ريو دي جانيرو - فلسطين اليوم
يتواصل جدل لا منته في إمكانات المرأة السعودية ووجودها في المحافل الدولية، حاملة العلم الأخضر، على رغم ظهورها للمرة الثانية في "الأولمبياد"، إذ تستعد العداءة السعودية سارة عطار للظهور من جديد، بعد مشاركتها الأولى في "أولمبياد لندن" فيما دخلت أسماء جديدة هي: لبنى العمير التي شاركت في منافسات المبارزة وخسرت، وجود فهمي التي شاركت في منافسات الجودو لوزن تحت 52 كيلوغرامًا وخرجت بسبب الإصابة، ومؤخرًا كاريمان أبوالجدايل التي ستشارك في منافسات سباق 100 متر، الأسماء الأربعة وقفت إلى جوار زملائهن الشبان المشاركين في "أولمبياد ريو دي جانيرو" في البرازيل الجارية حاليًا.
وشاركت السعوديتان وجدان علي وسراج شهرخاني في منافسات الجودو لوزن فوق 78 كيلوغرامًا، فيما شاركت سارة عطار في مسابقة 800 متر عدو، في الأولمبياد السابق الذي أُقيم في لندن، عبر بطاقات دعوة تلقتها اللجنة الأولمبية السعودية، وتعتبر هذه المشاركة الثالثة للسيدات في تاريخ الرياضة السعودية أولمبياً، إذ سبق أن سجلت العداءة دالما ملحس اسمها، بوصفها أول سعودية تشارك في دورة عالمية، وتحديداً في دورة الألعاب الأولمبية الأولى للشباب، التي أقيمت في سنغافورة في 2010 في فئة قفز الحواجز ضمن منافسات الفروسية، إذ نالت برونزية فئة الفردي. ولا تختلف المشاركة الحالية عن سابقتها من حيث الجدل والنقاشات والاختلافات في مشاركة "نون النسوة" في الأولمبياد، إذ نلن النصيب الأكبر من السخرية والنصائح والانتقاص، من الفئة المعارضة، بينما بلغت عبارات التشجيع أوجهًا من المؤيدين الذين يرون مشاركة المرأة ضرورة في كل المحافل الدولية الرياضية.
ولم تسلم ملصقات المشاركات من الإخفاء والتعديل بحجة لباسهن الرياضي المصنف "غير محتشم" من الرافضين، وكانت نتائج المتسابقات فرصة لـ"التشفي"، وخصوصًا بعد خروج جود فهمي، التي أعلنت اللجنة الأولمبية السعودية آنذاك، عبر حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن الإصابة منعتها من الاستمرار في المنافسات المقامة في ريو دي جانيرو.
وجاء بعدها خروج متسابقة السلاح لبنى العمير في دور الـ64 لمنافسات الشيش، بعد هزيمتها أمام نظيرتها البرازيلية بنتيجة (15 - صفر)، وظهرت العمير بابتسامة عريضة كأنها انتصار لوصولها إلى هذا المحفل العالمي وتقدير لمشاركتها فيه، والهزيمة كانت الفرصة الأنسب لانقضاض المعارضين على المتسابقات في ذكر أنهن ذهبن لـ"الفشيلة" والتعرض للإحراج فقط، لأنهن غير مدربات ولا مؤهلات لمقابلة أبطال العالم الذين تلقوا الدعم، إضافة إلى الذين اعتبروا مشاركة المتسابقات خروجًا على العادات والتقاليد التي تعرف بها السعودية، فيما حضرت التعليقات الجارحة للتشكيك في وطنية المشاركات وجذورهن، مستحضرين مشاركة سارة العطار في أولمبياد لندن الماضي بحصولها على المركز الأخير من باب السخرية والاستهزاء.
أما المؤيدون فكان التشجيع والدعم شعارهم منذ بداية إعلان أسماء المتسابقات في الأولمبياد، ووصف مشاركتهن بعبارة "يكفيهن شرف المحاولة"، إذ وصفت تجربتهن بالمستحيلة أمام ضعف إمكانات التدريب التي تواجه واقع المرأة السعودية وعدم وجود خلفية رياضية داعمة من البداية، لا في المدارس ولا في الأنشطة المختلفة، لهذا كانت مقارنة المتسابقات بالأخريات ظلمًا، ويكفيهن تمثيل اسم بلدهن ورفع علم السعودية حتى لو لم تحرز إحداهن أية ميدالية.