واشنطن - يوسف مكي
رحب الرئيس باراك أوباما والسيدة الأولى بخمسة من زعماء دول شمال أوروبا (الدول الإسكندفانية) خلال مآدبة عشاء رسمية فخمة في البيت الأبيض، بعد وقت سابق من إظهار وحدتهم ضد العدوان العسكري الأخير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في دول البلطيق.
ورحب الرئيس الأميركي أولا برئيس الوزراء الآيسلندي سيغوردور انجي جوهانسون، الذي كان مسؤولا عن بلاده لمدة شهر، وزوجته إنجيبجورج إليسا لدي وصولهم إلي الرواق الشمالي للبيت الأبيض، ثم رحب بعد ذلك برؤساء وزراء السويد وفنلندا والدنمارك والنرويج، الذين تمت دعوتهم أيضا إلى هذا الاجتماع المزدحم غير العادي.
ويبعث العشاء برسالة قوية لروسيا، التي انتقدها رؤساء الدول الخمسة في وقت سابق لتزايج قوتها العسكرية، بما في ذلك طنين سفينة حربية أمريكية قرب كالينينغراد، كما دعوا إلى فرض عقوبات اقتصادية ضد موسكو إلى الحفاظ عليها
وبدت السيدة الأولى ميشيل أوباما متألقة في ثوب من تصميم نعيم خان بكتف واحد، ومجوهرات ذهبية مبهرة، وذلك عند استقبال الضيوف. وعادة ما تلجأ السيدة الأولى إلي اختيار فستان من مصمم من الدولة الزائرة، ولكن في حالة وجود رؤساء 5 دول متنوعة، فضلت المصمم الهندي. ووطأت قدم أوباما بطريق الخطأ على فستان زوجته أثناء دخولها القاعة، لكنها بدت رغم ذلك لا تشوبها شائبة.
وحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، ارتدى كل من أوباما وجوهانسون بدلات رسمية سوداء للعشاء، الذي كان من المفترض أصلا أن يحضره زعيم الايسلندي السابق سيغموندور غونلوغسون، الذي استقال من منصبه على خلفية الاحتجاجات التالية على إجراءاته الضريبة التي تم الكشف عنها في فضيحة "أوراق بنما"، كما حضر هذا الحفل الجذاب رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوك راسموسن، و رئيس وزراء النرويج إرنا سولبرغ، و الرئيس الفنلندي سولي نينيستو، و ورئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفن.
وبمجرد وصول القادة، وقف أوباما في الخارج لاستقبالهم، محاط بحرس الشرف، ولكن كان على أفراد الحرس تتغير الأعلام بسرعة 5 مرات لتجنب الخطأ مع وصول الزعماء تباعا، ودُعي أكثر من 300 ضيف إلي العشاء، بما في ذلك الممثل ويل فيريل، ديفيد ليترمان، ونجم كرة السلة السابق الونزو مورنينج. وقال فيريل، الذين حضر العشاء مع زوجته السويدية فيفكا بولين أنها المرة الأولى التي يزور فيها البيت الأبيض، مازحا:"آمل ألا أفعل شيئا خاطئا"، كما حضرت الممثلة أليسون وليامز، ونجمة الفضائح بيلامي يونغ، و المغني جانيل ومونيـ وعارضة منتجات "فيكتوريا سيكرت" السابقة ميراندا كير، وعدد قليل من مشاهير الشمال أيضا، و كان العديد من المشرعين الديمقراطيين على قائمة الضيوف دون الجمهوريين، وهي علامة محتملة على أن جهود أوباما للفوز بمنافسيه السياسيين تتضاءل مع اقتراب نهاية ولايته الرئاسية.
وبدلا من الجلوس حول موائد مستديرة، قدم العشاء للضيوف في طاولات خشبية مزرعة مع مجموعة من السلاسل البيضاء، و الشمعدانات الكريستال. وكان العشاء في خيمة مع سقف شفاف مما يتيح للضيوف وجهة نظر من السماء ليلا.
وشملت المقبلات تونة مملحة ودجاج وفطائر، أما الطبق الرئيسي فكان لحم بقري مطهو ببطء من ولاية نبراسكا. أما الحلوى فكانت فطيرة الكسترد، وكوكيز وتوت. وبعد العشاء استمتع الضيوف بصوت ديمي لوفاتو، وكان أوباما ينظر إلي بلدان الشمال الأوروبي على أنها "اليوتوبيا" الاشتراكية، أثناء "مناقشات حامية" عن أي أكثر من أي بلد سعادة وأيهما مسقط الرأس الحقيقي لسانتا كلوز.
واجتمع أوباما والزعماء الخمسة في البيت الأبيض، في وقت سابق، يوم الجمعة، لإجراء محادثات تركز على روسيا والأزمة في سوريا والعراق والتي أثارت سيلا من المهاجرين إلى أوروبا، وأثار ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 قلق دول شمال أوروبا والبلطيق،وفي الوقت الذي ينظرحلف شمال الأطلسي في سبل لمحاولة ردع المزيد من العدوان الروسي، فإن إدارة أوباما تريد إظهار الدعم لحلفائها الأوروبيين الشماليين، وقال أوباما اتحدت الدول الست في قلقهم حول "الوجود العسكري العدواني" روسيا في بحر البلطيق ومنطقة الشمال. وفي الشهر الماضي، اعترضت طائرة مقاتلة روسية طائرة استطلاع للقوات الجوية الأميركية تحلق بشكل روتيني على بحر البلطيق، كما وجهت طائرات روسية صواريخ موجهة للولايات المتحدة في البحر.
ويخطط حلف شمال الاطلسي جمع أكبر حشد في أوروبا الشرقية منذ الحرب الباردة لمواجهة ما يرى التحالف أن تكون روسيا أكثر عدوانية. السويد وفنلندا ليستا أعضاء في حلف "شمال الأطلسي"، وقال الرئيس الأميركي:" "سنواصل الحوار ونسعى للتعاون مع روسيا لكننا نريد أيضا التأكد من جاهزية قوتنا ونريد أن نشجع روسيا على إبقاء أنشطتها العسكرية في إطار انصياعها لالتزاماتها الدولية".