لندن - سليم كرم
توفيت بات ساميت أنجح مدربة في تاريخ كرة السلة الجامعية التي رفعت اسمها إلى الساحة الوطنية خلال مهنتها التي استمرت أكثر من 38 عاما في تينيسي، وكانت الأسطورة التي توفيت عن عمر يناهز 64 عاما صباح الثلاثاء 28 حزيران/ يونيو الجاري فقد كانت تعاني من مرض الزهايمر منذ عام 2011.
وكانت محاطة بالأسرة والأصدقاء المقربين في اللحظات الأخيرة من حياتها، وتركت منصبها بصفتها مدربة لفريق تينيسي في عام 2012 بعد سنة واحدة من إصابتها بالمرض.
وتقاعدت بعد حياة مهنية ناجحة بشكل هائل شهدت نحو 1098 انتصارا و208 هزائم فقط، وهي صاحبة أكثر انتصارات في بطولة " ديفيغن 1" مقارنة بكل المدربين والمدربات الآخرين، وأكدت مؤسسة بات ساميت وفاتها في تغريدة على "تويتر". وأصدر ابنها تايلر ساميت بيانا جاء فيه أن وفاة والدته مر بسلام في مستشفى شريشل هيل في نوكسفيل محاطة بالذين أحبوها على الدوام، وجاء في البيان " منذ عام 2011 عانت والدتي من أصعب منافس لها، بعد أن شخصت إصابتها بمرض الخرف؛ ومع ذلك أصرت بشجاعة أن تواجهه، ومن الصعب علينا أن يأتي الوقت الذي لن تعود موجودة فيه بيننا، ولكننا جميعا نجد السلام بمعرفة أنها لن تعاني أكثر بسبب هذا المرض."
وأخذت اسم زوجها في عام 1980 عندما تزوجت من مصرفي تينيسي آر بيه ساميت لكنها تقدمت بطلب الطلاق في عام 2007 قبل أسبوع من الذكرى السنوية الـ27 لزواجهما، وولدت هذه المرأة المتوهجة في كلاركسفيل تينيسي في حزيران/ يونيو عام 1952 وقادت فريق لايدي فولز للفوز بثماني بطولات وطنية وتقاعدت في عام 2012.
وأطلق عليها لقب مدرب العام 7 مرات، ولعبت في أول فريق أميركي للسيدات في الأولمبياد في عام 1976 وحازت على الميدالية الفضية، وساعدت ساميت على ازدهار كرة السلة النسوية فقيادتها لفريق لايدي فولس في أواخر الثمانينات والتسعينات أدى إلى الفوز بستة بطولات في 12 سنة، وفازت في البطولة الوطنية معه في عام 87 و 89 و 91 و 86 و 98 و 2007 و 2008، ولديها نحو 1098 فوزا في 38 موسم، إضافة إلى ظهور في الربع النهائي للبطولة الوطنية لنحو 18 مرة. وأعلنت في عام 2011 بينما كانت تبلغ من العمر 59 عاما أنها شخصت بإصابتها المبكرة بمرض الخرف، وقد دربت الموسم الأخير في تلك السنة وتقاعدت، وبحلول ذلك الوقت كانت قد أحرزت 8 ألقاب في البطولة الوطنية، وأتت بذلك في المرتبة الثانية بعد مدرب جامعة كاليفورنيا المدرب جون وودن صاحب الـ 10 ألقاب.
ووصفت مهنتها كمدربة بعد أن تقاعدت بأنها أفضل تجربة في حياتها، وقال عنها الرياضي بيتن مانينغ الذي سعى إليها للحصول على المشورة للبقاء في تينيسي أو الذهاب إلى اتحاد كرة القدم الأميركية، أن اللعب معها كان تجربة رائعة. مضيفا " كانت تستطيع أن تدرب أي فرق وأي لعبة سواء رجال أم نساء، فهي رائعة بصفتها مدربة سأفتقدها دائما ويشرفني أن أصفها بصديقتي وأفكاري كلها مع تايلور وعائلتها."
وكتبت عمدة نوكسفيل مادلين روجير على "تويتر" أن الأضواء على جسر هينلي في وسط مدينة نوكسفيل ستتغير إلى اللون البرتقالي والأبيض والأزرق في ذكرى رحيل المدربة ساميت، وكانت تعرف ساميت بكونها مدربة لا تحب الفشل، وقد عاقبت فريقا بأن دفعتهم إلى الركض حتى تقيؤوا، وحتى أنها وضعت في صالة الألعاب الرياضية صناديق القمامة حتى تشعرهم بالغثيان بسبب تكاسلهم.
وقادت أيضا فريق كرة السلة النسوية الأميركي للفوز بالميدالية الذهبية في أولمبياد عام 1984، وكان أكبر عدو لساميت فريق أوريما الذي لعبت ضده 22 مرة بين عامي 1995 و2007 وأنهت السلسلة بعد موسم 2007، ووصف الأخير بات في وقت تقاعدها بأنها المرأة صاحبة رؤية للعبة كرة السلة للسيدات التي لا هوادة فيها؛ مما دفع اللعبة إلى مستوى جديد وضمنت أن البقية سيكملون من بعدها.
وولدت بات ساميت في 14 حزيران/ يونيو عام 1952 في نريتا تينيسي وتخرجت من تشيذام كونتري في فرب ناشفيل، ولعبت كرة السلة الجامعية في جامعة تينيسي، وحصلت على درجة البكالوريوس في التربية البدنية، وكانت الكابتن المشارك في تدريب الفريق الأميركي في أولمبيات 1976 حيث فازت بالميدالية الفضية. وعينت بعدها في وظيفة مساعد مدرب في تينيسي وتولت التدريب بعد أن غادر المدرب السابق، وكتبت كتابا تحفيزيا في عام 1998 تحت عنوان " القمة لساميت"، وعملت على كتاب "رفع السقف" مع سالي جينكيز وهو كتاب عن موسم 1997 و 1998، وكتبت مذكراتها لتعكس تفاصيل معركتها مع الخرف الذي أصدر في عام 2013، وشاركت جنكيز أيضا بكتابته. وكتبت ساميت فيه " في البداية لاحظت أنه من الصعب على تحديد اليوم بدقة، وعلى مدار عامي 2010 و 2011 شهدت سلسلة مقلقة من الهفوات، وكنت أطلب من الناس تذكيري بنفس الأشياء مرارا وتكرارا وفي غضون ساعة واحدة كنت أسأل عن الوقت 3 مرات."
وأنشأت في عام 2011 مؤسسة تحمل اسمها لمكافحة مرض الزهايمر الذي يكلف ملايين الدولارات، وأعطيت لقب الرئيس الفخري لتينيسي، وقطعت ظهورها العلني خلال السنوات القليلة الماضية، وكانت تحضر بعضا من مباريات تينيسي في الموسم الماضي، وسافرت أيضا لمشاهدة ابنها تايلر في ولاية لويزيانا خلال العامين الماضيين.
وتركت منزلها في وقت مبكر من هذا العام وانتقلت إلى منتجع راق للمتقاعدين، وهي الشخص الوحيد الذي لديه هيئتين سميتا تيمنا باسمه في البطولة الوطنية لكرة السلة واحدة في جامعة تينيسي مارتن والأخري في جامعة تينيسي في نوكسفيل، ولديها شارعين على اسمها واحد في جامعة ولاية تنيسي والآخر في الحرم الجامعي لنوكسفيل. وصرح ابنها بأنه سيجري لها جنازة خاصة في وسط تينيسي، وطلب من الجميع احترام خصوصية العائلة، وسيجري لها تأبين عام في تومسون بولينغ أرينا.
يذكر أنها نالت في عام 2012 ميدالية الرئاسة للحرية وجائزة الشجاعة، ولعبت دروا قياديا في مكافحة مرض الزهايمر منذ أن شخص مرضها، وأطلقت مؤسستها التي تعنى بتثقيف الناس وتوفير الخدمات للمرضى ومقدمي الرعاية، ومن المقرر أن تفتح جامعة تينيسي مركزا طبيا في أيلول/ سبتمبرر يحمل اسمها. وجاء في بيان المتحدث باسم عائلتها " نعترف أن الأيام القليلة الماضية كانت صعبة منذ تشخيص مرضها، ولكن كانت محاطة بأكثر الأشخاص محبة لها ونحن ندعو الجميع للدعاء لها واحترام الخصوصية وشكرا." وحملت لقب منصب المدير الفني الفخري لفريق تينسي لكرة القدم للنساء حتى وفاتها، وحضرت تقريبا كل مباريات الإياب والعديد من التدريبات في السنة الأولى بعد تنحيها مدربة، لكنها غابت عن باقي المواسم، وكانت قد نأت بنفسها عن الظهور العلني في السنوات الأخيرة.