسة الأمن هواية ممتعة ومحترمة خاصة بعدما عرفت أن الشركة التي تقوم بالتدريب تسمح بالحجاب، وهذا ما شجّعنِي كثيرًا على التفكير في خوض التجربة بقوة، وقالت: عارض والدي في البداية لكنه عاد ووافق بعدما زار الشركة ورأى ما أقوم به، فالشركة لا تكتفي بالتدريبات القتالية ورفع الأثقال فقط بل تنظم حصصا تدريبية نظرية للفتيات، حول أساليب التعامل مع الآخرين والبقاء على أهبة الاستعداد أثناء أداء الواجب.

وعن شروط مهنة " الليدي جارد " تقول : أنه يشترط في الليدي جارد أن يكون قوامها رياضيًا ويفضل أن تكون ممن يمارسن إحدى الألعاب، ولا يقل طولها عن 165 سم ولا يزيد وزنها على 70 كجم حتى تستطيع السيطرة على المواقف الصعبة بسرعه وخفه وأن يتراوح عمرها بين 21 و29 عاما، ويشترط الحصول على مؤهل.