قيادة الرجال والنساء للسيارات

يعيد القرار الجديد في السعودية بالسماح للنساء بقيادة السيارات إلى الأذهان سؤالاً لا يكل البعض من طرحه، جاداً أو مازحاً وهو: هل ثمة فروق حقيقية بين أسلوب قيادة الرجال للسيارات وبين طريقة النساء في القيادة، من واقع تجارب مختلف شعوب العالم؟! .

والسؤال قديم جدًا، ربما من ما يزيد على مئة عامًا، عندما انطلقت على الطرق السيدة بيرتا بنز بالاختراع العجيب الذي ابتكره زوجها مرسيدس بنز، لتكون أول امرأة تقود سيارة لمسافة طويلة، وقد يتبادر إلى الذهن لأول وهلة أن الرجل أفضل في قيادة السيارة من المرأة، لكن بعض الدراسات تعتقد عكس ذلك.

صحيح أن الرجال يتعلمون القيادة بسرعة وسهولة، إلا أن النساء أفضل في السياقة على الطرقات، ما يصحح الاعتقاد السائد في بعض المجتمعات بأن المرأة لا تقود بمهارة.

وتستغرق النساء، بحسب دراسة بريطانية، وقتاً أطول من الرجال للحصول على رخصة القيادة، إلا أنهن يقدن على نحو أكثر أماناً من الرجال في المدى البعيد، وأشارت الدراسة إلى أن نساء بريطانيا يصبحن أفضل من رجالها في قيادة السيارة بمجرّد حصولهن على القليل من الخبرة، ويصبحن أيضاً أكثر أماناً بنسبة 20% من السائقين الرجال بعد اجتياز اختبار قيادة السيارة.

وذكرت دراسة أجراها اتحاد السيارات البريطاني أن النساء يجدن استخدام مرايا السيارة الجانبية، بينما يتفوق الرجال في مهارات الرجوع بالسيارة إلى الخلف، وكشفت دراسات عالمية عديدة أن الرجال يقودون على نحو أكثر خطورة وتهورًا من النساء.

وقالت بعض الدراسات إن النساء يجدن صعوبة في ركن السيارة، خاصة في الأماكن الضيقة والمزدحمة، بينما يتفوق عليهن الرجال في هذه المهارة، وجاء في دراسة ألمانية، أجراها نادي سيارات أوروبا (إيه سي إي) ونشرت في مدينة شتوتغارت، أن نسبة الحوادث التي يتسبب فيها الجنس الناعم وتنتهي بإصابات أقل من تلك التي يرتكبها الرجال.
وتتميز المرأة بالرزانة والهدوء والحذر أثناء القيادة. وهو ما ينعكس على عدم ارتكابها لحوادث السير المميتة والخطيرة، بينما يؤدي الرجل إلى نسبة كبيرة من الحوادث المميتة.

وبخصوص السرعة المقررة على الطرق واحترام قواعد المرور بشكل عام، يسجل تقيد كبير للنساء بها مقارنة مع أشقائهن الرجال، وقدرت دراسات أن 10 في المئة من الرجال على الأقل لا يلتزمون بوضع حزام الأمان، مقاربة بنسبة كبيرة من النساء تتقيد بوضعه.

هذه الحقائق جعلت شركات التأمين العالمية تميل إلى رفع كلفة التأمين على السائقين الرجال أكثر من النساء، بسبب زيادة احتمال تعرضهم إلى المخاطر، وبالتالي ارتفاع النفقات الطبية التي ستتحملها تلك الشركات.